من يوميات انتفاضة الاقصى في ذكراها- الاسير احمد محكوم 11 مؤبد و50 عاما وما زال يؤمن ان فجر الحرية والنصر قريب
جنين –علي سمودي –
عندما اندلعت انتفاضة الاقصى كان الرد النوعي لحركة فتح باطلاق جناحها العسكري "كتائب شهداء الاقصى" الذي قاد عملياتها المقاومة عبر سنوات الانتفاضة التي تطوي عامها الحادي عشر بينما ما زال المئات ممن حملوا لواءها وراياتها في ساحات الوطن تلبية لنداء الاقصى مغيبين خلف القضبان في رحلة اعتقال طويلة ما زالت مستمرة وبلا توقف .
الاسير احمد علي محمود ابو خضر (31 عاما ) من بلدة سيلة الظهر والمحكوم بالسجن المؤبد 11 مرة ، اضافة ل50 عاما و6 شهور ، يستقبل ذكرى الانتفاضة مع الاف الاسرى في اضراب عن الطعام دفاعا عن كرامتهم وحريتهم ، ولكنه رغم كل محطات المعاناة، يقول " ان المعركة طويلة مع الاحتلال ولا تختلف الصورة في السجون عن واقع شعبنا في سجنه الاكبر ، ولكن شعبنا ينتمي لمدرسة الشهيد الراحل ابو عمار لم ولن يستسلم ، سنخوض معركة الامعاء الخاوية وندافع عن عزتنا وكرامتنا وانسانيتنا ، فنحن اخترنا النضال و رهنا انفسنا للشهادة او الاسر والاخير اكثر من مرارة ، في سبيل حريتنا ولنعيش بحياة كريمة "، واضاف "هذه الظلمات في السجون والظلم باعتقالنا والمعاناة رفيق كل نفس في الاسر لن تسلبنا روح الايمان والوفاء والانتماء ، ولنا موعد قريب مع فجر الحرية الرئيس ابو مازن ارسل خيوطه مع اشعة الشمس تنشد مع اصوات المعذبين لحن الحرية ، فبعد 11 عاما من الانتفاضة ما زلنا نملك الخيارات والروح والارادة وشعب قادته شهداء واسرى وجرحى نهاية طريقه الاكيدة النصر والنصر ولا شيء غير فلسطين مستقلة حتى مهما دام الظلم ورغما عن الفيتو الامريكي ".
بين الذكرى والخطاب
في سجنه ، تابع الاسير ابو خضر خطاب الرئيس ، ويقول " حاولت ادارة السجون حرماننا من تلك اللحظات ولكنها لم ولن تنجح ، فارواحنا كانت تشارك مع كل شعبنا لحظة البيعة للرئيس وهو يعلن من نفس المنصة التي بشرنا فيها الرئيس الشهيد ابو عمار بالدولة ، بالحلم الدولة التي اصبحت حقيقة ، الاحتلال قادر على حصارنا وعقابنا وارتكاب المجازر ولكن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة ، لسنا من افشل المفاوضات ونحن وافقنا على السلام ولكن دفعنا الثمن القاسي لذلك كل شعبنا موحد في دعم القيادة الفلسطينية ومهما حاولت امريكا ترويعنا وطمس الحقيقة ، فان خطاب الرئيس تاريخي واطلق قطار العودة والوحدة والدولة القادمة مهما كانت التحديات "، واضاف " وخطاب الرئيس هو رسالة عهد وقسم لمن كتبوا بدماءهم تاريخ انتفاضة الاقصى وما قبلها من معارك ، لاسرانا وجرحانا وكل شعبنا ان العهد هو العهد ، ولا طريق سوى تحرير الاسرى وتبييض السجون ، تحرير فلسطين وهدم المعازل والجدران ، تحرير القدس واسقاط الحصار واجتماع الشمل وعودة اللاجئين والمبعدين ، لذلك كان خطاب الانتفاضة الذي حررنا من اليوم من الاسر ونطمان ان تضحيات الانتفاضة لن تذهب هدرا ، مثلما لم يستطيعوا دفنها تحت انقاض مخيم جنين والمقاطعه ".
ابني سيعود
الاسير ابو خضر الذي استعاد ذكريات الانتفاضة التي عاشها ملاحقا ونجا من عدة محاولات اغتيال ، يعتبر الشغل الشاغل لوالدته ام ظافر التي امضت سنوات عمرها على بوابات السجون خاصة خلال انتفاضة الاقصى التي لم يسلم بها احد من الاعتقال ، ولكنها قبل ان تقودنا نحو حديث الذكريات ، قالت" في ذكرى انطلاقة الانتفاضة اقول لابني اياد وكل الاسرى ما قاله الله عز وجل في كتابه الكريم " لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين"، ابشركم بعد خطاب ووعد الرئيس محمود عباس انكم ستعودون ، احمد ستعود لحضني ونفرح بك ونرفع سويا العلم كما احببت ورغبت فوق اراضينا المغتضبة التي اقيمت عليها مستوطنة "حومش "، هناك اراك قادما كل يوم كما كنت تردد خلال البيانات التي كنت تصدرها انت واخوانك في الانتفاضة انها مستمرة حتى دحر الاحتلال وازالة المستوطنات واستعادة الحق ، فنحن ثابتون وصامدون ولن نتخلى عن الحق "، وسنبقى خلف الرئيس محمود عباس نناضل حتى كسر القيود ".
رحلة القيود
في رحلة القيد المستمرة لاحمد ، اقدمت سلطات الاحتلال مؤخرا على عزله ونقله الى سجن بئر السبع المنفى القسري الذي يعتبر من اصعب محطات الاعتقال ، وتقول " حياتنا سجون وفي بعض السنوات مرت علينا فترة وكل ابنائي في الاسر ولكننا صامدون ومع ابناءنا مستمرون في النضال والتحدي حتى بزوغ فجر الحرية لنفرج بتحرر كل ابناءنا هذا املنا ودعاؤنا اليومي خاصة لابني احمد الثامن في اسرتنا المكونه من 10 انفار". وينتمي الاسير لعائلة مناضلة كان لوالده الصفحات الاولى في مواجهة الاحتلال والذي حرص على زرع روح الثورة والنضال في اعماقهم ، فلم يستثني الاحتلال من اجراءاته احد من الوالد حتى كل الابناء ، ولكن الاستهداف الاكبر كان لاحمد الذي ترك كل العالم في سبيل وطنه ، يقول والده "التحق في صفوف حركة فتح خلال دراسته ولم نكن نلمس نشاطه الوطني او العسكري فهو كان يلتزم بتعلمه بعد نجاحه في الثانوية العامة ، لكنه حرص على تادية واجبه الوطني والاجتماعي والنضالي مما جعله يحظى بحب وتقدير الجميع فمنذ صغره كان احمد يتمتع بروح الانتماء للوطن ولم يكن يتحدث سوى عن حرية شعبه ومقاومة الاحتلال".
احمد وانتفاضة الاقصى
الانتفاضة كانت رد الشعب الفلسطيني على زيارة شارون للاقصى ، لكن احمد ورفاقه في قيادة حركة فتح كان لهم وجهة نظر اخرى،الانتفاضة والمقاومة المسلحة فسارع لتلبية نداء الاقصى وتشكيل جناحها العسكري في بلدته سيلة الظهر،ويقول والده " لم نكن نعلم بنشاطه العسكري،خلال النهار كان ككل الشباب يتصدى للاحتلال من خلال مشاركته في المسيرات والمواجهات حتى داهمت قوات الاحتلال منزلنا وابلغونا بتصفيته بدعوى تاسيس كتائب شهداء الاقصى مع قائدها العام رفيق دربه ناصر عويس ، فاستهدف ليل نهار وداهموا منزلنا مئات المرات لكنه رفض تسليم نفسه فاعتقلوا شقيقه محمود في 8-4-2002 للضغط عليه لتسليم نفسه ، بنما استمروا في ملاحقته والتهديد بتصفيته .
كمين الاعتقال
ويتذكر الوالد ابو ظافر " ان احمد تخفي وتنقل بين ارجاء الوطن لتضليلهم وخداعهم ولكنهم حاصروه في 13-4-2002 مع رفيقه ناصر عويص في منزل واعتقلوهما وبعد التعذيب حوكم بالسجن المؤبد 11 مرة اضافى ل50 عاما و6 شهور بتهمة الانتماء لكتائب الاقصى والضلوع في عدة عمليات فدائية ،ورغم ذلك استمر احمد في تادية واجبه النضالي والوطني في سجن هداريم ، فاصبح من قادة حركة فتح والحركة الاسيرة وحظي باحترام وتقدير الجميع وتحدى الاعتقال بالانتساب للجامعة العبرية حيث يواصل دراسته للعلوم السياسية ".
اعتقال الاشقاء
لم يكن اعتقال احمد كافيا ، ويقول والده بين حزننا والمنا على حكم واعتقال احمد بدانا نعيش لحظات اكثر معاناة مع تتالي اعتقال ابنائي ، فبعد 7 شهور من اعتقال احمد ، دوهم منزلنا واعتقلوا ابني عبد الرحمن وحوكم بالسجن لمدة 8 سنوات وكذلك اعتقل ابني محمد الذي حوكم بالسجن 3 سنوات بتهمة الانتماء لكتائب الاقصى ومساعدة شقيقه احمد واصبح ثلاثتهم في السجون ،والاقسى ان الاحتلال وفرقهم حتى في الاسر ". وسط اعتقلت قوات الاحتلال الابن الرابع محمد ، ويقول الوالد ابو ظافر" كان محمد اعتقل في الانتفاضة الاولى في 29/3/1994 بتهمة المشاركة في فعاليات الانتفاضة مع ابني محمود، وحوكم محمد 4 سنوات وقضى منها عامين ونصف وتم الافراج عنه ، واعتقل المرة الثانية بعد اشهر من اعتقال احمد ، وعشنا ايام عصيبة متنقلين من سجن لاخر لزيارتهم" .
الفرج قادم
محطات الحزن مستمرة في حياة عائلة ابو خضر مع بدء اضراب الاسرى ، ويقول الوالد الذي يتراس اللجنة الشعبية لاطلاق سراح الاسرى ويقوم بحملة واسعه حاليا مع نادي الاسير لتنظيم فعاليات مؤازرة ، انها معركة شرسة يخوضها الاسرى تزامنا مع كل الصور الراهنة خطاب الرئيس وذكرى الانتفاضة وهجمة الاحتلال ولكن رغم ذلك نقول لهم اصبروا وكلنا معكم ، وان هذه الممارسات لن تنال من عزيمتكم وسنقاومهما مثلكم حتى تنتهي وتسقط فلا خيار امام حياة كريمة لكم او مواجهة طويلة معهم "، واضاف " في ذكرى انطلاقة الانتفاضة كاهالي اسرى نعبر عن اعتزازنا بموقف الرئيس تجاه قضيتهم ونامل ان تكون قضيتهم الثابت الاول في الثوابت الفلسطينية وان يكون قرار واضح ان لاعودة لمفاوضات ما دام اسير ، ونطالب كل شعبنا وقواه ان يخرجوا للشوارع دعما للاسرى ، لا نريد بيانات وشجب وتصريحات ومؤتمرات ، نريد صوتا واحدا يلبي نداء من لم يترددوا عن تلبية انتفاضة الاقصى فيكون صوتهم اعلى من صوت السجن والسجان وموت الاحتلال الذي يتربص بهم ليل نهار