مدخل السلالم والمصاعد كل ما تبقى من 'برج المجمع الايطالي'
زكريا المدهون
لم يتبق من 'برج المجمع الايطالي' في حي النصر وسط مدينة غزة، سوى بناية ضيقة ومرتفعة مخصصة للسلالم والمصاعد، لتبقى شاهدا على حرب اسرائيل الجديدة ضد الأبراج السكنية في قطاع غزة.
ودمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية الليلة الماضية وفجر اليوم، إضافة الى 'برج المجمع الايطالي'، 'برج الباشا' قرب مفترق الطيران وسط غزة، وسبقه بيومين تدمير 'برج الظافر 4' في تل الهوا.
ويتكون البرج من 15 طابقا كل طابق يحتوي على 4 شقق، ويضم أسفله مجمعا تجاريا ضخما يحتوي على عشرات المحال التجارية جميعها دمرت بالكامل. وشيد برج 'المجمع الايطالي' قبل حوالي عشر سنوات من قبل وزارة الإسكان وشركتين فلسطينية وإيطالية.
ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها ضد قطاع غزة قبل خمسين يوما، أكثر من أربعين ألف منزل بين تدمير كلي وبالغ وجزئي.
مفيد البورنو كان يحاول هو وأشقاؤه إخراج ما يستطيعون من الملابس الرجالية الصالحة من محله الواقع أسفل البرج. قال لـ 'وفا' والعرق يتصبب على جبينه: 'كل ما أملك راح محلي وشقتي السكنية في البرج.'
وأضاف: 'أملك شقة بالطابق العاشر ومحلا لبيع الملابس الرجالية لم أتمكن من إخراج أي شيء منهما'، مقدرا فقط خسائر محله التجاري بحوالي عشرين ألف دولار أميركي'.
ووصف البورنو ما حدث بـ 'الجريمة البشعة'، قائلا: 'تلقى أحد سكان البرج اتصالا هاتفيا من جيش الاحتلال بإخلاء البرج تمهيدا لقصفه بعد ثلث ساعة.'
وأشار الى قِصَر المدة الزمنية التي تخللها إخلاء سكان البرج الذي يضم مئات الأشخاص معظمهم أطفال ونساء، منوها الى حالة من الخوف والفزع سادت المكان ونجا السكان بأرواحهم.
وأضاف: بعد أن نزل السكان الى الشارع تم ضرب البرج بحوالي خمس صواريخ من طائرة استطلاع، ثم تبعه قصف بعدة صواريخ من طائرات (أف 16) لتسويته بالأرض.
وطال القصف الشديد الذي هزّ أرجاء مدينة غزة المنازل على بعد مئات الأمتار حيث تهمشت وتحطمت معظم نوافذها المنازل وكذلك المحال التجارية، وامتلأت الشوارع بقطع الزجاج والحجارة.
مئات المواطنين من مختلف ضواحي مدينة غزة، جاءوا الى موقع البرج المستهدف للاطلاع على حجم الدمار غير مصدقين ما حدث.
بدوره، انشغل عوني أبو شرخ أحد ملاك 'كافي كلاسيك' بإخراج كراسي خشبية وبعض 'الشيش' لم تضرر لكنها امتلأت بالغبار.
وأوضح أبو شرخ أن محله تدمر بشكل كامل وفقد هو وشركاؤه و12 عاملا مصدر رزقهم الوحيد، بعد تكبدهم خسائر فادحة.
وكذلك حال جار أبو شرخ، خليل عثمان صاحب 'كوفي شوف' الذي دمر بالكامل، محاولا هو وبعض العاملين لديه انقاذ ما يمكن انقاذه.
يقول عثمان: 'لم يبق شيئا دمروا المحل والمخازن، قطعوا رزقنا حسبي الله ونعم الوكيل'، منوها الى أنه كان يعمل لديه عشرة عمال ليس لديهم أي مصدر دخل أخر.
بينما المهندس عبد الكريم الغرباوي لم يسدد بعد ثمن شقته وسيارته اللتين دفنتا تحت الأنقاض وتبخرت أحلامه بامتلاك شقة سكنية.
الغرباوي سكن بالإيجار لمدة خمس سنوات، وقبل أربع سنوات اشترى الشقة المستأجرة ودفع فيها مال قلبه وضاع حلم حياته بامتلاك شقة لأسرته كمال يقول.
من ناحيته، اعتبر خالد البرعي الذي يقطن برج النصر المجاور لبرج المجمع الإيطالي ما حدث جريمة هدفها فقط التخريب والانتقام من الآمنين.
وأضاف أن شقتهم تعرضت لأضرار كبيرة حيث تحطم زجاج جميع النوافذ، مشيرا الى حالة الخوف والفزع التي انتابت أفراد أسرته لحظة القصف وخاصة الأطفال.