محمد .. مزقت الطائرات حلمه وجسده
نائل حمودة - قررت عائلة الشهيد محمد رفيق الرحل خلال العدوان على قطاع غزة النزوح عن بلدة بيت لاهيا ومغادرة منزلهم بسبب تهديدات جيش الاحتلال الاسرائيلى للمواطنين في البلدة وقصف الطائرات الحربية بشكل مكثف مما أصاب المواطنين بالخوف والرعب ولجأت العائلة موزعين بعضهم على بعض الأقارب فكان الشهيد محمد الرحل مكتوباً له الشهادة في منزل خالة الذي لجا إلية بسبب القصف الاسرائيلى.
ويقول احمد شقيق الشهيد "ان شقيقه كان يتواجد في منزل عمه ومعه شقيقتي وزوجها وأولادهم وكان أخي يقف على باب المنزل ومعه ابن أختي الطفل محمد وفجأة سمعنا صوت قصف قوى جدا وكان القصف استهدف أخي وأبن أختي وارتقوا شهداء على الفور، وتم انتشالهم من تحت الركام وتبين وقتها بان زوج أختي كان موجوداً وقت القصف وتم إخراجه حيث كان مغطى تحت الرمال والحمد لله تبين أنه حي وتم نقلة إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان للاطمئنان على حالته".
ويقول أحمد: "كلما أتذكر مواقف وكلام أخي أبكى بشدة حيث كان يطلب منى دائما الالتزام بالصلاة في المسجد وخاصة صلاة الفجر كان يرفع البطانية عنى ويقول لي قوم توضأ وصلى الفجر في المسجد".
"الجميع في الحارة التي نسكن فيها من الجيران والأصدقاء يشهدون له بالالتزام بالصلاة والأدب فهو من الشباب الخلوقين، يعرف بخجله ومحبة الجميع له، فقد صلى ثلاث مرات صلاة الاستخارة وكان يقول لامي سوف احصل على معدل عال في الثانوية العامة ترد عليه أمي وتقول له كم 70%يرد لا أكثر 80 %يرد لا أكثر فقالت له أن شاء الله عند نجاحك سوف أوزع الحلوى على جميع الجيران".
ويضيف كان طموحه أن يدرس الشريعة الإسلامية وحصل على معدل 70.3% للفرع الأدبي عرف معدله قبل أن يستشهد ولكن صواريخ الاحتلال الاسرائيلي منعته من الذهاب إلى مدرسته للحصول على شهادته وارتقى شهيدا إلى العلياء. ويقول احمد: "بعد استشهاده ذهبت إلى المدرسة وجلبت شهادته في الثانوية العامة وعدت إلى البيت فكانت أمي تبكي فقلت لها لماذا تبكى هذا شهادة آخى في الدنيا وهو ألان في الجنة أن شاء الله فنال شهادة الأخرى عليك أن تفرحي ولا تبكي".
وتقول والدة الشهيد محمد: "عندما خرجنا من البيت ذهب محمد إلى بيت عمه وأنا وباقي الأولاد ذهبنا إلى بيت اخوتي ويبعد عن البيت الذي يوجد فيه محمد مئات الأمتار وعندما سمعت صوت القصف شعرت بشيء غريب في صدري، خرجت من البيت بسرعة وركضت في الشارع وأصرخ بصوت عال ابني محمد".