أرواح شهداء غزة .. تتصاعد مع أعمدة الدخان وتعانق عنان السماء
أمل حرب
ضاقت الأرض بأطفال غزة من قصف الاحتلال لمنازل المدنيين .. فاحتضنتهم السماء .. من خلال لوحات فنية تصاعدت فيها أرواح الأطفال مع دخان انفجارات منازل المواطنين الآمنين في قطاع غزة
الفنانة بشرى راغب شنان(25عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل، مصممة غرافيك من جامعة بولتيكنيك فلسطين، أوصلت رسالة معبرة عن هول الحرب وجرائم الاحتلال ضد المدنين الآمنين في غزة الى العالم الحر من خلال الرسم على صور الدخان المتصاعد من انفجارات القصف على غزة لتتصدر رسوماتها وسائل الاعلام الغربية والعربية.
وقال شنان لـ'وفا': إنه من الصعب أن نكون متفرجين على ما يحدث في غزة دون أن تختلج مشاعرنا وتنفطر قلوبنا على الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ وسط الدمار الهائل الذي يعبر عن همجية الاحتلال وتعمده للمدنين الفلسطينيين.
وأضافت: 'اخترت أن اكون مقاومة بريشتي التي تسلحت بها لإيصال معاناتهم وجرائم الاحتلال من خلال استخدام صور أعمدة الدخان المتصاعد من الانفجارات، وتخيلي لهذا المشهد الذي يحمل معه أرواح الأبرياء'.
وأشارت شنان إلى أنها استعانت بصور المصورين الصحفيين في غزة للانفجارات والدمار وصور الأطفال الشهداء، بعد استئذانهم .. باستخدامها في رسوماتها لتحاكي الواقع المرير، ولإيصال صورة حقيقية الى العالم عما يحدث في غزة والحرب اللاأخلاقية من دولة الاحتلال.
وأردفت: فهناك غبار الدخان يرسم شجرة الزيتون المتجذرة في الأرض، والتي يحتمي الأطفال وعائلاتهم تحتها، واخرى تصور الصاروخ بثعبان ضخم يهاجم الأطفال، ووحوش تتجه نحو غزة لتهاجمهم وتقتل أطفالها.. وأخرى لبيوت مدمرة تصلح فيها ما خربته آلة الحرب لتقول للناظرين هنا كان بيتي كتلة كبيرة من الدخان تحمل العشرات من أروح الشهداء الأطفال إلى عنان السماء على أجنحة الملائكة.
وبينت أن صور الأطفال في اللوحة هي تجسد واقع الشهداء الحقيقيين الذين استشهدوا في القصف البربري الإسرائيلي.
وأوضحت أن الفكرة الأولى للرسم بهذه الطريقة كانت لفنان مجهول يرسم بهذه الطريقة، والفنان بلال خالد من غزة، ثم أضافت عليها من خيالها وأفكارها لتصبح بهذه الطريقة، وأضافت أن اللوحة الأولى كانت تعبر عن المجازر والانفجارات التي تتسبب بقتل الأطفال.
وقالت:' تفاجأت من مدى انتشارها على صفحات التواصل الاجتماعي ومدى تفاعل الجمهور معها، طالبين مني المزيد من هذه اللوحات التي تناولها الإعلام الغربي بتأثر شديد'.
وأردفت: إن أرواح الشهداء هي التي ترسم اللوحة وتستصرخ ضمائر الأحرار في العالم، من خلال اثنتي عشرة لوحة فنية تجسد فظاعة الحرب على غزة، وتم تداول هذه اللوحات في دول العالم أميركا، واسبانيا، والبرتغال وكان لها وقعها الفعال على هذه الشعوب في مناصرة القضية الفلسطينية.
وبينت شنان، أنها تعمل مع مجموعة مكونة من ثلاثة فنانين لمتابعة الرسم بهذه الطريقة، وتعمل على وضع قواعد عامة لهذا الأسلوب من الرسم، مؤكدة عزمها على عمل معرض يضم أعمال جميع المصممين وتوظيف ريعه لإغاثة أهالي غزة، وبيع اللوحات في المزاد العلني لصالحهم.
وقالت: 'ما بعد الحرب سوف نسلط الضوء على آثار الحرب الهمجية وما خلفته من دمار ومآسي والكشف عن الوجه الآخر لغزة، متمنية زيارتها والتضامن مع أهلها في القريب العاجل'.