'الحضور والغياب' معرض في فينوسا للفنانة المزين يحاكي الهم الفلسطيني
يقام المعرض الشخصي الثاني عشر للفنانة الفلسطينية ريما المزين بعنوان 'الحضور والغياب'، في القاعة 'جوسولوا' الموجودة داخل قلعة بيرو دل بالسو وهي المتحف الثقافي لمدينة فينوسا. والتي ترجع إلى القرن السادس عشر.
ويقام المعرض تحت رعاية مقاطعة بسيلكاتا ومحافظة بوتنزا وبلدية فينوسا في ايطاليا، وضمن المبادرة التي دعت إليها إدارة جاليري 'بورتا'.
افتتح المعرض قبل نحو يومين وسط حضور كبير من الهيئات الحكومية التي تمثل المقاطعة ومساعدة رئيس البلدية والمنظمين للمعرض. وعقب انتهاء الافتتاح عقد مؤتمر صحفي مفتوح للحوار مع الفنانة ريما المزين بقاعة المؤتمرات الموجودة في المتحف.
أدير النقاش من قبل المستشارة الثقافية للمتحف ماريا كارميلا والدكتور أنيلو ارتيكو والدكتورة والناقدة الفنية فيوريلا فيوري والدكتورة والناقدة الفنية سونيا جيمونا، والمخرج الأردني عاهد عبابنة (عضو معتد في الاتحاد الاروبي للمشاريع الفنية والثقافية لحوض البحر الابيض المتوسط).
وأشار أنيلو المنظم للمعرض في كلمته، إلى أن إقامة المعرض في هذا الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة، هو شكل من أشكال تضامن الشعب الايطالي مع القضية الفلسطينية، قائلا إن ريما فنانة 'مميزة لها أسلوب فني عظيم، تؤمن بأن الفن مقاومة، وتضامن، وسلاح، وتدافع فيه عن قضية شعبها العادلة.
وصفت المستشارة الثقافية ماريا ، في كلمتها ، التي بدت متأثرة بما يحدث في قطاع غزة بالمجازر البشعة والمتعمدة من قبل إسرائيل، ونوهت إلى اجتماع عقد يوم الاثنين الماضي للمجلس البلدي حول إصدار كتاب رسمي من البلدية يشير إلى أن إسرائيل دولة إرهابية، وفي هذا ستكون بلدية فينوسا أول هيئة حكومية على مستوى ايطاليا تعلن ذلك.
ومن المتوقع أن يشكل إصدار هذا القرار، مبادرة ينضم لها أكبر عدد من البلديات في ايطاليا، حتى تضغط بدورها على البرلمان الايطالي، ليعلن موقفا سياسيا رسميا لرفض جرائم الحرب والعدوان الارهابي بحق الشعب الفلسطيني.
وقد حضر الافتتاح لجنة من أطباء الطب النفسي الذين أثاروا قضية الآثار النفسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني وتحديدا الأطفال تحت القصف وويلات الحرب، بالاضافة الى حضور الفنان الارجنتيني الاصل غوستفو كوستنزو، وهو من أشد المتضامنين مع القضية الفلسطينة حيث عاش لمدة 14 عاما في الضفة الغربية، وسرد بعضا من مشاهد تجربته في مخيم جنين إبان قصف المخيم في عام 2002، وفضح بشاعة الاحتلال الاسرائيلي والانتهاكات الانسانية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد المخرج الأردني عبابنة على أهمية الثقافة والفن، وكيف كان للحركة التشكيلية دور مهم في نقل القضية الفنية الى المحافل الدولية، وتعريف العالم بالابداع الفلسطيني من خلال التشكيليين والشعراء والأدباء، فمنهم من اغتيل أو استشهد أو طورد من أجل فكره وفنّه وابداعه ودفاعه عن تاريخه وهويته الفلسطينية.
وعن فكرة المعرض، تقول الفنانة ريما: ثنائية الروح والجسد، الخير والشر، القبح والجمال، الحضور والغياب، هي شكل من أشكال الفلسفة الإنسانية على مر العصور، استقيت الفكرة من قراءتي لكتب النقد المسرحي والفلسفة المعرفية للفيلسوف جاك ديريدا، ففي العمل المسرحي يمثل الحضور الجانب الواقعي والمادي، بما هو حسي ندركه بحواسنا نراه رؤية العين، بينما يمثل الغياب الجانب المنعوي للأشياء التي نفكر فيها بعقولنا ونحسها بعواطفنا.
تضمن المعرض: 21 لوحة فنية وثلاثة أفلام في مجال 'الفيديو آرت'، هي: كانوا هنا، ووقود الحرب، وشرانق الحرية، وتم عرض فيلم 'سلايد شو' بعنوان 'أوقفوا قصف غزة'، بالإضافة إلى عمل 'انستلاشن' بعنوان 'حبل غسيل من فلسطين' بالاضافة الى صور ديجيتال أخذت من الانترنت عن أحداث غزة بشهر حزيران 2014.
تجدر الاشارة أن أغلب أعمال معرض 'الحضور والغياب' رسمت في شهر آذار ونيسان من عام 2014، والباقي رسم في أواخر شهر حزيران من ذات العام، وتحاكي جميعها الأحداث الأخيرة في فلسطين من مجازر وعدوان.
هذا وسوف ينقل المعرض إلى ثلاث بلديات في ايطاليا.