فرحة المخيم الملغاة
اسيل الأخرس
قصة حب أخرى انتهت، عيسى وسماح قصة حب لسنوات تكللت بالخطبة منذ أكثر من عامين وكان من المفترض أن تنتهي بالزواج إلا أن رصاصة لا تتجاوز بضع مليمترات كتبت لها 'النهاية'.
وعاد ولبس مخيم الأمعري السواد وهذه المرة باستشهاد عيسى القطري ابن 22 عاما بعد أن كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت المخيم، القريب من مدينة رام الله، فجرا مخلفين غصة ووجعا لن ينسى.
عَرف الأطفال بيت الشهيد ببيت 'العريس' حين أجابوا على سؤال الصحفيين ليستدلوا على بيت القطري، فقد كانت أيام وتقام الأفراح بعرسه المقرر في 25 من الشهر الحالي بعد تأجيله قبل ذلك حين استشهاد ابن عمه محمد القطري خلال الشهر المنصرم أثناء اندلاع المواجهات على حاجز قلنديا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن هذه المرة ألغي العرس.
عيسى الذي أقام منذ أيام قليلة في منزله الجديد 'عش الزوجية'، لم يكمل ليلته في بيته، فقد غادره فور سماعه جلبة شباب المخيم حول وصول العشرات من جنود الاحتلال ودخولهم أزقة المخيم، فخرج مثله مثل أبناء المخيم للتصدي لهم، وقد بادرت قوات الاحتلال بإطلاق النار على الشبان وإطلاق العشرات من قنابل الصوت وقنابل الغاز والأعيرة النارية التي أصابت إحداها ظهر عيسى الذي نزف لأكثر من ساعة قبل أن يتم نقله إلى المستشفى، وهناك فارق الحياة.
تقول والدة عيسى 'دخلوا ساعتين وضيعوا كل شي، ضيعوا سنين، عيسى أول فرحتي وابني الكبير، كان نفسي أفرح فيه'.
وأضافت بعينين دامعتين بعد صمت وكأنها تسترجع شريط ذكرياتها 'كان عندي أربعة أبناء ذكور راح اثنان منهم، غرفة نومه الجديدة كان من المتوقع أن تصل اليوم، وهو راح، خلص راح'.
قالت الأم إن حلم عيسى بالزواج من عروسه سماح لم يتحقق، وأشارت إلى أنه اضطر لتأجيل عرسه بسبب استشهاد محمد الذي حزن عليه كثيرا، 'أول مرة تأجل وهس التغى'، قالت أم عيسى التي انهارت باكية.
سماح طمليه (19 عاما) خطيبة عيسى، أجبرت على استبدال الفستان الأبيض بلباس اسود، أفاقت فجرا عندما قامت خالتها والدة الشهيد بزيارتها صباحا ممهدة لها خبر استشهاده.
وأضافت 'سمعنا صوت الاشتباكات بس ما كنت متخيلة عيسى يروح، كل شيء كان طبيعي بالأمس، لم اشعر إنني سأخسره'.
لحق عيسى بالشهداء وكتب اسمه على جدران المخيم إلى جانب شهداء المخيم، وحمل صورته من أحبه.
وسيأتي يوم 25-9-2014 ولن يأتي العريس.