استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

أطفال ينامون على «الكارو» وفرص نادرة للاستحمام للنازحين في غزة

 نفوذ البكري -على مسافة عدة كيلو مترات والتي تفصل بين مركز الإيواء واحد البنوك كانت الطفلة هديل ذات الأربع سنوات تنام مع شقيقتها نهيل البالغة من العمر عاماً ونصف العام على أرضية عربة الكارو المصنوعة من الخشب مغطاة بقطعة من الكرتون لتلافي حرارة الشمس الحارقة وكلتاهما استغرقتا في النوم وفي انتظار والدتهما التي كانت تبحث عن مساعدة مالية لشراء بعض الحاجيات الضرورية. فيما يصعب على آلاف النازحين الحصول على فرصة للاستحمام منذ أسابيع.
«الحياة الجديدة» تابعت سير عربة الكارو التي توقفت بعد طول انتظار لمعرفة سبب تواجد الأطفال والذين اضطروا للعيش وسط الحرارة المرتفعة والمعاناة المتواصلة.
والد الطفلتين هديل ونهيل حماد بريكات، وله غيرهما سبعة اطفال، قال انه اضطر لترك البيت منذ أكثر من الشهر بعد تعرضه لعدة قذائف مدفعية اخترقت جدران البيت وأدت الى سقوط سقفه المكون من ألواح الزينكو والأسبست ورحل كبقية العائلات إلى مدرسة الزيتون.
وأضاف انه قبل أيام قليلة تم توزيع شيكات على النازحين بقيمة 300 شيقل ولكنه فوجئ بعدم صدور اسمه والطلب منه مراجعة البنك ليتبين أن الاسم الموجود هو عماد وليس حماد وهو يخص أحد أقاربه دون أن يتمكن من الحصول على أي مساعدة ما دفعه إلى القدوم إلى البنك للتأكد من سبب الخلل وحرمانه من المساعدة. 
وتقول الأم إن ضرتها ولديها أيضا 3 أطفال يقيمون في البيت وتحاول تدبير أمورها بصورة صعبة موضحة أن أطفالها يشتكون من التبول اللاإرادي والحكة المتواصلة في الجلد والخوف الدائم مؤكدة أن مياه الحمام كأنها مياه من البحر والغذاء وجبة واحدة في اليوم ويتم إجراء بعض الفحوصات وتلقي العلاج.
وقالت انه لأول مرة ينام أطفالها بهذا الشكل على عربة الكارو لأنه لا بديل لذلك لا سيما ان العربة هي الوسيلة الوحيدة للتنقل في ظل عدم القدرة على توفير أجرة المواصلات وفي نفس الوقت لا تستطيع ترك الأطفال في مركز الإيواء. 
وبالرغم من حر الصيف الشديد، لم تتمكن فريال الزعانين من الاستحمام منذ أكثر من شهر بسبب نقص المياه والازدحام في مدارس الامم المتحدة التي تؤوي عشرات آلاف المواطنين الذين نزحوا من منازلهم منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وتقيم فريال حاليا في أحد صفوف مدرسة بيت لاهيا للبنات شمال قطاع غزة مع أكثر من خمسين شخصا من ابنائها واحفادها على غرار أكثر من مئتي الف نازح فلسطيني لجأوا الى 87 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، بحسب ارقام صادرة عن مكتب الامم المتحدة للتنسيق الانساني (اوتشا). وترك هؤلاء منازلهم هربا من القصف الاسرائيلي الكثيف الذي استهدف مناطقهم منذ بدء العدوان في الثامن من تموز الماضي.
وتقول فريال “لم استحم منذ شهر وستة ايام، اشعر بالعفن والقرف”. وتتابع هذه السيدة التي تدمر منزلها في بيت حانون جراء القصف الاسرائيلي “الوضع ماساوي فلا يوجد مياه هنا والحمامات قذرة جدا، هذه ليست حياة”.
وفي صف آخر في المدرسة ذاتها، وقفت فاتن المصري (37 عاما) التي دمر منزلها في بيت حانون ايضا ترش زجاجتين من المياه الباردة على جسد طفلتها ذات العامين . الا ان الطفلة تصرخ بألم بعد ان لامست المياه جسدها الذي تغطيه بقع حمراء شديدة. وتقول الأم “كل ابنائي مرضوا هنا بسبب التلوث وقلة النظافة لقد اصابتهم التهابات جلدية وجرب”. كما تشكو “لا يوجد مياه في الحمامات وان وجدت فالحمامات قذرة جدا لا نستطيع دخولها، اقوم بتحميم ابنائي كل ثلاثة ايام هنا داخل الصف بزجاجات المياه”.
ولم تتمكن هذه الأم من الاستحمام منذ ان لجأت الى المدرسة قبل اسبوعين وتقول “لم استحم منذ اسبوعين، البعض يحضر زجاجات مياه للشرب ويستحم داخل الصف، لكني لم استطع فعل ذلك اشعر اني ساستحم في الشارع اذا فعلت ذلك، قد يدفع احد الباب ويدخل، لا يوجد اي خصوصية”. وتضيف “شعوري سيئ جدا، اشعر اني مقيدة وعصبية من قلة الاستحمام”.
لكن منتهى الكفارنة الأم لتسعة اطفال والتي تسكن في خيمة صغيرة اقامتها في ساحة نفس المدرسة بجوار الحمامات، لجات الى مستشفى قريب للاستحمام في دورات المياه فيه. وتقول “اليوم ذهبت الى مستشفى كمال عدوان (شمال قطاع غزة)للاستحمام، المياه كانت باردة وشحيحة لكن لا يوجد امامي حل آخر”. كما تشرح “الناس تتقاتل هنا في المدرسة على الدور أمام الحمامات، ابنائي يتبولون على انفسهم قبل ان يصلهم الدور”.
وبينما تشير الى شعر اطفالها من حولها وتخرج قملة من شعر ابنها الاشقر ذو العام تقول بغضب “ابنائي اصيبوا بالقمل من قلة الاستحمام”. وصرخت بحسرة “ليت صاروخ يصيبني انا واولادي ونموت احسن من هذه الحياة”. 
ويقاطعها زوجها حازم الذي تظهر بقع حمراء على ذقنه “هذه ليست حياة، بدأت البثور والبقع بالظهور على وجهي قبل عدة ايام بسبب التلوث وقلة الاستحمام”.
ويقر اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة ان وزارته “رصدت العديد من الامراض في مراكز الايواء لا سيما الامراض الجلدية كالطفح الجلدي والحكة اضافة الى الاسهال والتهاب السحايا بين الاطفال”.
من جانبه يقر عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الاونروا في غزة بوجود أزمة مياه في هذه المراكز لكنه يوضح “نكافح في الاونروا لتزويد مراكز الايواء بالمياه العذبة للشرب يوميا، لكن هناك ازمة مياه حقيقية في مختلف انحاء قطاع غزة، لان هناك تدميرا في البنى التحتية بسبب الحرب الاسرائيلية، وهذا يؤدي الى عدم توفر المياه العادية (للاستحمام) في مراكز الايواء”.
ولا تنحصر ازمة عدم توفر المياه على هؤلاء النازحين الى مراكز الايواء بل يشكو غالبية سكان قطاع غزة من هذه الازمة منذ الحرب الاسرائيلية.
ويؤكد منذر شبلاق مدير عام مصلحة بلديات الساحل في قطاع غزة ان هناك عجزا بنسبة خمسين بالمائة في المياه في القطاع الفلسطيني، ويوضح “قبل الحرب الاسرائيلية كنا ننتج 140 الف ليتر مكعب يوميا في القطاع، بينما اليوم لا نستطيع انجاز اكثر من 70 الف ليتر مكعب بالرغم من اصلاح بعد اضرار الحرب الاسرائيلية”.
واعلنت هذه المصلحة وسلطة المياه في غزة في بيان صحفي نشر مؤخرا ان “قطاع غزة منطقة منكوبة مائياً وبيئيا”. واوضح البيان ان “انقطاع التيار الكهربائي بشكل تام عن مجمل مناطق قطاع غزة وعن جميع مرافق المياه والصرف الصحي أدى الى عدم قدرة المصلحة على القيام بمسؤولياتها وسبب شللا شبه تام في توفير مياه الشرب للسكان وكذلك تزويد المرافق الصحية كالمستشفيات والعيادات ومراكز الايواء بخدمات المياه”.
وتعرضت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة والتي تزود القطاع بنحو اربعين بالمائة من التيار الكهربائي للقصف خلال الحرب الاسرائيلية ما ادى الى توقفها تماما عن العمل.
وتقول سمر مصباح (27 عام) والتي تسكن في مدينة الزهراء جنوب غرب مدينة غزة “المياه بالكاد تأتينا، انقطعت عنا أكثر من عشرة أيام”. وتتابع “حينما تأتي المياه تكون الكهرباء مقطوعة فلا تمتلا الخزانات على السطح لانها تحتاح لموتور لدفعها الى الأعلى”. 

 

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025