ختام تَحِنُّ لألعابها المدفونة تحت الأنقاض
محمد أبو فياض
تَحِن ختام للعودة إلى اللعب بألعابها التي دفنت تحت أنقاض منزلها.
ختام ابنة الحادية عشرة سنة، طفلة كانت تستمتع بالأنشطة الترفيهية والأنشطة التي يقوم بها البرنامج المجتمعي للصحة العقلية في 'الأونروا'.
التجأت ختام مع عائلتها إلى مدرسة تابعة لـ'الأونروا' في غزة، عقب قصف منزلها خلال العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع طيلة نحو 51 يوماً، الأمر الذي تسبب في إصابة شقيقها بجروح في رأسه وعينه.
تقول ختام: إن الكوابيس تطاردها وإنها تشعر بالرعب. وهي تلعب يوميا في المدرسة التي تقدم لها ولأقرانها الدعم.
ورغم ذلك إلا أن ختام تتوق للعودة للعيش في منزلها بسلام وأمن، وأن تعود إلى مدرستها لتلعب مع صديقاتها، وتحن إلى اللعب بألعابها التي دفنت تحت أنقاض منزلها.
وهنا يتم التعامل مع أمثال هذه الطفلة عبر التدخلات الاجتماعية النفسية لــ'الأونروا' المبنية على الدعم الذي تم تقديمه من قبل البرنامج المجتمعي للصحة العقلية في ملاجئها خلال أعمال العنف.
ووفق تقرير خاص لـ'الأونروا'، تحت عنوان 'الوضع الطارئ في غزة - الإصدار رقم 58'، فإنه كجزء من التزام الوكالة بدعم أطفال غزة للعودة إلى المدرسة، وكواحد من مكونات نهج 'العودة للمدارس' الجديد والمبتكر والمؤلف من ثلاثة مراحل، يتلقى معلمو 'الأونروا' التدريب في مجال توفير الدعم الاجتماعي النفسي للأطفال الذين سيعودون للمدرسة يوم 14 أيلول/سبتمبر الجاري.
وجاء في التقرير أن وقف إطلاق النار الحالي، جلب الراحة للأطفال الذين عانوا من أكثر من سبعة أسابيع من العنف الشديد وبعض الدمار لمنازلهم، فإنه يلزم بعض الوقت للطلاب لكي يختبروا أي شيء قريب بالروتين المدرسي الطبيعي. وبالتالي فإن 'الأونروا' تواجه تحديا هائلا في سبيل ضمان أن يكون الأطفال قادرين على الدوام وعلى التركيز خلال وجودهم في المدرسة.
ومن أجل تزويد الأطفال بالدعم المستمر الذي يحتاجونه، شرعت 'الأونروا' بتدريب معلميها البالغ عددهم 7,800 معلم في غزة. ويتلقى كل معلم تدريبا لمدة يومين من قبل مستشارين من برنامج الوكالة المجتمعي للصحة العقلية.
ووفق التقرير، فعند الانتهاء من التدريب، سيكون المعلمون أكثر تجهيزا لتحديد الأطفال الذين قد يكونون متأثرين بالاضطرابات اللاحقة للصدمة، وسيكونون قد تعلموا توقع السلوكيات المرتبطة والمحتملة وسيكونون في وضع أفضل لتقديم الدعم للأطفال من خلال الأنشطة الترفيهية. وسيعمل التدريب أيضا على تمكين المعلمين من تحديد الأطفال الذين قد تتطلب حالتهم التحويل للمستشارين الاجتماعيين النفسيين'.