جرحى من غزة يروون هول الحرب من على أسرة الشفاء في الخليل
أمل حرب
يرقد الجريح محمد كراجة (19 عاما) على سرير الشفاء في المستشفى الأهلي بالخليل لاستكمال علاجه تحت إشراف أطباء الخليل.
فيما توافدت مجموعات شبابية لعيادة الجرحى ورفع معنوياتهم ومساندتهم، يحملون الورود، ومشاعر جياشة بالمحبة والعرفان والتقدير.
وقال أحد الزائرين لكراجة: نحن إخوتك، وأنت في بلدك معززا مكرما، ولكم علينا حق الأخوة وشرف الرعاية والاهتمام بكم.
أصيب كراجة حينما هب لمساعدة المسعفين الذين هرعوا لإسعاف المواطنين بعد قصف طائرة 'زنانة' في حي الشجاعية، وعندما اقترب من سيارة الإسعاف تم قصفها مرة أخرى وأصيب بشظايا في قدميه.
وقال كراجة لـ'وفا' في هذه الحادثة استشهد مسعف، ورجل من الدفاع المدني، وصحفي، وسقط أكثر من 27 شهيدا و270 جريحا بإصابات مختلفة، وأشار إلى أنه حاول الابتعاد عن مكان القصف زحفا على يديه وبطنه إلى أن تمكن مسعفون من نقله إلى مستشفى الشفاء.
وأشار إلى أن الصليب الأحمر نقله إلى المستشفى الأهلي في الخليل لاستكمال علاجه الذي أشرف عليه أطباء من مدينة الخليل، وأجريت له عمليتان جراحيتان في الساقين لتنظيف الجروح من الشظايا.
ووصف كراجة الحرب على غزة بالهمجية والبربرية من خلال استهداف الاحتلال للمدنين، والمساجد، والمدارس، والجمعيات الخيرية، ودور رعاية الأيتام والمعاقين، وتعمد الاحتلال قصف المدنين ومنازلهم، مطالبا المنظمات الحقوقية والحكومات العربية بالتحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني بغزة، والوقوف إلى جانب المواطنين في قطاع غزة.
وأعرب كراجة عن سعادته بزيارة أهالي الخليل لجرحى غزة، وقال 'أشعر أنني بين أهلي باحتضان أهل الخليل لنا'.
من جانبها، أشارت السيدة نادية عبد الكريم كراجة، والدة الجريح محمد، إلى أن عائلتها والمكونة من أحد عشر فردا هجرت منزلها جراء القصف العنيف في الشجاعية إلى منزل ابنتها في منطقة الصحابة، وأوضحت أن ابنها الجريح نقل لمستشفى الشفاء للعلاج ثم إلى مستشفى القدس، ثم إلى المستشفى الأهلي بعد التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، وأشادت باستقبال أهالي الضفة الغربية لهم.
الجريحة إسراء النملة (20 عاما) من رفح، قالت إن الجيش الإسرائيلي ضرب منازل المواطنين في يوم الجمعة، يوم الهدنة الأولى مع الاحتلال بالصواريخ، ما أدى إلى بتر قدميها، وإصابة زوجها وائل النملة (26 عاما) ببتر في ساقه، ونزيف في الرئتين، وطفلها شريف النملة (عامان ونصف) بقطع رجله وبحروق شديدة في جسمه، وابنتها عبير النملة (سنه ونصف) بجروح وحروق في أسفل القدم، وقد نقلوا للعلاج في مستشفى ناصر بخان يونس ومن ثم إلى المستشفى الأهلي.
وأوضحت النملة أنها أجهضت بجنينها بعد حمل لثلاثة أشهر نتيجة الإصابة، مبينة أنها تتواصل مع عائلتها وتطمئن عليها يوميا من خلال الاتصالات الهاتفية، وأضافت أنها كانت تدعو للمصابين بالشفاء عندما كانت ترى صورهم المؤلمة على شاشة التلفاز قبل إصابتها، وقالت 'الحمد لله أصبحت واحدة منهم في طرفة عين'.
وفي غرفة أخرى، ترقد الطفلة حلا ياسر عبد الوهاب ذات التسعة أعوام، ترافقها زوجة عمها، وتعاني حلا من جراحها بعد أن فقدت عائلتها بالكامل، بسبب قصف الاحتلال لمنزل العائلة.
بعيونها تترقب الزائرين، تلمح تأثرهم الشديد لمصابها رغم محاولاتهم إخفاء مشاعر التأثر لمساعدتها على تخطي لوعة فقدان عائلتها وآلام جروحها ومصابها.