من ضحايا مجزرة الشجاعية.. بعد ان استشهدت والدتهما: "مها" لم تنم منذ الحادثة و"فاطمة" فقدت النطق
محمد عوض
لم تدع قذائف الإحتلال التي تسقط بإستمرار علي حي الشجاعية الطفلتين فاطمة ومها من وداع والدتها التي إستشهدت بعد سقوط قذيفة مدفعية في منزلهم في شارع البلتاجي شرق مدينة غزة ،لوم يعد يحلمان سوياً علي سريرٍ واحد ، فاكل منهن سرير بجانب الأخري في مستشفى الشفاء الطبي ولكل واحدةٍ منهن حالةٍ أحوج من أنهن ينظرن لبعضهن البعض .
"فاطمة ومها الشيخ خليل " طفلتان أصيبتا بشظايا المدفعية التي قصفت منزلهما، فضلاً عن إصابة جميع أفراد عائلتها بإصابات متنوعة نقلوا علي إثرها لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ليتم بعدها إعلان إستشهاد والدتهم " جواهر الشيخ خليل " التي كان لها نصيب كبيرمن شظايا القذائف المدفعية في تلك المنطقة المذكورة .
الطفلة فاطمة والتي تبلغ من العمر (10 أعوام ) أصيبت بعدد من الشظايا في منطقة الفم والوجه كانت كفيلة بتحطيم الفك الأسفل للفم بالإضافة لشرخ كبير في الوجه أدي الي فقدانها للنطق والحركة بالرأس تقول لمراسل دنيا الوطن وهي تكتب علي ورقة الدفتر التي تحاول قدر المستطاع التعبير عما يدور بوجدانها من خلال الكتابة بخط القلم بأن جميع عائلاتها أصيبوا بشظايا القذيفة ولم يتبقى أحد إلا وأصيب بالقصف الذي كان متعمداً حسبما ما كتب علي دفترٍ تحتفظ فيه بجوارها تكتب ما تحاول الحديث به .
الطبيب المعالج لفاطمة قال أنها بحاجة فعلياً لعلاج مكثف ومتواصل بمستشفيات أكثر تطوراً ودقة لاسيما مع نقص الإمكانيات في مجمع دار الشفاء بفعل العدوان والحصار وهذا ما جعل الوزارة مطالبتهم بضرورة تحويلها لمستشفيات خارج غزة وهذا ما تم صباح امس .
" ياعمو قصفونا وقتلوا ماما وإتصابوا خواتي وقتلوني " بهذه الكلمات إستطاعت الطفلة مها شقيقة فاطمة الحديث لمراسل دنيا الوطن وهو يحاول الإقتراب من أنفاسها علي سرير الشفاء في محاولة للتقارب من وضعها الصحي الخطير جداً والذي ينذر لصعوبة الحركة والشلل الرباعي الذي أصاب جسدها بسبب شظايا في النخاع الشوكي وكسور في العمود الفقري .
(مها 8 أعوام ) لم تغمض عينيها منذ إصابتها بفعل الصدمة والإصابة التي أصيبت بها ، رحلت والدتها شهيدة بجوار ربها دون أن تودعهم وهي تحاول إحتضانهم وإخفائهم من شظايا القذائف التي إنهمرت علي محيط منزلهم كالمطر علي حد وصف أحد الناجين من هذه المجزرة .
طبيب مها الذي يعمل علي مدار الساعة داخل قسم الجراحة في مجمع الشفاء الطبي والذي نوه بأن حالة الطفلة " مها الشيخ خليل " هي حالة صعبة جداً وبحاجة لرعاية دقيقة لاسيما وأن الإصابات أفقدتها علي الحركة بشكل كامل بسبب الشظايا التي دخلت وخرجت من الجسد وهذا ما يدلل علي أن الطفل مها كانت قريبة جداً من القذائف .
ورجح الطبيب بأن الطفلة " مها " تواجه صعوبة في الحركة نظراً للإصابة المباشرة التي تعرض لها النخاع الشوكي في جسدها والكسر في العمود الفقري .
عمة الطفلتين ( مها وفاطمة ) إم إبراهيم والتي تتواجد علي مدار الساعة بجوارهم في مستشفى الشفاء تقول لدنيا الوطن" إن وضع الطفلتين خطير جداً نتيجة الإصابة المتعمدة للإحتلال علي عائلتهم في شارع البلتاجي " .
وتروي " إم إبراهيم " تفاصيل إستهدافهم وتقول " في فجر يوم الأحد الماضى بدأت القذائف تسقط في محيط منزل عائلتنا وبالفور نقلنا الأطفال جميعهم الذين كانو نائمين الي مكانٍ أمن ، ولحظة نزول شقيقى وزوجته وهم يحملون الأطفال عبر السلم ، إستهدفهم الإحتلال بقذيفة مباشرة مما أدي الي إصابة كل من كان في الدرج الرئيسي للمنزل ، وبعد ساعات طويلة إستطعنا أن نخرجهم جميعاً بعد صعوبة كبيرة في وصول سيارات الإسعاف ، حيث وصلو جميع المصابين الي شارع السكة والذي يبعد كثيراً عن منزل العائلة حتي نقلتهم سيارات الإسعاف بعد 5 ساعات من الإصابة والنزيف الأمر الذي أدي الي إستشهاد زوجة شقيقي ووالدة الطفلتين ( جواهر الشيخ خليل ) .
عن دنيا الوطن