غزة.. الحياة تعود الى طبيعتها تدريجياً
بدأت الحياة في قطاع غزة مجددا بالعودة إلى طبيعتها، وذلك بعد أيام طويلة ذاق فيها سكان القطاع مرارة الوجع والألم بعد حرب إسرائيلية استمرت 51 يوما، طالت كافة مناحي الحياة وأبادت عائلات بأكملها، ودمرت بيوت وأحياء وأبراج فيها عشرات الطوابق، لم يتبق منها سوى الركام الذي ينتشر في مختلف شوارع القطاع المختلفة.
وتوصلت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، برعاية مصرية أمس، إلى تهدئة وفقا لتفاهمات 2012، وخرج الآلاف من سكان القطاع إلى الشوارع ابتهاجا بما حققته المقاومة خلال الحرب بالتصدي للعدوان الإسرائيلي الذي أدى لاستشهاد 2137 مواطنا وإصابة أكثر من 11120 آخرين.
وشهدت مناطق قطاع غزة اليوم الأربعاء حركة طبيعية بعد أن بدأ الناس يتفقدون أحوالهم وبيوتهم وأقرباءهم، فيما فتحت بعض المحلات التجارية أبوابها وبدأت تحاول استعادة نشاطها الذي عُطل بفعل الحرب التي لم تستثنِ محلات البقالة وغيرها من الاستهداف المباشر ما أدى لاستشهاد العديد من المواطنين.
وقال المواطن ناهض دلول والذي يملك محلا للصرافة في حي الرمال، وسط مدينة غزة، "أنه منذ بدء الحرب لم يستطع فتح المحل سوى لساعات قليلة خلال فترات الهدن التي كان يعلن عنها إبان الحرب. مشيرا إلى أنه كان يتفقد محله باستمرار خوفا من تعرضه للقصف جراء العدوان".
وأضاف في حديث لـ القدس دوت كوم: رغم كل الألم الذي نشعر به وفقداننا للكثير من الأقرباء والأحباء لكن هذه الحياة، هنا في غزة كل شيء ينتهي في حينه والحياة تسير برغم كل ما أصابنا. مشيرا إلى أنه بدأ منذ ساعات الصباح الباكر بمزاولة عمله بحثا عن كسب رزقه وقوت يوم أطفاله.
بدوره، المواطن محمد صالح والذي يعمل في مطعم شعبي، أن الحركة طبيعية جدا وكأنه لم تكن هناك حرب. مشيرا إلى الإقبال الكبير من المواطنين على شراء الفول والحمص والفلافل، بالإضافة إلى أن العشرات ارتادوا مطعمه وتناولوا إفطارهم في المحل.
وأعرب عن أمله في أن يعم السلام والأمن في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية وأن يتم بأسرع وقت ممكن إعادة إعمار البيوت المدمرة وإعادة السكان إليها بعد أن نزحوا منها بعد تدميرها وتدمير أحياء بأكملها.
أما المواطنة أمجاد الصالحي، فقالت في حديثها لـالقدس دوت كوم، أنها جاءت بأبنائها إلى متنزه الجندي المجهول للترفيه عن أنفسهم بعد هذه الأيام الطويلة من الحرب وحالة الضغط النفسي التي عاشته وأطفالها. مضيفةً: "من حقنا أن نعيش كما يعيش العالم، نحن شعب يحب الحياة ونريد أن نحياها بأمان وسلام رغم كل المحاولات الإسرائيلية لقتل أطفالنا وعوائلنا إلا أننا نريد أن نحيا حياة طيبة".
وأشارت إلى أن أبناءها كانوا ينتظرون أن يكون هذا الصيف أفضل حالا من الأعوام السابقة وكانوا يتوقون الذهاب إلى البحر باستمرار لكن كل ذلك لم يحصل بسبب الحرب.
كما فتحت بعض الوزارات في الحكومة الفلسطينية أبوابها وبدأ بعض الموظفين الإداريين بالقيام بأعمالهم، خاصةً في وزارة التربية والتعليم التي تستعد لمباشرة خطتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة الأخرى من أجل إخلاء المدارس من النازحين وتدبر أمورهم استعدادا لإطلاق الموسم الدراسي الجديد.
وقال أحد الموظفين في الوزارة، أنهم أبلغوا أمس عقب إعلان التهدئة، باستئناف الدوام الإداري فقط للموظفين الإداريين وليس عامة الموظفين لحين التنسيق وترتيب الأوضاع في الوزارة ومباشرة العمل في الوزارة مجددا خلال أيام وأن ذلك بالتأكيد سيسري على كافة الوزارات.