التربية والتعليم ومركز إبداع المعلم يعقدان ورش عمل تدريبية حول مكافحة عمل الاطفال والمواطنة
اختتمت وزارة التربية والتعليم العالي ومركز إبداع المعلم ورشتي عمل تدريبيتين منفصلتين للمعلمين في فندق سيتي إن/ رام الله: الأولى بعنوان مكافحة عمل الأطفال وحمايتهم من الاستغلال الاقتصادي لمدة يومين 20-21/8، شارك فيها (25) متدرباً من (7) مدارس من مديريات جنين وقباطية وجنوب الخليل. وجاءت هذه الورشة كاحد فعاليات مشروع مكافحة عمل الاطفال والذي ينفذه مركز ابدع المعلم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة انقاذ الطفل بتمويل من الاتحاد الاوروبي.
والثانية مشروع المواطنة/ المنتديات الشبابية لمدة (4) أيام خلال الفترة 20-23/8، شارك فيها (11) متدرباً موزعين على (11) مدرسة من مديريات رام الله والبيرة وضواحي القدس وهي: ذكور المزرعة القبلية، بنات المزرعة القبلية، بنات قبيا الثانوية، ذكور قبيا الثانوية، بنات بيت لقيا الثانوية، ذكور بيت لقيا الثانوية، بنات أبو ديس الثانوية، ذكور أبو ديس الثانوية، ذكور بيت عنان الثانوية، بنات القبيبة الثانوية، ذكور الملك غازي الثانوية.
حيث ركزت ورشة العمل الاولى "مكافحة عمل الاطفال" والتي شارك بها معلمون ومرشدون ومدراء من المدارس السبعة المستهدفة في مشروع مكفاحة عمل الاطفال على تمكين المشاركين من اليات عمل للحد من ظاهرة التسرب الدراسي وعمالة الاطفال، وناقشت الورشة مجموعة من التدخلاتو الإجراءات التنفيذية للحد من هذه الظواهر. وخرجت الورشة بخطط عمل لكل مدرسة لتقوم بالعمل عليها في المرحلة القادمة للحد من ظاهرة تسرب المدارس وحمايتهم من الوقوع في خطر عمالة الاطفال.
وفي بداية الورشة تم تنفيذ مجموعة من الانشطة التفريغية مع المشاركين للتخفيف الضغط النفسي الذي يعاني منه كل الافراد اللذين يعيشون ويتابعون جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وفي اليوم الاول من التدريب افتتحت الورشتين بحضرور أ. ثروت زيد مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي، و أ. رفعت صباح مدير عام مركز إبداع المعلم، والدكتوره سهير قاسم مديرة التدريب في الإدارة العامة للإشراف التربوي.
تحدث أ. ثروت زيد عن الحدث الجلل الذي تتعرض له المحافظات الجنوبية من الوطن نتيجة العدوان الهمجي، ودم الأطفال المُسال على ثرى قطاع غزة، وأظهرت الخصوصية الفلسطينية التي تجسدت في الوحدة الوطنية الشاملة بين شطري الوطن: الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنهما كالجسد الواحد يكمل أحدهما الآخر، وظهر ذلك في الهبّة الجماهيرية في الضفة الغربية التي اتخذت أشكال عديدة لنصرة أهلنا في غزة وإغاثتها ومدّ يدن العون لهم، وأكد أن ما يحدث في غزة هي قضية وطنية وسياسية وقانونية اتخذت بُعداً إنسانياً لشعب يرزح تحت الاحتلال، ويسعى إلى نيل حريته وتحقيق الاستقلال أسوة بشعوب العالم.
وأشار زيد إلى ضرورة إنسجام العملية التعليمية التعلمية مع الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الطلبة، وتفعيل الأحداث الجارية واستثمارها في تعلم الطلبة، إضافة إلى احترام مشاعرهم، والبحث عن طرائق إيجابية للتعامل معهم نتيجة لما تعرضوا إليه من مشاهدات مؤلمة خلال العدوان، وأشار إلى ضرورة الابتعاد عما من شأنه أن يثير الفتن بين المعلمين أو بين الطلبة أنفسهم، وأن تكون العلاقة قائمة على أسسس تعزيز القيم الوطنية والمواطنة والوحدة الوطنية لشعب متجدد، وتحكيم العقل والمنطق والموضوعية في لغة الخطاب في المؤسسة الواحدة من خلال الحوار والنقاش الهادف والتعاون المستمر وتطوير قدرات الطلبة ومعارفهم ومهاراتهم في ظل التطور التقني الذي نشهده باعتبارهم رأس المال الوطني والاجتماعي.
اما رفعت صباح مدير عام مركز ابداع المعلم فقد تحدث في كلمته إلى ما يحدث في غزة بأنه غير عادي (أكثر من كارثة، وأقل من قيامة)، وأنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، كل الأماكن أصبحت مستهدفة وأن الأحداث التي شهدها القطاع لم تشهدها أحداث سنوات الحرب العالمية الثانية، ورغم مشاعر الحزن والغضب التي انتابت الجميع إلا أن البعد النفسي والمعنوي يُسهم بشكل كبير في دعم المقاومة، وأشار إلى دور المعلم في المرحلة الحالية، وكيف له أن يستثمر ما يحدث في عملية التعلم بغض النظر عن الخلافات السياسية فنحن شعب واحد، ووطنا وواحد، قضيتنا واحدة وهي تُعدّ عناصر قوة لتمتين الوحدة الوطنية واستمرار حركة المقاومة وانتصارها وتحقيق أهدفها في الحرية والاستقلال.
وأشار الصباح إلى أهمية تمكين المعلمين من التجربة حتى يتمكنوا من التعامل مع الطلبة ومؤازرتهم، واعتبر ان ذلك جزء من مسؤوليات وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي كافة بحيث يتم ذلك بطرائق مختلفة مع التركيز على ضرورة تنظيم حملات إعلامية هادفة لصياغة المرحلة المقبلة والحفاظ على منظومة القيم الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني. وذكر صباح في كلمته أن ما يحدث أثار ردة فعل عالمية لدى الشعوب وحركات التحرر والمنظمات الإنسانية التي من شأنها أن تؤثر إيجابياً في مواقف حكوماتها تجاه العدوان.
بدورها تحدثت الدكتورة سهير قاسم عن الواقع الذي نعيشه وضرورة الإفادة منه في عملية التعليم والتعلم، وأشارت إلى البرامج التي تنفذها وزارة التربية مع مؤسسات المجتمع المدني كافة ومنها مركز إبداع المعلم واعتزازها بهذه الشراكة التي تؤكد دور الجميع للنهوض بالواقع التعليمي وتطويره في فلسطين. ونوهت القاسم إلى ضرورة الإفادة من تجربة تنفيذ مشروع مكافحة عمل الاطفال في المدارس خلال المرحلة السابقة بحيث يتم بناء خطة إجرائية للمرحلة القادمة. وفي الوقت نفسه ذكّرت القاسم بأهمية تصميم منهجية المواطنة في المناهج كافة من خلال التعلم بالمشاريع الطلابية باعتبارها استراتيجية تدريس تُسهم في تفعيل الطلبة، وممارسة أنشطة طلابية متنوعة، وأن على المعلم البحث ذاتياً عن طرائق تدريس أخرى لتفعيل الطلبة وتحسين تعلمهم بشكل مستمر.
نسق للورشات من وزارة التربية والتعليم العالي الاستاذ جمال سالم من دائرة الاشراف والتاهيل التربوي ومن مركز ابدا المعلم سلاح سمارة وعبير سمودي منسقين مشاريع في المركز.