أم مهند الزبن تقصف الاحتلال بـ"صلاح الدين"
بشار دراغمة - قبل أكثر من عامين كانت زوجة الأسير عمار الزبن تخوض تجربة فريدة، وتضع مولودها مهند، لأب لا يزال خلف قضبان الاحتلال، عبر تهريب حيوانات منوية لزوجها من داخل السجن، وفتحت الزبن بمولودها حينها بابا كان من "المحرمات" على زوجات الأسرى اللواتي اقتبسن تجربة الزبن، وحققن حلم الأمومة بذات الطريقة.
ومن جديد تخوض أم مهند التجربة، وتضع مولودا جديدا حمل اسم صلاح الدين، رغم إدراكها حجم الضغوطات التي بات يتعرض لها الأسرى لمنعهم من تهريب حيوانات منوية، وكذلك منع أطفال الأسرى من زيارة آبائهم، ووصل الأمر إلى فرض عقوبات مالية على أسرى نجحوا في تهريب الحيوانات المنوية.
بينما لا زالت أم مهند تتألم من آثار عملية الولادة القيصرية في المستشفى العربي التخصصي بدت مصرة على إكمال مسيرتها وتشجيع الأخريات على خوض التجربة من جديد وتقول "بكفي فلسطين كلها بتعرف انه مهند وصلاح الدين أبناء عمار الزبن، وما بهمني اعتراف الاحتلال".
وتعتبر أم مهند أن ولادة صلاح الدين بمثابة تحدٍ من الأم الفلسطيينة للاحتلال الذي يحاول منعها من تحقيق حلم الأمومة.
وحول سؤالها عن تكرار التجربة بعد مهند قالت لـ"الحياة الجديدة": ما حدا بشوف حلاوة الأولاد وبوقف".
وقال الدكتور سليمان أبو عيدة رئيس قسم الولادة في المستشفى إن صلاح الدين ولد في حالة صحية ممتازة، وكان وزنه 3300 غرام، مشيرا إلى أن أم مهند أدخلت المستشفى مساء الخميس وتم إجراء عملية الولادة لها مباشرة وهي الآن بحالة جيدة.
من جهته قال الدكتور عمر عبد الدايم والذي أشرف على عملية سحب البويضات وزراعتها وتابع أم مهند خلال فترة الحمل أن الحيوانات المنوية التي تم استخدامها مجمدة مسبقا لدى مركز رزان، وتم اعادة تنشيطها واستخدامها مجددا، مشيرا إلى أن هذه التقنية من شأنها توفير الجهد في حالات الأسرى، وكذلك يمكن الاستفادة منها في الحالات العادية، خاصة إذا كانت المشكلة لدى الزوج، وتم سحب الحيوانات المنوية بواسطة عملية، فيتم التجميد لعدم الاضطرار لاعادة العملية للسحب مجددا.
ويقضي الأسير عمار الزبن حكما بالسجن المؤبد 27 مرة، وكان قد اتفق مع زوجته على خوض تجربة تهريب الحيوانات المنوية قبل عدة سنوات، ونجح في ذلك قبل ثلاثة أعوام بعد تهيئة الظروف المجتمعية لمثل تلك الخطوة.
وولد الطفل الأول مهند قبل عامين وشهر واحد، وقد أثار مجيئه إلى الدنيا اهتماما إعلاميا عالميا.
وتتكفل مراكز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب بعمليات زراعة الحيوانات المنوية لزوجات الأسرى على نفقتها الخاصة وفي إطار المسؤولية المجتمعية.
وأوضح الدكتور سالم أبو خيزران رئيس مراكز رزان، أن التجربة الأصعب كانت لأم مهند الزبن، بصفتها أول فلسطينية تقرر الحمل من زوجها الموجود خلف قضبان السجون الاسرائيلية.
وقال أبو خيزران إنه نصح أم مهند بإشاعة خبر نيتها الحمل من زوجها بطريقة تهريب الحيوانات المنوية، وتهيئة الظروف المجتمعية لمثل هذه الخطوة، والتي لاقت لاحقا ترحيبا مجتمعيا كبيرا.
وأشار أبو خيزران إلى الاستفادة من التقنيات العلمية المتوفرة حاليا في مراكز رزان، حيث تم تجميد الحيوانات المنوية الخاصة بالأسير عمار الزبن لدى وصولها أول مرة، وتم الاستفادة منها مجددا لزراعة الطفل صلاح الدين.
ونوه أبو خيزران إلى أن العلم يحمل كل يوم جديدا يمكن توظيفه في مثل هذه القضايا، وبات بالإمكان فصل الحيوانات المنوية المشوهة عن السليمة، وبالتالي ضمان ولادة طفل سليم في المستقبل.
وأشار أبو خيزران كذلك إلى استخدام الابر الصينية لزيادة فرصة نجاح الاخصاب خارج الرحم بنسبة إضافية تصل إلى حوالي 15% وقبل استخدامها كانت النسبة تتراوح بين 35-47%.
وحول التفسير لأهمية الإبر الصينية قال أبو خيزران إن عملية الوخز بهذه الحقن قبل اعادة البويضة المخصبة إلى الرحم تعطي المرأة الشعور بالاسترخاء والطمأنينة عوضا عن الآلام والتوتر، وهذا يحدث بفعل افرازات دماغية ما يؤدي إلى استرخاء عضلات بطانة الرحم والأوعية الدموية التي تغذيه وهذا يساعد بشكل كبير في زيادة نسبة الالتصاق للأجنة داخل الرحم.