العالم ينتفض ضد العدوان الإسرائيلي على غزة
بسام أبو الرب
تشهد معظم دول العالم حركات ومسيرات شعبية تضامنية مع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 27 يوما، استشهد خلالها أكثر من 1740 مواطنا، وجرح أكثر من تسعة آلاف آخرين، عدا عن هدم آلاف البيوت وتشريد أهلها ونزوح أكثر من 400 ألف مواطن عقب استهداف منازلهم.
الحركة العالمية التضامنية الشعبية تزايدت بشكل ملحوظ وقوي عن السنوات السابقة التي تعرض فيها قطاع غزه للعدوان في الأعوام 2008- 2009 والعام 2012، إضافة إلى التحركات التضامنية في الدول العربية المنددة بهذا العدوان.
وفي بعض الدول تعدى الأمر التظاهرات الشعبية إلى مواقف جدية، كما حدث في دول أميركا اللاتينية، حيث أعلنت كل من السلفادور وتشيلي والبيرو والبرازيل والإكوادور، سحب سفرائها من تل أبيب احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أدرجت بوليفيا إسرائيل على قائمتها للدول الإرهابية.
وكان الرئيس البوليفي إيفو موراليس، قد أعلن عن إسرائيل دولة إرهابية، معتبرًا أن الهجوم على غزة 'يظهر أن إسرائيل لا تحترم المبادئ أو الأهداف الخاصة بميثاق الأمم المتحدة ولا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان'.
واعتبر موراليس اتفاق عام 1972، الذي يتيح حرية سفر الإسرائيليين إلى بوليفيا، 'موقعا في ظل نظام دكتاتوري'، وقال: 'إننا نعلن إسرائيل دولة إرهابية'، وبذلك سيكون الإسرائيليون مطالبين بالحصول على تأشيرة قبل السفر إلى بوليفيا، وسيتعين عليهم مراجعة إدارة الهجرة الوطنية لطلب التأشيرات.
إلى ذلك، قطعت بوليفيا وفنزويلا علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل في 2009 بعد العملية العسكرية للاحتلال على غزة، أما كوبا فكانت قد اتخذت هذه الخطوة في عام 1973 بعد حرب أكتوبر. كما أسقطت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز، الجنسية الأرجنتينية عن منتسبي جيش الاحتلال الإسرائيلي من حملة الجنسية المزدوجة بسبب مشاركتهم في مجازر إرهابية بحق الشعب الفلسطيني، وقادت فرنانديز تظاهرات في العاصمة الأرجنتينية، ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتعليقا على سحب السفراء من تل أبيب، أكد رئيس دائرة أميركا اللاتينية في مفوضية العلاقات الدولية لحركة 'فتح' محمد عودة، أن الأزمة الدبلوماسية تصاعدت بين دول أميركا اللاتينية قاطبة وإسرائيل، على إثر انتقادات الدول لتل أبيب باستخدام 'قوة غير متكافئة' ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
ورصدت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، ما وصلها من مواقف الأحزاب والاتحادات الدولية المتضامنة مع شعبنا والمنددة بالعدوان الإسرائيلي، حيث أعرب مجلس السلم العالمي، عن الغضب نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي أودي بحياة مئات المواطنين، وآلاف الجرحى غالبيتهم من المدنيين.
وأكد سكرتير مجلس السلم القبرصي خرستوس كورتيلارس في التظاهرة التي نظمت أمام السفارة الإسرائيلية في نيقوسيا، على الموقف الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة، وندد بالعدوان الوحشي على قطاع غزة داعيا لوقفه فورا، كما دعا إلى إطلاق سراح كافة الأسرى في السجون الإسرائيلية وحل قضية اللاجئين على أساس قرار 194.
وفي بيان له، أكد اتحاد النقابات العالمي تضامنه الثابت والمبدئي مع نضال الشعب الفلسطيني، وأدان السياسة الإجرامية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا على المسؤولية الأخلاقية للقوى الداعمة للعدوان الإسرائيلي عن دماء الأبرياء الفلسطينيين الذين يسقطون جراء هذا العدوان الوحشي.
كما أدان اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي وبشدة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وأكد وقوفه إلى جانب شباب وشعب فلسطين في نضالهم ضد هذه الهجمة الوحشية، وطالب بالوقف الفوري لهذا العدوان.
بدوره، أدان الحزب الشيوعي اليوناني العدوان الوحشي بحق الشعب الفلسطيني، مطالبا بوقفه فورا. ودعا إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه من الأرض الفلسطينية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح كافة الأسرى في السجون الإسرائيلية وحل قضيه اللاجئين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
كما أصدرت المجموعة البرلمانية للحزب الشيوعي اليوناني بيانا ، أدانت فيه العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني مطالبة بوقفه فورا ومؤكدة على موقف الحزب الثابت في تضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وفي البرتغال، نظم مجلس السلم البرتغالي تظاهرة في العاصمة لشبونة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خصوصا، وعلى الشعب الفلسطيني عموما، ودعما للنضال العادل للشعب الفلسطيني.
وفي موزنبيق، شارك الآلاف في مسيرة نظمتها منظمات المجتمع المدني الموزمبيقية والمركز الإسلامي الموزمبيقي بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين، تضامنا مع أهلنا في قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي منذ 27 يوما.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس، تظاهرات حاشدة للتضامن مع غزة، وقدّرت الحكومة الفرنسية عدد المشاركين في التظاهرة بحوالي 25 ألفا من جنسيات مختلفة.
وشهدت العاصمة الأميركية واشنطن، مسيرة جابت الشوارع الرئيسية في قلب العاصمة، وصولا إلى حديقة لافيت أمام البيت الأبيض، بمشاركة ما يزيد عن عشرة آلاف متظاهر، حيث تزامنت المسيرة مع تظاهرة صغيرة مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي في شارع بنسلفانيا في الجهة الأخرى من البيت الأبيض، سرعان ما أحاطت الشرطة بالمشاركين فيها وأجلتهم من الساحة على متن شاحنة تابعة للشرطة خوفا عليهم -على ما يبدو- من رد فعل الغاضبين من المجازر الإسرائيلية في غزة.
وفا