أحمد يصارع الحياة وحيدا بعد العدوان
(محمد أبو فياض)
يتلقى الطفل أحمد ظهير (8 أعوام) من رفح جنوب قطاع غزة، تأهيلا ترفيهيا ونفسيا في جامعة فلسطين فرع خان يونس، بعدما فقد والديه وإخوته في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وعلى مدار ستة أيام، يقضي الطفل ظهير يوميا نحو خمس ساعات في الجامعة، يتلقى التأهيل الخاص ضمن برنامج 'بكرة أحلى بكفي خوف'، الذي تنفذه الجامعة، برفقة 200 طفل، ممن فقدوا ذويهم أو أفرادا من عائلاتهم خلال فترة العدوان الذي استمر لـ51 يوما.
وأوضح مشرف الأنشطة في البرنامج زكريا الآغا، أن البرنامج يعتمد طريقة التفريغ في التعامل مع الأطفال عبر الرسم والتلوين والألعاب الجماعية التنشيطية والقصص والمسابقات والمسرح، لإخراجهم من أجواء القتل والدمار التي عايشوها إبان العدوان، إلى أجواء التعبير عن النفس من خلال الصوت والرسم واللعب والتفاعل مع القرناء.
وبينت المتخصصة في مجال 'كرب ما بعد الصدمة'، المشرفة على البرنامج سهلة صوالي، أن فكرة البرنامج عبارة عن أسبوع ترفيهي لأطفال قطاع غزة بعد العدوان الأخيرة وما تركه من آثار سلبية عليهم، ولأن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من آثار العدوان.
وأشارت إلى أنه جرى توزيع الأطفال المستفيدين من البرنامج على مدار أسبوع، كل 3 أيام 100 طفل وطفلة، مقسمين إلى 4 مجموعات، وكل مجموعة تتكون 25 طفلا وطفلة، وأن الفئة العمرية من (6- 13 عاما) من فاقدي أحد الأبوين أو كليهما معا كما هو حال أحمد.
وأضافت أن البرنامج يبدأ يوميا من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا، ويتم خلاله توفير الألعاب والاحتياجات التي تناسب الأطفال، حيث يضم البرنامج فقرة رياضية كالكرة، ورسما وتشكيلا بالصلصال، ودعما نفسيا وتفريغا، وقصصا ومسابقات مختلفة، وفقرة فنية ومسرحا وأغاني، خاصة أنه تم تحديد جدول زمني لكل فقرة بالتساوي.
وأوضحت أن النشاط ممكن أن يكون محطة كشف لكثير من الإبداعات، ومكانا يعبر فيه أطفالنا عن ذاتهم، وقناة للتخفيف من معاناتهم، ونافذة نصنع من خلالها مستقبلا ولنرقى بأطفالنا ونخفف آلاما صنعها المحتل وكونتها الظروف القاسية ومساعدة الأطفال على اجتياز هذه المرحلة، ودعما للشعب والتخفيف عنه، وتعريف المجتمع بدور الجامعة الاجتماعي وبفرعها الجديد.
وشدد الأكاديمي المتخصص في علم النفس أكرم شعت، على أهمية الدعم النفسي للأطفال، وأهمية برنامج الجامعة في الترفيه عن هذه الفئة الهامة من أبناء شعبنا، وتخفيف حدة الخوف لديهم، من خلال بعض الأنشطة الهادفة التي تتميز بالمشاركة الجماعية.
وأشار إلى أن للدعم النفسي مردودا مهما من حيث إعادة التكيف بين الطفل وأفراد الأسرة والمجتمع الخارجي، مبينا أنه من خلال التكيف يستطيع الطفل أن يعيد نشاطه داخل الأسرة وداخل المجتمع، ولدى أصدقائه الموجودين في الشارع والحارة انتقالا إلى أصدقائه في المدرسة.