"إيمان" .. شهادتان في شهر واحد
أكرم اللوح - "كان يوما مقلقاً، وكأننا نتوقع أن يحدث شيء ما، فما إن انتهت شقيقتها الكبرى من صلاة الفجر حتى همست لها بأن تصلي مكانها، فرفعت يدها لله تدعو "حسن الختام وما لا نعلم", فحاولت تحريك سجادة الصلاة يمينا وشمالا لضبط قبلتها، وما أن أعلنت نيتها بدء الصلاة وقبلها الصيام، ووقفت بين يدي ربها، سمع دوي انفجار هائل أطاح بمنزل الشهيد رأفت اللوح المقابل لمنزلها، ودمر جزئيا عشرات المنازل المحيطة" يروي لـ"الحياة الجديدة" وليد يونس اللوح شقيق الشهيدة "إيمان" في نفس الحادث التي كانت قد نالت شهادة الثانوية العامة قبل أقل من شهر.
يقول اللوح عن شقيقته:" نبعد حوالي مائة متر عن مكان المنزل المستهدف، فقد أقمنا صلاة الفجر نحن الذكور في غرفة الصالون، وإخوتي البنات أقمنها في غرفة مواجهة لمكان الحادث، فما أن حدث الانفجار حتى انهار الجميع لتغطينا شظايا الزجاج المتطاير من الشبابيك، ووجدنا أختي الشهيدة "ايمان" ملقاة على سجادة الصلاة وضربها حجر ضخم تطاير من المنزل المستهدف فكسر زجاج غرفتها واغتالها بلا رحمة أو شفقة".
وأغارت طائرة من نوع أف 16 على منزل يعود للمواطن رأفت اللوح في منطقة حكر الجامع بمدينة دير البلح مما أسفر عن تدمير المنزل بالكامل وإحداث حفرة بعمق ثمانية أمتار وعرض عشرة أمتار وسقوط ثمانية شهداء من عائلة واحدة هم:" رأفت اللوح وزوجته وأبناؤه الأربعة إضافة لشقيقه أحمد ومحمد, فيما التحقت بهم الشهيدة إيمان يونس اللوح متأثرة بجروحها بعد يوم من رقودها في مستشفى شهداء الأقصى".
خال الشهيدة عبد الله يقول:" لقد كانت مثلا للأمل والابتسامة والروحة المرحة، فقد نالت شهادة الثانوية قبل شهر وحصلت على معدل 96,6% واستخارت ربها يوم وقوع الانفجار لتكمل دراستها في احدى الجامعات الفلسطينية بغزة قسم "شريعة إسلامية" ولكن أمر الله كان قد قدر وما شاء سبحانه فعل" وأضاف " لقد قررنا في العائلة أن تكون "إيمان" شهيدة فلسطين وأن نلفها بعلمها لتجمع الكل الفلسطيني دون حساسية أو إهدارا لكرامة شهدائنا فجميعهم سقطوا من أجل هذا الوطن".