جمعية الثقافة والفكر الحر ترسم الابتسامة على وجوه الأطفال بمراكزها ومراكز الإيواء
اجتهد فريق المراكز التربوية (الشروق والأمل ،نوار التربوي ، بناة الغد ) ،التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر في إخراج الأطفال بمراكز الإيواء بمحافظة خانيونس وأطفال وفتيان وفتيات المراكز من كم الضغوطات النفسية التي تعرضوا لها أثناء الحرب وقسوة اللجوء ، من خلال مجموعة من الأنشطة الترفيهية المميزة وجلسات الدعم النفسي والاجتماعي .
الفريق نجح برسم الابتسامة على وجوه الأطفال الذين تفاعلوا وشاركوا بأنشطة التفريغ والترفيه والترويح الذي نفذها الفريق أثناء وبعد العدوان من خلال الألعاب الرياضية والترفيهية المختلفة والرسم الحر وجلسات الدعم النفسي داخل المراكز وبمراكز الإيواء .
بدوره أكد الاخصائى النفسي بمركز بناة الغد احمد بكير ان الوضع النفسي للأطفال سيئ جدًّا، خصوصًا الذين دمرت منازلهم وهم بداخلها خلال الحرب، منوهًا إلى أنَّ هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى إعادة تأهيل في مراكز الإيواء قبل العودة إلى بيوتهم، وتهيئتهم للعودة؛ حتى لا يصابوا بصدمة فور عودتهم إليها ، وهذا ما نعمل عليه من خلال أنشطة ممنهجة مع الأطفال بمراكز الإيواء .
فيما اكد خليل فارس مدير نادي الشروق والأمل أن جلسات الدعم النفسي والاجتماعي لم تقتصر فقط على الأطفال بل شملت الأمهات ،مشيرا الى ان المراكز نفذت معهن العديد من أنشطة التفريغ النفسي والترفيه وعلى رأسها الرحلات ،إضافة إلى دورات متخصصة بآلية التعامل مع أطفالهن حتى يتفهموا طبيعة ما حدث معهم من أعراض ناتجة بفعل العدوان .
المراكز اعتمدت على خطط وبرامج ممنهجة لمعالجة تلك الآثار،منها السيكو دراما، أي العلاج بالتمثيل بالدراما، وذلك من خلال مساعدة الأطفال، وخاصة في مراكز الإيواء بالتعبير عن مخاوفهم في أكثر من جلسة عن طريق الدراما،بجانب برامج الأنشطة الحرة والترفيهية والرحلات لمساعدة الأطفال للتعبير عن طاقتهم وتفريغها بالرسم او التصوير اوالتمثيل والخ .
وأكدت بدورها مدير نوار التربوي نجوى الفرا على تفاعل الأهالي والأطفال وتجاوبهم في الجلسات وأن الفريق حقق العديد من قصص النجاح في حالات تحسن الأطفال النفسية والسلوكية وهذا ما أكدته تقارير الاخصائين النفسين فى المراكز وأمهات الأطفال .
واستهدفت خطة الطوارئ التي أطلقتها الجمعية بناء قدرات فريق عملها لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والحاجات النمائية للأطفال في الفئة العمرية من 6 إلى 16سنوات، إضافة إلى تقديم الخدمات والدعم إلى الأهل، وتعزيز القدرة عند الأطفال على التعاطي والتكيف مع الوضع المتغير الناتج عن الحرب .
ومن جانبها أوضحت آمال خضير مدير مركز بناة الغد أن التدخل العاجل لجمعية الثقافة والفكر الحر جاء للحد من تفاقم الآثار النفسية السلبية للأطفال والأمهات والشباب من خلال الجلسات المتخصصة فى محاولة لإعادة حالة الشعور بالأمان وإبعادهم عن مشاهد العنف التي تعرضوا لها خلال أيام العدوان المستمر .
والجدير بالذكر أن المركز الأخرى والتي تعنى بالمرأة والشباب (صحة المرأة – المركز الثقافى – شبكة وصال ) التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر نفذت ايضا العديد من أنشطة الدعم النفسي للشباب والنساء ونظمت العديد من الرحلات الترفيهية لفائتها .
وحسب أخصائيون نفسيون، فإن نسبة كبيرة من الحالات تتعافى من خلال الأنشطة التفريغية والترفيهية، في حين أن من تعرض لحدث هدد حياته سواء من ناحية نفسية أو جسدية كالإصابة والإعاقة أو فقدان أحد من أسرته، فهذا يعني أنه تعرض لصدمة نفسية قاسية، ويحتاج لعلاج نفسي عميق.
ولمعالجة الآثار النفسية للعدوان، فإنه يقع على عاتق المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والطفولة والمرأة دورًا متكاملًا وجهودًا مكثفة للتخفيف من معاناة المجتمع، ومساعدتهم في تخطي أزماتهم النفسية بطرق علاجية مختلفة.