جدال صاخب بين ليفني ويعلون حول "المسار السياسي"
كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم ان مواجهة صاخبة وجدال حاد تطور الى صراخ دار في إجتماع المجلس الامني السياسي المصغّر (الكابينت) يوم الخميس الفائت بين وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون ووزيرة القضاء تسيبي ليفني.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة من الوزراء الذين شاركوا في الجلسة قولهم "ان خلفية النقاش الحاد كانت حول الاجابة عن التساؤل فيما اذا كانت اسرائيل بحاجة للاعلان عن مبادرة سياسية اتجاه السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي في اعقاب الحرب على غزة؟".
ووفقا للصحيفة، فإن يعلون قال في الاجتماع: "من غير اللازم ان تتعجل اسرائيل بالتوجه الى المسار السياسي" مبدياً تحفظه من بدء المفاوضات مع الفلسطينيين.
في حين قالت ليفني "ان على اسرائيل ان تبادر بطرح مبادرة سياسية ذات مغزى من اجل ان تتمكن من مواجهة الهجمة القضائية والدبلوماسية التي تنتظرها في اعقاب حرب".
واشار احد الوزراء الى ان ما دار في الاجتماع انما يعكس عمق الخلاف في وجهات النظر بين مركّبات الائتلاف الحكومي في اسرائيل، حيث يضغط كل من يائير لبيد وتسيبي ليفني من اجل التقدم بمبادرة سياسية الا انهم يشكلون اقلية، - وحسب الوزير المذكور- فإن الاثنين من المتوقع ان يغادرا مقاعد الحكومة في ظل غياب تقدم في المسار السياسي.
ووفقا للصحيفة، فإن يعلون طرح في الجلسة "انه يجب الاستفادة مما حصل في غزة، حيث يتطور الارهاب في المكان الذي لا يوجد فيه حرية لعمل الجيش، وذلك رداً على الذين يتحدثون عن انسحاب من الضفة دون اي ترتيبات امنية تكفل حرية العمل للجيش في هذه المناطق".
فأثارت هذه الاقوال الوزيرة ليفني حيث كانت - حسب الوزراء الحضور - غاضبة جداً وردّت على اقوال يعلون ورفعت صوتها لمستوى الصراخ وقالت: "يجب الخروج بمبادرة سياسية من قبل اسرائيل اولاً بتجديد المفاوضات مع عباس وحكومته حول الحل النهائي، وثانياً بالتقدم بإجراء ما بالتعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اخرى من اجل تغيير الوقائع في قطاع غزة، عبر تمكين السلطة الفلسطينية من العودة الى غزة ومنع تسليح حماس والمراقبة على عملية الاعمار".
ووجهت ليفني حديثها الى يعلون قائلة: "ان الاكتفاء بإنتهاء القتال كما هو حاصل الآن هو خطأ كبير، فإذا كان هذا ما تفكر به اذهب الى مستوطنات غلاف غزة وقل لهم ان ما حدث قد حدث وان عليكم الاستعداد للجولة القادمة".