في محطة البيرة المركزية.. شكاوى من الانتظار أمام الحمامات العامة
علاء حنتش
تشكل ظاهرة سوء الوضع في المراحيض العامة والروائح الكريهة المنبعثة منها في المحطات المركزية للنقل، مصدراً لإزعاج المواطنين واشمئزازهم.
المواطنون من قرى عارورة، وعبوين، ومزارع النوباني، الذين يتوافدون إلى محطة البيرة المركزية (مجمع البيرة للسيارات)، يضطرون لتحمل رائحة الحمامات العامة خلال انتظارهم اكتمال حمولة السيارة في موقف المحطة.
في إحدى سيارات النقل العمومي جلست المواطنتان أم أيمن وسمر من سكان عارورة، وانتظرتا أكثر من نصف ساعة لوحدهما لاكتمال حمولة السيارة، التي لا تبعد نصف متر عن مدخل الحمامات العامة في المحطة التي تفوح منها رائحة كريهة.
وقالت أم أيمن: ليس لنا خيار إلا تحمل هذه الرائحة، لأنه في حال نزولنا من السيارة، نفقد حقنا في الأولوية بالركوب. وأضافت :'لا بد من إيجاد حل، لأن هناك مرضى ولا يستطيعون تحمل هذه الرائحة، ومع ذلك فهم مجبرون على قبول الوضع الحالي لقضاء مصالحهم.
أما سمر فطالبت بنقل موقف السيارات إلى مكان آخر بعيداً عن الحمامات، واختيار أي مكان في المجمع، وقالت: 'يجب نقل السيارات من هذا المكان. الوضع لا يطاق، ومن غير المعقول أن يبقى الراكب ينتظر على بعد مسافة قصيرة من المراحيض الرئيسية للمجمع، وسط رائحة كريهة ومكان موبوء يتسبب بالأمراض'.
كما طالبت بوجود رقابة على الوضع الصحي في المجمع، واستخدام المرافق بشكل ايجابي من قبل المواطنين والمسؤولين عن المجمع.
من جانبه، أكد مدير المحطة خليل الأثيرة، أن الإدارة طالبت السائقين بعدم الوقوف في هذا المكان، لأنه غير مخصص للوقوف، والانتقال إلى الطوابق العلوية الفارغة، إلا أنهم رفضوا. وقال: 'نحن حتى هذه اللحظة نطالبهم بالانتقال من مكانهم، لأن وقوفهم في هذا المكان غير صحي، ونحن جاهزون لتوفير موقف يناسبهم ويناسب الركاب'.
وقال ممثل السائقين في المجمع رئيف الأعرج، إن الوقوف في هذا المكان غير صحي، ولا أحد راض عن ذلك، ولكننا مضرون، لأن رزقنا يتأثر في حال انتقلنا إلى الطوابق العلوية، فالركاب لا يريدون تحمل أعباء الصعود إلى الطابق الثالث أو الرابع، ويضطرون للذهاب إلى مجمع الحافلات وترك السيارات، لأنه سيكون سهلا عليهم، وخاصة كبار السن.
وحول الحل لهذه المشكلة، اقترح نقل سيارات قلنديا التي تستخدم المنطقة المجاورة لمجرد الوقوف وليس لتحميل الركاب، وأن يستخدم سائقو قلنديا الطوابق العلوية، 'وبذلك نستطيع استخدام المساحة البعيدة عن المراحيض، وتحل المشكلة جذريا'.
وبخصوص تأثير رائحة المراحيض على الركاب، قال مدير الصحة والبيئة في بلدية البيرة الدكتور إياد ضراغمة: 'لم تصلنا أية شكوى بهذا الشأن من أي مواطن، والشركة المستأجرة للمحطة هي المسؤولة عن إدارة المحطة وتوفير كل الاحتياجات اللازمة للمواطنين'.
وأضاف: 'في حال شعور أي مواطن بالضرر، نحن نتحرك بناء على الشكوى المقدمة ونقوم بمخالفة المستأجر في حال وجود مخالفة'.
وما بين المشغّل للمحطة المركزية وأصحاب السيارات، تبقى مطالب المواطنين المتضررين متوقفة، حتى التوصل إلى اتفاق بين الطرفين يضمن توفير موقف بعيد عن المكرهة الصحية.