حكاية الطين الأبيض
2 عاما.. عمر ذلك المبنى الحجري الذي يختصر التاريخ وينطق فيه الطين والزجاج، لتصنيع الخزف الفلسطيني بالقدس.
الحكاية بدأت عام 1922 عندما استدعى ترميم الحرم القدسي الشريف وكانت هناك حاجة لفنانين يحترفون تصنيع الخزف، أي الرسم على الطين الأبيض المصنع؛ وتم استدعاء 3 عوائل أرمنية من تركيا وهم عائلات كركشيان وباليان وال نسيان، واستطاعوا بكل ما توفر لديهم من مواد أولية بسيطة ترميم جزء مما تضرر آنذاك في الحرم القدسي.
امتد فن الخزف الفلسطيني بالقدس حتى عام 1064 بالاعتماد على أبسط المواد الأولية وعلى الطين الأصفر الذي كانوا يأتون به من جنين، وتصنيع الزجاج الملون الذي يأخذ أشكالا ورسومات مختلفة ، في كل زجاجة يتجسد نوع جديد من الاحترافية، حتى امتد بهم ذلك الى الخمسينيات والستينيات، الى أن فتحت أمامهم أبواب استيراد المواد الأولية من انجلترا وأوروبا.
مدير المصنع نيشان باليان يقول إن هذا المصنع المقدسي يقوم اليوم على أكتاف 7 عمال فنانين، وينقسم عملهم في اتجاهين الأول يقوم على تشكيل قطع فردية من كاسات وصحون وصواني ومتكات تباع للزوار والسياح؛ وآخر يقوم على شغل البلاط للحمامات والنوافير والمطابخ ومداخل الفنادق.
استمر المصنع بما بدأ عليه وبذات دقة الرسومات، حتى انطلق بعدها الى دول الخليج كقطر ودبي وأخذ مشاريع ضخمة بأيدي احترافيين فلسطينيين، واستطاع عمل توازن مالي بين ما يصنعه من قطع صغيرة وبين ما يستثمر به من مشاريع كبيرة ليتمكن من الاستمرار بعد حالة الركود التي أصابته بين وبعد الانتفاضتين الأولى والثانية.
وأوضح باليان ' نحن كشركة متوسطة لا نستطيع تحميل المصنع كمية كبيرة من الموظفين، لذلك قررنا تطوير المشروع عن طريق برنامج منح من صندوق الاستثمار الفلسطيني'.