'مدى': انتهاكات دموية ارتكبها الاحتلال بحق الإعلاميين خلال تموز الماضي

 قال المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية 'مدى'، إنه رصد خلال شهر تموز الماضي رقما قياسيا من الجرائم والانتهاكات بالغة الخطورة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين وحرية الإعلام في فلسطين تركزت معظمها وأشدها عنفا وخطورة في قطاع غزة.

وأوضح مدير عام المركز موسى الريماوي في بيان صحفيي، اليوم الاثنين، أن شهر تموز  سيُخلدُ في ذاكرة الصحافة والصحفيين الفلسطينيين كأشد الشهور قسوة ودموية حتى تاريخه، حيث فقدنا تسعة من زملائنا إضافة الى ناشطة إعلامية (نجلاء الحاج)، وارتفع عددهم إلى 15 حتى 13 آب، حيث استشهد ستة صحفيين آخرين على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الهمجي على قطاع غزة ما يشكل أشد ضربة تتعرض لها الصحافة وحرية الإعلام في فلسطين.

وأضاف، ترافق مقتل هؤلاء الصحفيين على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي مع تدمير منازل 16 صحفيا آخر، وقصف وتدمير واستهداف 8 مؤسسات إعلامية، ومهاجمة واختراق بث 7 محطات إذاعية وتلفزيونية ومواقع الكترونية، وسلسلة واسعة من الاعتداءات التي طالت عشرات آخرين من الصحفيين ووسائل الإعلام في قطاع غزة والضفة الغربية ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال أيام الحرب الواسعة التي شنها على قطاع غزة في الثامن من تموز 2014.

وبين أن المركز رصد ما مجموعه 76 جريمة وانتهاكا للحريات الإعلامية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية خلال شهر تموز، ارتكبت قوات وسلطات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه 73 منها.

وأشار الريماوي إلى أن القسم الأكبر من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الـ 73 التي تم رصدها (سواء التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة أو تلك التي ارتكبها في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية) كانت عبارة عن انتهاكات مركبة يتخلل الحادثة الواحدة منها أكثر من اعتداء أو انتهاك، كما أنها كانت تطال في الكثير منها مجموعة من الصحفيين أو وسائل الإعلام ما يجعل الأضرار المترتبة عليها مضاعفة وأكثر اتساعا بكثير مما قد توحي به الأرقام.

وتابع: 'بجانب ما مثلته جرائم القتل التي شملت 15 صحفيا وعاملا في الإعلام، إضافة الى ناشطة إعلامية، فانه ليس أدل على ما سلف ذكره من الإشارة على سبيل المثال الى قصف وتدمير ثلاثة مقار لفضائية وتلفزيون الأقصى في قطاع غزة التي يعمل فيها ما مجموعه 325 صحفيا وموظفا (كما أكد مدير البرامج في الفضائية سمير أبو محسن)، واستهداف مقر الوكالة الوطنية للإعلام في غزة وقصفه بينما كان يتواجد داخل المقر 35 صحفيا وموظفا، فضلا عن عمليات الاستهداف والاعتداءات التي تعرضت لها مجموعات من الصحفيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في أكثر من حادثة سجلت خلال شهر تموز الماضي'.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر تموز خمسة صحفيين ودهمت وفتشت وخربت بعض

محتويات منزل صحفي رابع واستدعته مخابرات الاحتلال وحققت معه حول عمله الصحفي، بينما أُصيب 18 صحفيا وصحفية برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي وبقنابل الصوت والغاز التي استهدف بها الصحفيين اثناء تغطيتهم الأحداث، فضلا عما لحق بمعدات وأدوات ومركبات الصحفيين من أضرار مادية جراء الاستهداف المتعمد الهادف إلى  منعهم من تغطية الأحداث والتي كان من أبرزها ما تعرض له مصور وكالة الصحافة الفرنسية جعفر اشتية الذي أطلق الجنود الاسرائيليون قنبلة غاز نحو سيارته من مسافة قريبة اخترقت زجاجها وأدت لاحتراق السيارة بصورة تامة.

واعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية الناطقة الإعلامية باسم شبكة أنين القيد الصحفية 'بشرى الطويل' من منزلها، كما اعتقلت المصور الصحفي لقناة الأقصى احمد الخطيب من على حاجز للجيش الاسرائيلي اثناء سفره  بين مدينتي نابلس ورام الله وقد حكم عليه بالسجن لمدة أربعة شهور، ومراسل شبكة 'راية اف ام' في القدس محمود أبو خضير من منزله وفرضت عليه دفع غرامة مالية مقدارها 1000 شيقل كما فرضت عليه كفالة مالية مقدارها 3000 شيقل، كما تم اعتقال الصحفيين إياد سلمان الطويل (مصور صحفي حر)، وعبد العفو زغير (مصور صحفي حر) بعد اصابتهما برصاص جيش الاحتلال المطاطي ومصادرة معداتهما أثناء تغطيتهما الأحداث في المسجد الاقصى بمدينة القدس.

ويرى المركز أن إمعان الاحتلال الاسرائيلي في ارتكاب هذه الجرائم، والتي تعتبر جرائم حرب حسب اتفاقيات جنيف، ما كان له أن يبلغ هذه الحدود لولا رهانه على إفلات مرتكبي هذه الاعتداءات والانتهاكات من العقاب كما حدث خلال عدوانه على القطاع سنة 2009 و2012، حيث قتل سبعة صحفيين ودمر العديد من مقار وسائل الاعلام.

واستنكر اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته الدموية التي تستهدف الصحفيين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، مطالبا المجتمع الدولي بالعمل بشكل حازم وجاد من أجل حماية الصحفيين الفلسطينيين، وبمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات.

كما يدين مركز 'مدى' الانتهاكات من قبل جهات فلسطينية في الضفة الغربية ويطالب بالكف عن ملاحقة الصحفيين بسبب كتاباتهم وتمكينهم من العمل بحرية، واحترام حرية التعبير ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.