اهالي غزة في انتظار الشهادة
حسن دوحان - على انقاض منزله في حي معروف بخان يونس، وقف المواطن ابو احمد معروف يتفقد ما تبقى من منزله الذي تحول الى اكوام، بعدما قصفته الطائرات الحربية الاسرائيلية.
وبدا على وجه المواطن ابو احمد علامات الحزن والالم وتعب السنيين التي استحضرها من اجل بناء بيته وما تحمله من ضنك العيش من اجل تزيينه وتشييده لبنة لبنة، ورغم محاولات الجيران والاهل لحثه على تفقده وجمع ما تبقى وما تناثر من اثاث الا انه اثر الصمت الحزين يستعيد شريط ذكرياته مع منزله واسرته.
منزل المواطن ابو احمد المكون من اربعة طوابق دمر مع عشرات المنازل التي استهدفتها طائرات الاحتلال، ويقيم في المنزل اربعين فردا باتوا من عداد النازحين في مراكز الايواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الاونروا» او عند اقاربهم الذين.
وبعد صمت طويل قال معروف «ليس لدي ما قوله، فقط حسبي الله ونعم الوكيل، ومنه العوض».
ننتظر الموت او الاخلاء.
ويقول المواطن محسن عبد العزيز 44 عاما لقد اصبحنا بانتظار مكالمة هاتفية او صاروخ انذار لاخلاء الحي تمهيدا لقصف المنازل المستهدفة، فاصبح الليل والنهار واحد، فلا نوم في الليل بانتظار عمليات الاخلاء او انقاذ المتضررين ممن يتعرضون للقصف الاسرائيلي، وفي النهار لا عمل لنا سوى استغلال بعض الوقت لمعاينة ما اصاب اهلنا من ضرر، والتجول بين ركام المنازل».
ويضيف «لقد بات الرعب هو السائد في قطاع غزة، من عدم الرد على الهاتف الامر الذي يعني قصف المنزل بما فيه، ويشير الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اصبحت تهدد المواطنين بالإخلاء من منازلهم، وكثير من ضرباتها لا تراعي فيها وجود الاهالي بمساكنهم ما ادى لارتفاع اعداد الشهداء».
ويؤكد ان اهالي غزة باتوا بانتظار الموت في كل لحظة، نتيجة عدم مراعاة قوات الاحتلال الاسرائيلي وجود مدنيين عزل في منازلهم».
ويقول المواطن رمزي حمد من زلاطة برفح لقد تحول منزلي الى ركام فقد جرفته الدبابات ولم يعد له اثر، كما ان قوات الاحتلال قامت بتجريف الارضي الزراعية بالكامل».
ويضيف ما تنفذه قوات الاحتلال ابادة جماعية وتهجير للمواطنين من منازلهم، ويشير الى انه اضطر مع اسرته البالغة 6 افراد للتنقل اكثر من مرة بين منازل اقاربهم جراء قصف قوات الاحتلال لمنازلهم او منازل محيطة بهم».