رام الله تشيّع شهداء غزة
رشا حرز الله
'وين الملايين'، 'يا حجار صرتي الحلم' أغاني وطنية وهتافات صدحت بها مكبرات الصوت، شبان وفتيات ارتدوا لباسا أسودا خط عليه عبارة 'كلنا غزة'، حملوا على أكتافهم نعوشا رمزية، لفت بالعلم الفلسطيني، حملت أسماء مئات الرجال والنساء والأطفال، الذين استشهدوا بفعل آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وانطلقت المسيرة التي نظمتها بلدية رام الله وبلديات رام الله والبيرة وبيتونيا والقوى الوطنية والإسلامية والاتحادات والنقابات والمؤسسات الدينية والأهلية والثقافية، إضافة إلى مشاركة واسعة من مؤسسات المجتمع المدني والفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء، من ساحة بلدية رام الله، وصولا إلى مقر الأمم المتحدة.
وصلت النعوش إلى مبنى الأمم المتحدة في رام الله، وتم وضعها أمام مدخلها الرئيس، رجال ونساء وأطفال، صدحوا بصوت واحد 'بان كي مون لا لك طعم ولا لك لون'، في انتقاد لموقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي يبدي فيه تعاطفا مع الاحتلال، و'بالروح بالدم نفديك يا غزة'.
ذهب نديم مسعد (19 عاما) بدموعه بعيدا عن أعين المشاركين، أخذ جانبا من الرصيف وبكى غزة: 'يؤلمني مشهد الأطفال الذين فصلت رؤوسهم عن أجسادهم، هذا المشهد رمزي في رام الله، لكنه في الحقيقة واقعي ومؤلم، كيف لغزة أن تتحمل كل هذا الأسى'.
وقال: 'رغم أنه ليس هناك شيء يوازي ما تعانيه غزة، لكن أضعف الإيمان أن يتم عمل مثل هذه الفعاليات، حتى يتذكر العالم ما يعانيه شعبنا، الشارع الفلسطيني بدأ يصحو ويغضب ويقول كلمته بحق أهلنا في القطاع، عدد المشاركين بدأ يتضاعف في الفعاليات والمسيرات المساندة لغزة'.
وسلم المشاركون، ممثل مبعوث الأمم المتحدة لدولة فلسطين باسكال سوتو، رسالة عبروا خلالها عن تنديدهم بصمت الأمم المتحدة عما يجري في غزة من أبشع ممارسات القتل والتدمير والأساليب الإجرامية، في هذه الحرب غير المتكافئة، ضد الشيوخ والنساء والأطفال، وقصفهم بغاز السارين والأسلحة والقنابل العنقودية، وهدم المنازل والجوامع على رؤوس ساكنيها.
وقالوا: 'إسرائيل أبادت الشجر والحجر، وقتلت طواقم الإسعاف والإعلاميين وقصفت المستشفيات، لذلك من حق شعبنا الذي يتعرض لكل هذا الدمار أن يدافع عن شعبه، وعلى الأمم المتحدة القيام بواجبها والعمل على وقف هذه الحرب المسعورة، وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب'.
وأكدوا أن شعبنا يقف موحدا لنيل استقلاله، وآن الأوان للشعوب أن تقول كلمتها في وجه هذا الاحتلال الغاشم، الذي لم يترك سلاحا إلا واستخدمه ضد المدنيين العزل، التي أدت لغاية الآن لاستشهاد ما يزيد على 650 شهيدا، وجرح أكثر من 4 آلاف آخرين.