غزّة : أينما ينزح الأطفال تدركهم الحرب !!
محمود أبو عواد - باستهجان و أسى يصعب سبر قعريهما، تساءلت الجدّة صبحة قفّة التي كانت تقيم وعائلتها، قبل أن تشرها الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، في مخيم جباليا – تساءلت ما إذا كانت طائرات الـ "إف.16" الأميركية الصنع لن تدركها حيث لجأت و عائلات أولادها، للمرة الثانية، بعد قصف منزل أحد الجيران في المخيم ...
قالت المرأة التي لم ينسها تقدم العمر ( 80 عاما ) مأساة اللجوء التي تعيشها منذ 66 عاما، أنها كانت نزحت مع بدء الحرب إلى "مدرسة أبو حسين" في بلدة بيت لاهيا بعد دقائق من استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل أحد الجيران في المخيم؛ غير أن همجية الحرب أرغمتها، بعد يومين فقط، على النزوح إلى مدرسة أخرى تابعة لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الشاطئ غرب غزة، وذلك بعد تعرض "أبو حسين" لقصف مدفعي أدى إلى مقتل و جرح العشرات من النازحين أليها
"مش عارفين وين نروح، حتى المدارس مش سالمة من الصواريخ"، قالت الجدّة "قفّة" في حديث مع القدس دوت كوم ، مستدركة أنها لا تخشى الموت؛ غير أن قلبها "ينشلع" لرؤية أحفادها يرتعدون كلما سمعوا دويّ الانفجارات، فيما يقول نازحون آخرون أن الصواريخ والقذائف الإسرائيلية التي تتساقط دون "استراحة محارب" لم تعد تفرق بين المنازل المأهولة والمدارس التي تغص بآلاف النازحين .
كما يقول مسؤولون في وكالة غوث و تشغيل اللاجئين في قطاع غزة، تركزت الهجمات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة من الحرب الدائرة على مدارس "الأونروا" التي فتحت أبوابها لآلاف النازحين الذين لاذوا إليها من الأحياء والمناطق المحاذية لـ "الشريط الأمني" الإسرائيلي، وهي مناطق شهدت مع الأيام الاولى من الحرب مذابح طالت حياة المئات من الفلسطينيين دون تمييز، بينما لفت بعضهم إلى آخر المذابح الإسرائيلية ضد النازحين في مدارس الأونروا، لا سيما تلك التي استهدفت مدرسة في مدينة رفح وأدت لمقتل 10 من اللائذين إليها، و "مذبحة الأربعاء" التي طالت حياة 15 من النازحين في "مدرسة أبو حسين" في "بيت لاهيا"، وهي المدرسة ذاتها التي كانت استهدفتها طائرات الحرب الإسرائيلية بـ "الفسفور الأبيض" في حرب 2008/2009.
من جهتها، أدانت مفوضية "الأونروا" في غزة استهداف عدة مدارس تابعة لها بعد أن فرّ إليها آلاف الفلسطينيين طلبا للنجاة من الغارات الإسرائيلية، مجددة في سياق بياناتها المطالبة بـ "وقف استهداف المدنيين" وبوقف العدوان الإسرائيلي....