حسان عاشور.. رصاصة غادرة تبدد آمال الوالد بوحيده وسنده
بسام ابو الرب
كان الفتى حسان عاشور (14 عاما)، ابن مدينة نابلس، يحلم بأن يصبح شابا يافعا، يحمل عن كاهل والده عبء الحياة وثقلها، رغم انه وحيد العائلة بين أربع فتيات، فعمل خلال العطلة الصيفية، التي بقي لها يومان قبل إصابته بجروح بالغة خلال مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي على حاجز بيت فوريك شرق نابلس.
وكانت مصادر طبية أعلنت صباح اليوم الاثنين، عن استشهاد الفتى حسان عاشور، متأثرا بجروح بالغة الخطورة أصيب بها خلال مواجهات على حاجز بيت فوريك شرق نابلس، حيث كانت أجريت له عدة عمليات في الكبد، إلا أنه فارق الحياة صباح اليوم.
اليوم وبعد بدء العام الدراسي الجديد، أصبح مكان الفتى عاشور فارغا داخل صفه بمدرسة الكندي، لم يتبق منه سوى الذكريات.
لم يعرف والد الشهيد عاشور ما يقول، سوى الوقوف الى جانب جسد فقيده، والترحم عليه، وذرف الدموع على فراقه بعد أن بددت رصاصة غادرة آماله بوحيده وسنده.
الشاب عبادة البشتاوي (18 عاما)، أحد المصابين خلال مواجهات الجمعة، يروي تفاصيل المواجهات مع الاحتلال قبل إصابته، فيقول: إنه عقب صلاة الجمعة خرجنا مع مسيرة منددة بالعدوان على قطاع غزة، وكانت متوجهه نحو حاجز بيت فوريك شرق نابلس، وهناك اندلعت مواجهات في المنطقة وبدأ جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي ؛ الأمر الذي أدى إلى إصابات عدة هو من بينها'.
وأضاف البشتاوي 'كنا قد توجهنا الى الحاجز سويا، وهناك لم تمر نصف ساعة حتى أصبت بالرجل اليسرى، وتم نقلي إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس، وعقبها سمعنا عن إصابة الفتى عاشور بجروح بالغة، نزف خلالها الكثير من دمائه'.
ويستذكر الشاب البشتاوي لحظات أمضاها مع الشهيد عاشور خلال ثلاث سنوات، قضاها صديقا وزميلا في العمل الصيفي.
ويشار إلى أن أكثر من 22 شهيدا، في الضفة الغربية، استشهدوا منذ بداية العدوان على غزة.
ويذكر أن أكثر من 577 طفلا، قضوا خلال العدوان على قطاع غزة، حسب احصاءات وزارة الصحة حتى صباح اليوم، وذلك من بين 2127 شهيدا، إضافة الى استشهاد 261 سيدة، و101 مُسِن، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 10870 مواطنا.
وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة حتى يوم أمس ، إلى 2120 شهيدا منهم ( 577 طفلا و 260 سيدة و101 مسنا)، ووصلت حصيلة الجرحى في العدوان الصهيوني حتى اللحظة 10854 جريحا منهم (3307 طفلا).