رام الله: نقاش دور المثقف في مشروع التحرر والاستقلال
ناقش عدد من المثقفين، مساء اليوم السبت، دور المثقف في مشروع التحرر والاستقلال.
وشارك في الندوة التي نظمت في الذكرى السادسة لرحيل سيد الكلمة الشاعر محمود درويش، في متحف درويش، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، ووزير الثقافة زياد أبو عمر، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، إضافة إلى الروائي أكرم مسلم، والفنان خالد حوراني، ومديرة مركز الفن الشعبي ايمان حموري.
وأكد عبد ربه أن درويش مؤرخ ومدون بطولاتنا المعاصرة، هو الذي خلد مجدنا وصمودنا في أكثر من موقع على أرض الوطن وخارجه، ومن صاغ من الأسطورة الحية التي صنعها شعبنا شعرا ودواوين ستمتد عبر الزمن، 'نحن الفلسطينيون لن نخذل تاريخنا وتاريخ درويش'.
وتطرق عبد ربه إلى الحرب والعدوان على أهلنا في قطاع غزة، قائلا 'إسرائيل أرادت تدفيعنا الثمن عبر المذبحة المستمرة، بأن نتخلى عن كرامتنا وعزتنا، الأمر الذي لن يحدث فغزة تحمل اسم فلسطين بأكملها'.
وأشار إلى أن العالم بأسره بمدنه الكبرى وبلدانه، يرفع اليوم اسم غزة في شوارعه ويرفع صرخة الإنسانية 'غزة تستحق الحرية'.
بدوره، قدم عضو مجلس إدارة ملتقى فلسطين الثقافي إبراهيم أبو هشهش شرحا مسهبا حول دور المثقف لا سيما في ظل هذه الظروف التي يمر بها شعبنا، متطرقا إلى تعريف المثقف ونظرته الشمولية ودوره في النقد الاجتماعي وتغير المجتمع، بما يمتاز به من مخزون مجتمعي، ودوره في الحركة التنويرية وعلاقة المثقف بالواقع.
من جهته، شدد الفنان الحوراني على أن المقاومة والثورة فعل ثقافي، فالمثقف الفلسطيني رفع صوته عاليا أمام ما يحدث في غزة في الوقت الذي شاهد العالم بأسره أن معظم وأكثر الضحايا هم من المدنيين.
وقال: 'إسرائيل فضحت نفسها أمام العالم ليس فقط بسبب عدوانها الحالي على أهلنا في غزة بل لأنه تم كشف جل جرائم هذه الدولة وعنصريتها'.
ولفت الحوراني إلى أن المثقف ليس منفصلا عن مجتمعه، إنما هو جزء أصيل منه، إلا أن بعض المثقفين يشعرون بتقصير عام، كوننا لم ننجز حتى الآن الحرية والاستقلال، مؤكدا أنه لا يمكن قراءة ما يحدث في غزة بمعزل عما يحدث في العالم العربي.
من جانبها، تناولت الحموري دور المؤسسات الثقافية والفنية في المشهد الثقافي، مؤكدة أنها ما زالت تعاني من حالة ارتباك، فهناك العديد من المؤسسات التي اختلفت رؤيتها بقصد أو بغير قصد، ففي الانتفاضة كانت التدريبات والعروض الفنية متواصلة أما الآن يتم إلغاء بعض المهرجانات.
وأضافت: 'المؤسسات اليوم أصبحت أكثر احترافية وأقل تطوعا وأكثر تأثرا بأجندة الممولين'.
من ناحيته، تحدث الروائي مسلم حول انحياز المثقف للقيم أو التواطؤ نحوها أحيانا، منوها إلى أن حالة الاحتلال غير منصفة للمثقف وغير المثقف، فالعدوان على منظومة الحياة عدوان على منظومة النسيج الاجتماعي بأكمله.
وقال: 'الحرب والصدامات خلخلت بعض ما رسخ في مخيلة المثقف حول السياسي والاجتماعي والفردي والجماعي، فأصبح هناك تبني للمقولة الجمعية بدل الفردية'.
وأضاف أن الاحتلال يدفع إلى إستراتيجية المقال والاصطفاف الجماعي، مشددا على أهمية ألا يكون المثقف خارج الإطار التاريخي، فالعمق الثقافي يرفد دائما حركات التحرر بمراجع مهمة.
وفي ذات الإطار، أكدت الإعلامية وفاء عبد الرحمن أن الإعلام مرآة المجتمع وجميع مشاهده، فالإعلام لم يصنع مشهد درويش بل هو من صنع ذاته والإعلام صوره.
ونوهت عبد الرحمن إلى وجود نوع من غياب لمشروع ثقافي وإعلامي، فالإعلام وافق على الدور الذي أراده له السياسي وهو لا يخوض معارك اليوم، مشددة على أهمية الصورة، فالصورة قضية يجب أن يلتقطها السياسي ويوظفها لأن المشاهد تعب من الفتاوى والدروس والتعليمات.