قرية أبو فلاح.. عنوان لإغاثة غزة
خضر الزعنون
كغيرها من مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، تأبى قرية أبو فلاح في محافظة رام الله والبيرة إلا أن تساهم في حملة إغاثة أهالي قطاع غزة، الذين تعرضوا لعدوان إسرائيلي شرس دام خمسين يوماً، وأتى على البشر والشجر والحجر.
أهالي القرية التي تقع شمال مدينة رام الله وتبعد عنها حوالي 26 كيلومترا، أبوا إلا أن يشاركوا أهلهم وإخوانهم في غزة، بمساندتهم وتقديم المساعدات الإنسانية.
نائب رئيس مجلس قروي قرية أبو فلاح عبد الله يونس، أكد وقوف أهالي القرية مع أشقائهم في غزة، التي تعرضت إلى عدوان إسرائيلي أزهق أرواح أكثر من 2150 شهيداً وأدى إلى إصابة أكثر من 11 ألف جريح، ودمر أكثر من 50 ألف منزل بشكل كلي وجزئي، وشرد نحو 500 ألف مواطن عن منازلهم.
وتحت شعار 'حملة الغذاء والدواء إلى أهلنا في قطاع غزة الحبيب' انطلقت الحملة خلال الحرب واستمرت بعدها لإغاثة الأسر المشردة.
وأضاف يونس لـ'وفــا':'هذه الحملة الثالثة التي نقوم بها لإغاثة أهلنا في قطاع غزة، وكانت الحملة الأولى في شهر رمضان المبارك، تم خلالها جمع تبرعات نقدية للأسر المنكوبة في غزة، تم إرسالها من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الشهر الفضيل فترة الحرب'.
وأشار إلى أن 'الحملة هذه تمت من قبل المؤسسات الأهلية والمواطنين والتجار والمحال ومن نادي القرية والجمعية الزراعية لجمع مساعدات عينية قدرت بثلاث شاحنات، مسيرّة من قرية أبو فلاح إلى أهلنا في غزة، من خلال حملة الغذاء والدواء.
وتابع يونس: 'جمعنا 130 صفيحة زيت زيتون، وتمت تعبئتها بقناني حجم 2 لتر- 3 لتر لكل أسرة، إضافة إلى كميات ضخمة من الأرز والشعيرية والملابس والأغطية (حرامات وفرشات).
وقال 'كانت القرية عبارة عن مضرب الأمثال بالتعاون واستجابة الأهالي بشكل كبير للحملة، وهناك مزيد من الحملات المقبلة لمساندة غزة'.
وأضاف نائب رئيس المجلس القروي: تحدثت إلى معظم رؤساء الهيئات المحلية القريبة من قريتنا، والكل أبدى رغبة واستعدادا في المشاركة بأكثر من حملة وتقديم العون لأهالي غزة.
وشدد يونس على أن 'هذا العمل أقل ما يمكن أن نقدمه من مساعدات نقدية وعينية وذلك لشعورنا الديني والأخوي تجاه أهلنا، ورغم كل ما قدما نشعر أننا مقصرون، وأتمنى أن تصل هذه المساعدات إلى أصحابها ومستحقيها من أبناء شعبنا في القطاع'.
وأشار إلى أن هذه المساعدات جرى نقلها إلى قطاع غزة، من خلال التعاون مع 'مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون- الناصرة'.
وقالت مندوبة المؤسسة في غزة ماجدة موسى لـ'وفــا': 'نحن بدورنا قمنا بجمع مساعدات إغاثية إنسانية من داخل أراضي 1948 من المثلث والجليل والنقب، لإيصالها للمواطنين المشردين في مراكز الإيواء والمدارس والمناطق المتضررة في غزة'.
وأضافت: قمنا بإرسال أدوية بقيمة مليوني دولار منذ بداية الحرب على غزة، وحتى الآن في كل أسبوع نأتي بمساعدات لغزة، حيث يتم تزويدنا بقائمة بالأدوية غير المتوفرة ونرسلها لمستشفيات قطاع غزة، ومن ضمن المساعدات الطبية كراس متحركة للجرحى وذوي الإعاقة بفعل الحرب، إضافة إلى مساعدات تشمل أغطية وفرشات وحليب أطفال ومعلبات وغيرها.
وأشارت مندوبة مؤسسة لجنة الإغاثة إلى أنه 'يتم توزيع المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى أصحاب البيوت التي هدمت في الحرب الإسرائيلية على غزة، في المدارس ومراكز الإيواء'.
من جهته، قال المواطن عدلي نزال من قرية أبو فلاح، ويعيش حالياً في غزة ويمارس مهنة التجارة منذ 15 عاماً لـ'وفا':'عشنا أياماً صعبة فترة الحرب هنا في غزة، وأثرت على كل مناحي الحياة وتركت في قلوبنا وقلوب أطفالنا حالة من الخوف على حياتنا وأهلنا وأحبتنا وممتلكاتنا'.
وأضاف نزال: 'تواصلنا مع الأقارب والأهل والجيران في القرية لمساعدة أهلنا في غزة، وكانت لفتة كريمة. الكل تجاوب مع حملة الإغاثة، وهذا يدل على أننا شعب واحد ووطن واحد.
وما زالت آلاف العائلات الغزية تعيس في مراكز الإيواء وفي المدارس والخيام على أنقاض وركام منازلها التي دمرت خلال العدوان الإسرائيلي، في ظروف إنسانية صعبة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.