المواطن الخطيب .. مشرد مصاب
نائل حمودة - تتواصل معاناة المواطن عبد القادر الخطيب من بيت لاهيا والبالغ من العمر "45 عاما" والذي يسكن قرب الجدار الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، وتتكون أسرته من 15 فردا، فلم تقتصر معاناته على القصف والتشريد من منزله بل تزايدت بسبب اصابته وقلة حيلته على أن يوفر لقمة العيش لأطفاله.
وتعتبر معاناة الخطيب واحدة من مئات القصص للمعاناة المتواصلة للمواطنين من بلدة سكان بلدة بيت لاهيا الذين شردتهم قوات الاحتلال من منازلهم وأراضيهم الزراعية وتمنعهم من العودة إليها حتى الآن.
يقول الخطيب كنت أنا وأسرتي في البيت ننتظر الموت من القصف الكثيف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية وبدا يزداد ويقترب منا ونحن صائمين ولم احتمل خوف وبكاء أطفالي الذين يلحون بالخروج من البيت من شدة الخوف جراء القصف العنيف، فيما تضيق الدنيا امامه لا يعرف إلى أين المفر، والقذائف والقصف تتساقط في كل مكان، في ظروف بالغة الصعوبة".
ويضيف: "في ظل هذه الأجواء الصعبة قررنا مع الجيران مغادرة المنطقة والتوجه إلى مدرسة الوكالة في مدينة جباليا حيث توزعنا النساء والأطفال دخلوا الغرف ونحن الرجال جلسنا في ساحات المدرسة وكانت تلك الليلة أصعب من وجودنا في البيت حيث بعد الفجر مباشرة سمعنا أصوات القصف وبدأت تقترب منا ولا أدري ما حدث معي فقد أصبت في ساقي من شظايا الصواريخ وأصيب معي ابن آخى وأبناء عمى وبعد أكثر من ساعة تم نقلي مستشفى الشهيد كمال عدوان وهناك تم عمل اللازم لي وفي الصباح قالوا الأطباء يمكنك مغادرة المستشفى أنت في وضع مستقر".
ويضيف عدت إلى المدرسة وجاء أولادي بجانبي يلتصقون بي ويبكون ماذا حدث معك يا أبى كنت في وضع صعب للغاية ولا أدري ماذا أقول لهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يعيشون الموت كل لحظة بسبب هذا العدوان الذي لم يستثن أحداُ في قطاع غزة إلا إنني كنت دائما أحاول ان اطمئن أطفالي لمواجهة ظروف الحرب، خاصة إنني عرفت ان جنود الاحتلال ارتكبوا مجزرة بحق الاهالي في المدرسة واستشهد نحو عشرين شهيداً بينهم الأطفال والنساء وأصيب العشرات.
يضيف المشرد المصاب: قدم أحد المواطنين لي المساعدة، فقمت معه وذهبنا الى منزله واشتري لي ملابس جديدة وبقيت في منزله لساعات ومن ثم طلبت منه المغادرة والذهاب إلى المدرسة.