غزة تتقاسم الوجع ورغيف الخبز
زكريا المدهون
تّبرع طفل من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ببعض ملابسه لأطفال من حي الشجاعية يتواجدون في ساحات مستشفى الشفاء، بعد أن أجبرهم العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ أكثر من سبعة عشر يوما على ترك منازلهم والنجاة بأرواحهم.
الطفل أحمد الحلبي حمل ملابسه وقدمها لنشطاء يقومون بجمع التبرعات المختلفة لإغاثة أهالي حي الشجاعية الذين أخذوا مستشفى الشفاء ملاذا لهم.
وقال الحلبي (12عاماً):' أعطيت ملابسي لأطفال الشجاعية لأن ليس لديهم ملابس'، مشيرا إلى أن أخوته وأطفال الجيران تبرعوا بملابسهم لأطفال الشجاعية المشردين.
ويقوم شبان ونشطاء بزيارة المنازل في مخيم الشاطئ لجميع مساعدات للنازحين من حي الشجاعية المتواجدين في مستشفى الشفاء وهي عبارة عن ملابس وفرشات وأغطية وأطعمة ومعونات نقدية.
وأوضح وسيم عبيد وهو يرتب بعض المعونات على دراجة ثلاثية العجلات، 'أنه بادر هو وبعض الشبان والأصدقاء من المخيم إلى تنظيم حملة لإغاثة ومساعدة النازحين من أهالي الشجاعية ممن تركوا منازلهم بعد مجازر الاحتلال ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ساحات مستشفى الشفاء.
وتقدّر وكالة الغوث الدولية 'الأونروا'، عدد النازحين في مدارسها بأكثر من 80 ألفا، إضافة إلى مئات آلاف ممن يتواجدون في المدارس الحكومية وفي الحدائق والساحات العامة.
وقال عبيد: 'إن الحملة لاقت اقبالا واسعا من قبل المواطنين الذين هبوا للتبرع لإخوانهم في الشجاعية بما يتوفر لديهم رغم سوء الأوضاع الاقتصادية التي يمرون بها.'
ويشهد قطاع غزة تكافلا اجتماعيا غير مسبوق خلال العدوان الإسرائيلي، حيث فتحت الكثير من الأبواب أمام النازحين من حي الشجاعية وتقاسموا معهم رغيف الخبز.
وأكد عبيد، أن المساعدات المقدمة لاقت استحسانا من قبل النازحين عن بيوتهم، داعيا المواطنين إلى مزيد من التآخي والتكافل والتراحم.
من جانبه، قدّم أبو ثائر بعض الأغطية للقائمين على حملة المساعدات الإنسانية، معربا عن تضامنه الكبير مع اخوانه النازحين في حي الشجاعية.
ورغم الضائقة الاقتصادية التي يمر بها أبو ثائر أصرّ على التبرع بأغطية أطفاله وأولاده لسكان 'الشجاعية' الذين هم أحق منه كما يقول.
وتابع: 'أسرتي لها بيت تنام فيه، لكن أخواننا في الشجاعية كان الله بعونهم لا بيوت تؤويهم خرجوا بطولهم لا يوجد معهم أي شيء.'
وتحذر جهات انسانية وحقوقية، من تدهور الأوضاع الانسانية والمعيشية في قطاع غزة في ظل تواصل العدوان الاسرائيلي.
وفي حديقة مستشفى الشفاء، يتواجد الالاف من سكان حي الشجاعية والمناطق الشرقية، يعيشون بظروف انسانية صعبة حيث لا يوجد معهم فراش ولا ملابس.
ويقوم هؤلاء النازحون وهم من مختلف الأعمار بالنوم على بعض الفرشات والأغطية التي تبرع بها أهل الخير، فيما آخرون يشكون من قلة هذه التبرعات ويحمدون الله على أن العدوان حصل في فصل الصيف.