مؤسسة 'سوار' تحذر من تداعيات العدوان الإسرائيلي على حياة أطفال غزة
قال مؤسسة سوا، التي تنشط في مجال مناهضة العنف ضد الأطفال والنساء اليوم الاثنين، إن الألم والمعاناة التي يعيشها المدنيون وبخاصة الأطفال والنساء في غزة بسبب الحرب تفوق كل وصف.
وقالت المؤسسة في تقرير لها إنها وصلت إلى هذه الخلاصة في ضوء ما تلقته من خلال خط حماية الطفل المجاني 121 الذي يعمل على مدار الساعة لتقديم خدمة الدعم النفسي و الإرشاد عله يساعدهم على تجاوز هذه الأوقات العصيبة.
وأضاف التقرير: وصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى ما يزيد عن 1050 وأكثر من 6000 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال، وهذه هي البيئة الفلسطينية في غزة التي أصبحت خليطاً من الحرمان والفقر والشعور بالعجز واليأس والفقدان والألم وقد أدت هذه المشاعر إلى مزيد من العنف والشعور بالتهميش التي من المتوقع أن تترك نتائج كارثية على الصحة النفسية للأجيال المقبلة.
وأضاف: وقد عايش أطفال غزة أحداث كثيرة صدمتهم وستؤثر على حياتهم بشكل كبير إن لم يتوجهوا للعلاج النفسي، تتمثل في مشاهد الجرحى والشهداء وسماع القصف المدفعي للمناطق المختلفة من قطاع غزة، ومشاهدة قصف البيوت والمدارس والمستشفيات والشوارع بالصواريخ من الطائرات، ومشاهدة الطفل لبيته وهو يقصف، ويهدم، ويدمر، تعرض أغراضه الشخصية للتدمير من قبل جيش الاحتلال وتعرضه للحرمان من الماء والأكل والكهرباء أثناء الاجتياح، فقدان أفراد عائلته، وفي كل مشهد آلاف القصص لأطفالٍ كبروا قبل أوانهم، ونحتاج لسنوات لترميمها.
ووفق التقرير بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا في غزة منذ بدء العدوان حتى اللحظة 208 طفلا على الأقل وأكثر من 1780 طفل جريح.
وتابع: وحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة فإن 74% من الضحايا هم من المدنيين وخمسهم من الأطفال، فكل ساعة تمضي يقتل الاحتلال طفل في غزة.
وأردف: وتنقسم الآثار النفسية على الأطفال إلى شقين، الأطفال الذين يتأثروا بشكل مباشر بعد الحرب، من فقدان: أهل، بيت، مأكل، مشرب، مكان آمن، والخوف والهلع المصاحب للحرب، ومن ناحية الحدث نفسه وهذا ما يسمى بالصدمة، فهذه الآثار لها ردود فعل مثل خوف، تبول لا إرادي، اضطراب، توتر، عدم تركيز، وغيرها، ففي فترة الحدث يكون الجسم عندهم بحالة حرب نفسية، أو حالة تأهب، وهذا ما يسمى بصراع البقاء.
وقال التقرير: أما الشق الثاني ويسمى آثار ما بعد الصدمة فهي إنكار الحادث، وعدم التعامل مع الأزمة الناتجة عن الحدث، ما يؤدي إلى اختلال التوازن أو خلق تشويش نفسي لدى الضحية لعدم القدرة على التعامل مع أزمة الحدث، وتتراوح العوارض من قلق مؤقت وخوف إلى اضطرابات طويلة الأمد، مثل القلق الشديد، الاكتئاب، والتراجع والانسحاب والغضب'.
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي نظرا لقسوته وتداعياته، يتطلب تقديم الدعم النفسي للبالغين، والتركيز عليهم وعلى مشاعرهم، لكي يستطيعوا أن يحتضنوا الأطفال، ويكونوا بجانبهم أكثر، يتيحوا لهم التعبير عن مشاعرهم، وعدم تعنيفهم وإلقاء اللوم عليهم، لذا نطلب من الأهل التواصل على سوا على الرقم المجاني 121، لأخذ الإرشادات الأولية اللازمة لتساعدهم على كيفية التعامل مع أطفالهم.
وأضاف: تدير مؤسسة سوا خط حماية الطفل الفلسطيني 121 الذي يعمل على تقديم الدعم والإرشاد الأولي، ولقد تلقى الخط أكثر من 1650 اتصالا غالبيتها لأطفال من غزة، أو ذويهم، ممن يشعرون بالخوف الشديد من الحرب، وتم تقديم نصائح ترشد الأهل في كيفية التعامل مع أبنائهم في هذه الظروف الصعبة.
وقال التقرير: لقد وردت العديد من القصص المأساوية عبر من خلالها أطفال دون سن الثامنة عشر أو ذويهم على الخط، حيث وجدوا أنفسهم، يتحملون مسؤولية كبيرة، فهم يحتاجون لمن يرعاهم، فكيف لهم أن يكونوا أمام مسؤولية كبيرة بعد فقد ذويهم، أطفال بوضع صعب يشعرون، بالغضب والخوف والاستياء، وكأن الطفل يقع في متاهة لما يحدث حوله. الأهل قتلوا بالحرب، وتركوا ورائهم أطفال، لا يوجد من يرعاهم او يعيلهم ويوفر لهم احتياجاتهم الأساسية.
وشددت مؤسسة سوا على أن الأطفال لهم الحق بالحياة والبقاء وعدم التمييز والتعليم واللعب والأمان، مذكرة بأن أطفال غزة يعيشون حياة أخرى مختلفة عن كل أطفال العالم، لأن منهم من حرم طفولته ومنهم من حرم من منزله وألعابه ومنهم من فقد أبويه نتيجة غاره غادرة من طائرات الاحتلال، ولأن منهم من فقد عائلته كاملة.