جرائم الاحتلال تلاحق أطفال غزة بمنامهم
زكريا المدهون
تهرع أم أحمد الخطيب عند سماعها دوي الانفجارات العنيفة الناتجة عن القصف الإسرائيلي الى أطفالها الثلاثة، وتحتضنهم وتصطحبهم الى مكان أكثر أمنا في البيت حفاظا على سلامتهم.
'قوات الاحتلال تقصف منازل وبيوت المدنيين دون سابق إذار وبشكل عشوائي الكل بات مستهدفا.' تقول الخطيب التي تقطن مدينة غزة.
وأضافت 'أخاف على أطفالي من القصف الاسرائيلي الذي طال آلاف الأطفال دون رحمة أو شفقة'، مشيرة الى أن أطفالها وهم بنتان وولد تنتابهم حالة من الهلع والخوف عند سماع أصوات القصف ويأخذون بالصراخ والبكاء'.
وتقدّر مصادر طبية وحقوقية عدد الأطفال الشهداء بأكثر من 151 طفلا وحوالي ألف جريح.
وأشارت الخطيب إلى ما حصل الليلة الماضية لأسرة الكيلاني بعد قصف برج سكني في مدينة غزة، ما أدى الى استشهاد خمسة أطفال ووالديهم.
وكشفت أنه ينتاب أطفالها حالة نفسية سيئة أثناء النوم، حيث يستيقظون مفزوعين خائفين وهم يصرخون بأصوات مرتفعة.
وقتلت قوات الاحتلال بشكل متعمد خلال عدوانها أربعة أطفال كانوا يلهون على شاطئ بحر مدينة غزة، وآخرين كانوا يلهون فوق سطح منزلهم.
وأعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن ثلث الشهداء هم من الأطفال وأن أكثر من نصفهم تقل أعمارهم عن 12 عاما.
ومنذ بدء العدوان على القطاع قبل خمسة عشر يوما، أبادت قوات الاحتلال عائلات بكامل أفرادها غالبيتهم من الأطفال مثل أطفال عائلات: الكيلاني، والقصاص، وبكر، والحلاق، وأبو جامع، وكوارع، وغيرها الكثير.
من جانبه، أكد عصام المقيد من شمال قطاع غزة، أن أطفاله الخمسة تنتابهم حالات من القلق والخوف بسبب استمرار قوات الاحتلال باستهداف الأطفال بدون أي سبب وبشكل عشوائي.
وأضاف المقيد الذي يقطن في منطقة تل الزعتر القريب من مخيم جباليا، 'عندما تقوم الطائرات بقصف منزل أو هدف بالقرب من منزلنا تسيطر حالة من الفزع والخوف على أولادي الصغار الذي يهرعون إليّ أو إلى أمهم.'
وتابع: 'أحاول أنا وزوجتي قدر الإمكان التخفيف عنهم وطمأنتهم وحمايتهم'، لافتا الى أنه عند قدوم الليل تزداد مخاوف أطفاله في ظل اشتداد عمليات القصف.
وطالب المقيد، بحماية أطفال غزة من أعمال القتل المتعمدة التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وتتهم منظمات حقوق الإنسان، قوات الاحتلال بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين العزل مخالفة كافة المواثيق والأعراف الدولية.
وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار قوات الاحتلال باستخدام سياسة العقاب الجماعي ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية، التي تكفل حماية المدنيين في أوقات الحرب.
وشدد المركز على أن قصف المنازل والمنشآت المدنية بهذا الشكل العشوائي وبدون سابق إنذار هو جريمة حرب بشعة تضاف إلى سجل الجرائم التي باشرت حكومة الاحتلال باقترافها منذ بداية العدوان والتي تنذر بسقوط المزيد من الضحايا وإبادة عائلات بأكملها.