'بال تريد': ضرب الاحتلال منشآت القطاع الخاص استهدف تقويض اقتصاد غزة
قال مركز التجارة الفلسطيني (بال تريد)، إن ضرب الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل على قطاع غزة لمنشآت القطاع الخاص، استهدف تقويض اقتصاد قطاع غزة.
ودعا 'بال تريد'، في بيان صحفي مساء اليوم السبت، كافة الدول والجهات المانحة العربية والدولية للالتفات إلى ما لحق من دمار بالقطاع الخاص ومنشآته المختلفة في قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي.
وطالب المجتمع الدولي بالعمل على دعم وتمويل متطلبات إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، من مبان سكنية ومنشآت اقتصادية صناعية وزراعية وخدماتية.
وأشار إلى أنه لم تنج المصانع والمزارع من بطش آلة حرب الاحتلال التي أتت خلال أيام العدوان المتواصل على مدار شهر على عشرات المصانع التي دمرت كليا، ولم يعد هناك إمكانية لإعادة تأهيلها مجددا بعد أن تحولت إلى كومة ركام محترقة تستوجب الإزالة وإعادة البناء من اللبنة الأولى.
وشدد نائب رئيس مجلس إدارة 'بال تريد' فيصل الشوا على ضرورة أن تلعب البنوك دورا داعما لتلبية متطلبات إعادة إنعاش اقتصاد غزة عبر تمويلها لقروض ميسرة بفائدة صفر، كي يتمكن أصحاب المصانع والمنشآت الاقتصادية التي دمرتها آلة حرب الاحتلال من إعادة بناء وتشغيل هذه المنشآت.
واعتبر الشوا، أنه انطلاقا من أن مشاريع القطاع الخاص تعد جزءا رئيسيا من منظومة ومكونات الاقتصاد الوطني، فإنه يتوجب على البنوك العاملة في الأرض الفلسطينية التي لديها ودائع تقدر بنحو سبعة مليارات دولار، المساهمة بتمويل قروض القطاع الخاص الذي يشكل أهم المودعين والمتعاملين معها.
واستعرض 'بال تريد' في تقرير صدر اليوم، عدة نماذج من القطاعات الإنتاجية التي دمرتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مشيرا إلى أن عددا كبيراً من الشركات الأعضاء في 'بال تريد' تعرضت مصانعها لتدمير كلي إلى جانب عشرات المصانع والشركات العضو في مؤسسات القطاع الخاص المختلفة التي طالها العدوان.
وبين التقرير، أنه تم تدمير مصنع الإسفنج والفرشات التابع لشركة سليم للتجارة والصناعة قرب مدخل بلدة بيت حانون بقذائف المدفعية التي استهدفته على ثلاث مراحل، حتى أتت على المصنع بأكمله وحرقت كافة محتوياته من ماكينات ومنتجات إسفنجية أدت إلى اشتعال النيران بسرعة بالغة، تعثر إخمادها لشدة النيران وكثافة الدخان المتصاعد الذي غطى منطقة شمال قطاع غزة بأكملها لعدة ساعات.
وأشار التقرير إلى أن المصنع يقع على مساحة 12 دونما ويعمل به 50 عاملا، وتقدر الخسارة الناجمة عن تدميره بحسب مالكيه بحوالي 2.5 مليون دولار، فيما تعرض للقصف ثلاث مرات خلال العدوانين السابقين.
وأوضح التقرير أن مصنع المجد لإنتاج الكرتون والأكياس البلاستيكية 'النايلون' المتواجد في شارع صلاح الدين قرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لم يكن بأفضل حال من سابقه حيث تم تدميره بقذائف الاحتلال في ثاني أيام عيد الفطر، وأدت القذائف إلى اشتعال المواد الخام بداخله ومن بينها 700 طن من المواد البلاستيكية.
وقال إن الخسارة الناجمة عن تدمير المصنع المذكور الذي كان يشغل 50 عاملاً، تقدر بما يزيد عن مليوني دولار بما في ذلك المعرشات والمخازن التي طالها القصف وحولها إلى كومة ركام.
وأضاف أن العدوان طال المحاصيل الزراعية التصديرية، حيث بات هذا القطاع بحاجة للبدء مجددا من نقطة الصفر لاستعادة نشاطه التصديري بعد أن قصف الاحتلال العديد من الدفيئات الزراعية في مناطق المحررات جنوب القطاع، وتدمير العديد من الدفيئات القائمة في الأراضي الواقعة شرق المنطقة الوسطى للقطاع.
وبين أن مزارعي هذه المحاصيل لم يستطيعوا على مدار شهر من العدوان الوصول إلى مزارعهم داخل الدفيئات، فالتي نجت من القصف لم تنج من العطش، ما أدى إلى جفاف المزروعات كافة في الأسبوع الأول من العدوان.
وأشار التقرير إلى أن منتجات المحاصيل التصديرية تعد المنتجات الزراعية الوحيدة التي كان يتم تصديرها إلى الأسواق الخارجية، وبالتالي أتت هذه الحرب على تدمير ما تبقى من القطاع الزراعي، وانحسر النشاط التصديري في فلسطين خلال الفترة الماضية على صادرات الضفة الغربية ولم تشكل الصادرات من قطاع غزة إلا نسبة ضئيلة جدا كانت أقل من 1% نتيجة للحصار الجائر.
ـــ