استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

الشجاعية.. تفاصيل المجزرة من تحت الأنقاض!

عماد عبد الرحمن - ثلاثة أيام تحت الأنقاض، قصف مدفعي عشوائي متواصل، لم تنل من رغبة أسماء الحلو في الحياة، أسماء ذات الـ 24 ربيعا من سكان شارع النزاز بحي الشجاعية كانت هدفا مباشرة للقصف العشوائي للمدفعية الإسرائيلية، ذنب أسماء الوحيد هو إعدادها لوجبة إفطار رمضانية داخل مطبخ منزلها... لم تشعر بعدها سوى بوجود 4 رجال من طواقم الإسعاف جازفوا بحياتهم لإنقاذها من تحت الأنقاض وتحت القصف المدفعي... بسبب حركة إصبع سبابتها المتحرك للنطق بالشهادة... بعد عناء استطاع رجال الإسعاف انتشالها من تحت الأنقاض... طلب أسماء الوحيد كان شربة ماء وقولها " أنا صائمة منذ ثلاثة أيام... أين أهلي تركتهم مجتمعين في الصالون "... نقلت أسماء لمستشفى الشفاء في قسم العناية المركزة ووصفت حالتها بالمستقرة... ولم يعثر على أهلها تحت الأنقاض حتى الآن.
قصص تحت الأنقاض
هذه إحدى القصص التي نستطيع أن نسمعها من أحد الناجين ولكن هناك العديد من القصص دفنت مع أصحابها تحت الأنقاض عددها بعدد ضحايا تلك المجزرة، من داخل مراكز الإيواء بمدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين التي فتحت أبوابها لآلاف النازحين من سكان حي الشجاعية الذي قررت آلة الحرب الإسرائيلية إبادته.
عماد صقر من سكان شارع النزاز بالشجاعية أحد الناجين من المجزرة يروي لـ"الحياة الجديدة" رحلة هروبه من الموت، يقول عماد الوضع في الخط الشرقي كان متوترا منذ بضعة بداية العدوان الإسرائيلي، كنا نسمع قذائف هنا وهناك من وقت لآخر ولكننا فوجئنا يوم السبت ليلة المجزرة وكأننا في يوم الحشر، بقصف عشوائي متواصل من مدفعية الدبابات على البيوت والمواطنين... طائرات حربية من نوع أف 16 تحلق على ارتفاعات منخفضة جدا محدثة رعب في المكان... مبان تنهار فوق رؤوس ساكنيها في لحظة... لم استطع الصمود أكثر من ذلك حاولت الخروج أنا وعائلتي المكونة من 25 فرداً ولكننا لم نتمكن من الخروج بسبب عتمة الليل والقصف المتواصل فوق رؤوسنا، مضيفا بلغت القلوب الحناجر خصوصا بعد قصف منزل جاري من عائلة الحية بطائرة "اف 16" لم نر بعدها أثرا للمنزل محدثة سحابة من الغبار والنيران ملأت المكان، صرخات النساء والأطفال ونداءات الاستغاثة لم تشفع لنا ولم نجد من يجيب نداءاتنا، ظللنا على هذا الحال حتى تمكنا من الخروج حوالي الساعة 9 من صباح الأحد بملابسنا الداخلية فقط، تاركين وراءنا كل شيء، لم نستطع حمل أي شيء.
رحلة الدهر
ويضيف صقر بمجرد خروجنا من المنزل لم نتعرف على المكان من حجم الدمار، كل ما استطعنا فعله هو المشي حتى وصلنا مستشفى الشفاء في رحلة استغرقت ساعات شعرت بها وكأنها دهر لهول ما رأيناه من جثث ملقاة على الأرض وبيوت مدمرة، وكل من يتأخر في المكان كان مصيره الموت كما حدث مع أحد جيراني أبو إياد ضاهر الذي تأخر في الخروج من منزله فقصف واستشهد هو وصغاره داخل منزلهم. 
وعن وجود ناجين أثناء رحلة خروجه من حي الشجاعية قال صقر لم أصادف سوى امرأة مسنة تبلغ من العمر 75 عاما مقعدة، كل ما استطعت فعله لها هو حملها على ظهري حتى وصلت بها الى مكان آمن وسط الشجاعية.
الهروب من الموت
لبنى ونسرين الجعبري من سكان شارع الطواحين، أمهات هربن بأطفالهن من الموت بأعجوبة بسبب قصف الشريط الحدودي المتواصل على الخط الشرقي.
تقول لبنى بدأنا بالنزوح في بادئ الأمر قبل ليلة المجزرة الى داخل الشجاعية ولكن ازداد الأمر سوءا فلجأنا للمدارس ومن ثم للمساجد حتى صار القصف العشوائي يطال الجميع... وفي ليلة المجزرة بدأت المساجد تدعو الناس للخروج والنزوح، وتضيف لبنى مع طلوع النهار بدأت الناس بالآلاف تترك بيوتها وتتجه نحو مستشفى الشفاء مشهد يذكرها بالنكبة، أطفال صغار ومسنون على كراسي متحركة يمشون في أسراب باتجاه مستشفى الشفاء. 
أما نسرين الجعبري التي بكت بحرقة الأمهات على ما لاقته وأطفالها من معاناة وخوف وتفرق شمل عائلتها، فهي لا تعرف أين والدها لقد فقدته أثناء رحلة نجاتها من المجزرة، لا تعرف إن كان على قيد الحياة أم لا قدر الله أصابه مكروه، كل ما تقوله والدي رجل كبير في السن ومقعد، يا رب يكون بخير، نفسي أطمئن عليه.
صبحي الغرابلي رجل مسن من سكان الخط الشرقي عائلته مكونة من 35 فردا تمت محاصرة منزله 6 أيام قبل يوم المجزرة، يقول بعدها حاولنا الهروب من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع، لم تستطع سيارة إسعاف ولا دفاع مدني الوصول إلينا... لولا عناية الله هي التي أنقذتنا واستطعنا الهروب والقصف فوق رؤوسنا، وأكد الغرابلي وجود شهداء حتى الآن تحت الأنقاض لم يستطع أحد الوصول إليهم حتى الآن.
أما أبو محمود الغرابلي، فيقول أنا حالي أفضل بكثير من الآخرين، فرغم وجودي مع 48 فردا من عائلتي في أحد فصول مدارس الإيواء وحالة الرعب التي يعيشها صغارنا وحالات التبول اللاإرادي والإغماءات المتكررة والذعر من كل شيء متحرك بسبب ما لاقوه من هول ليلة المجزرة ورحلة الهرب من الموت من الشجاعية، إلا ان حالتي أفضل من عائلة عياد في الفصل المجاور لي في المدرسة.
جار محمود الذي امتنع عن الكلام مع "الحياة الجديدة" بسبب حزنه الشديد فقد 19 فردا من عائلته أثناء رحلة خروجه وعائلته من مجزرة الشجاعية حيث تعرضت عائلته لقصف الطائرات ومدافع الدبابات وهو من تبقى من العائلة ويغلق على نفسه باب أحد فصول مدارس الإيواء لا يريد أن يتكلم مع أحد لهول ما مر به.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025