خالد و حلا وآية ... قصص حياة غمرها الدخان الأسود !!
من مهند العدم - إلى أمد قد يطول لحظات الاحتضار، سيواصل إياد دويك و زوجته مكابدة حزن أثقل كثيرا من قدرة روحيهما على التحمل، ذلك أن زهرات البيت الثلاث اللاتي كانا يرقبان تفتحها بزهو و أمل، أطفأها الدّخان الأسود؛ دون أن يتمكن أحد من انتشالها من الاختناق في الوقت الملائم ...
هذا النهار الذي سيستقر متشحا بالسواد في "رزنامة" الحياة اليومية للمواطن "دويك" وزوجته المقيمان في قرية جبع شمال القدس، اختطف الموت زهرات حياتهما الثلاث ( خالد و حلا و آية – 7 أعوام و عامان و أقل من عام )، جراء اندلاع حريق في صالة البيت المخصصة لاستقبال الضيوف، غير أن الزوجين، كما كثيرين من الجيران، يجهلان ما إذا كان الحريق نجم عن تماس كهربائي، أو عن عبث محتمل من قبل أحد الأطفال الثلاثة .
في سياق القصة / الفجيعة التي حلّت بأسرة المواطن دويك الصغيرة في جبع، قال مواطنون تداعوا لإخماد الحريق و انقاذ ما أمكنهم من الاطفال، بعد استغاثة الوالدة – قالوا لـ القدس دوت كوم أن الأم التي كانت في فناء المنزل وشاهدت، فجأة، دخانا أسود يتصاعد من نافذة صالة الضيوف، حاولت ما استطاعت إنقاذ اطفالها، إلا ان كثافة الدخان تسببت لها بالاختناق وفقدان الحيلة قبل أن تتمكن من إنقاذ أي منهم؛ ما اضطرها للزحف حتى أقرب نافذة وإطلاق نداءات استغاثة بأمل ان يتمكن الجيران من إنقاذهم .
قال مواطنون ممن تداعوا لإخماد الحريق و انقاذ الأطفال الثلاثة، أنهم وآخرين ممن وصلوا إلى المنزل تمكنوا من اخراج الوالدة وهي في حالة من فقدان الوعي، بينما لم تمكنهم النيران و كثافة السواد من انتشال الاطفال؛ إلى أن وصل فريق من "الدفاع المدني" بعد دقائق وشقوا طريقهم إلى الاطفال الثلاثة عبر النافذة، غير أن الثلاثة ، حين "أنقذوا"، كانوا يأخذون من الحياة أنفاسهم الاخيرة .
هذا النهار، لم يتمكن الاطباء في المستشفى من الإبقاء على حياة خالد و حلا و آية، فيما تحقق الشرطة و "الدفاع المدني" لمعرفة ظروف اندلاع الحريق، بينما لم يستطع عم للأطفال تحدث مع القدس دوت كوم سوى القول أن أطفال شقيقه داهمهم الدخان الاسود وهم نيام .
خالد و حلا و آية، سيتحولون إلى حريق لا ينطفىء في صدري والديهم، وصورا على الجدار؛ بعد ان يغسل من كل هذا السواد !!