مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

من وسط الركام والدمار غزة تبدأ عامها الدراسي

خضر الزعنون

مع بدء العام الدراسي في قطاع غزة، بعيد تأخر دام ثلاثة أسابيع متواصلة، جراء العدوان الإسرائيلي الذي استمر واحدا وخمسين يوماً على غزة، انهارت تلميذة لم يتجاوز عمرها تسعة أعوام، مع تذكرها والدها الذي استشهد في الحرب حيث كان يرافقها للمدرسة في اليوم الأول.

أزهار تامر جندي (9سنوات) والدها تامر (35عاماً) استشهد خلال الحرب في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أبكت هيئة التدريس وزميلاتها في الفصل، لحظة إلقائها نشيدة ترثي بها والدها تامر، الذي استشهد في العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقالت أزهار بكلمات واثقة وجريئة مخاطبةً والدها، وهي تقف أمام ستين طالبة من زميلاتها داخل الفصل: 'بابا أقولك إيه، أقولك أيه بحبك مش كفاية، أصلي بعزك مش كفاية يا غالي عليّ يا بابا أحب زيك مين، يا أغلى عندني من الدنيا والسنين مهما أقول مش حوفي خيرك، مين رباني غيرك مهما أقول مش حوفي خيرك يا غالي مين، ألقى مين يعطف علي زيك أنت يا نور عينيّ...'

وأضافت لـ'وفا': 'اليوم مع أول يوم في المدرسة فرحة رغم أن والدي استشهد في الحرب، أتذكر والدي وأتمنى أن أصبح طبيبة عندما اكبر لأن أمنية والدي كانت أن أكون كذلك،  لدي ثلاثة أخوة وأختين وأنا أكبرهم'.

وأوضحت أزهار أن عماتها وجدّتها طلبن أن نقلها إلى مدرسة خاصة، لكنها رفضت وفضلت أن تبقى في مدرسة الشجاعية (أ) مدرستها الحالية، قائلةً 'رفضت الانتقال إلى مدرسة خاصة لان والدي المرحوم كان يحب أن أبقى في مدرستي الحالية'.

أما زميلتها في الفصل وقريبتها إسراء جندية (9 سنوات) كانت ترتجف خوفا وتبكي مع أول يوم في العام الدراسي لحظة رثاء أزهار لوالدها تامر.

وتتمنى إسراء حينما تكبر أن تكون معلمة، مشيرة إلى أن المعلمات في اليوم الأول للدراسة لعبن معهم وخففن عنهن آثار الحرب، مضيفةً 'المعلمة لاعبتنا ألعاب وكنا في الصف نلعب، لكن أنا خايفة، وأنا لما أكبر بدي أصير معلمة، عشان أعلم الأولاد'.

وأوضحت المعلمة ابتهال غيث، مدرسة إرشاد نفسي في المدرسة أن 'المعلمات متواجدات مع الطالبات يحاولن التخفيف عنهن، يرحبن بهن، وثم يُجلسن الطالبات في مقاعدهن والتعرف عليهن، وأنا حاولت قدر الإمكان المرور على الصفوف أرحب بهن، لعبنا ألعاب ترفيهية بقدر الإمكان لأن اليوم الدوام سيكون ترفيه وباقي الأيام ستكون استكمال للخطة للتفريغ النفسي عن الطلبة'.

وقال غيث: 'نحاول اكتشاف حالات فردية صعبة نفسياً وبالتالي فيما بعد نجلس معها ونعمل دراسات حالة عنها وإذا وجدت حالات معقدة سنحولها للعلاج، ونستخدم العاب تنشيطية مختلفة وعلى مدار الأسبوع المقبل سنكمل الخطط ويوجد خطط علاجية للحالات الصعبة'.

وفي اليوم الدراسي الأول، لم تتمكن أعداد كبيرة من الطلبة والطالبات التوجه إلى مقاعد الدراسة بالزي المدرسي الرسمي، بسبب تدمير الاحتلال لمنازلهم خلال الحرب التي استمرت لواحد وخمسين يوماً بدءا من7يوليو حتى 26 أغسطس، وأدت إلى استشهاد أكثر من 2100 مواطن وجرح أكثر من 11 ألف آخرين وتدمير نحو 60 ألف منزل بشكل كلي وجزئي، ومئات المدارس والمساجد والمصانع والمتاجر، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في القطاع.

وأضافت غيث: 'شيء طبيعي أن تأتي طالبات بدون زي مدرسي، نحن لا ندقق على هذا الموضوع، منهم من فقدت بيتها كاملاً وحالات صعبة، وليس هناك إمكانية أن تأتي بالزي المدرسي، نفسية الطلبة سيئة ومدمرة، الله يعيننا على إعادة نفسيتهم لتكون أفضل في الأيام المقبلة، ومنهم من يبكي ويتذكر الحرب ومنهم لا يتكلم'.

أما الطالبة أبرار حجاج بالصف السادس الابتدائي من حي الشجاعية، قالت: 'بيتنا تدمر وأقاربنا استشهدوا كان شعوري قويا، لكن الحرب أثرت على نفسيتي وكل نفسيات الأطفال، أقول للأطفال في غزة اصبروا'.

وأضافت حجاج وعلامات الخوف بادية على وجهها: 'أتذكر الحرب والقذائف التي أطلقت علينا وشردنا بسببها، والمنازل كانت تنزل أمامنا وتتهدم والأشلاء تحت أقدامنا، كنا خائفين كثيرا لكن الحمد لله انتهت الحرب'.

بدورها، قالت مديرة مدرسة الشجاعية (أ) شرق مدينة غزة سامية الزعلان: 'اليوم بداية العام المدرسي وتقريباً دمرت المدرسة بالكامل فكان من الصعب استقبال جميع الطلبة فتم ترحيل بعضهم إلى مدارس مجاورة واستقبلنا باقي الطلبة داخل فصول مكتظة'.

 

وأضافت: بعض الطالبات لم يستطعن شراء الزي المدرسي فجئن بزي البيت لم يستطع أهلهن توفير أدنى احتياجات المدرسة، نستقبلهن اليوم بنفسية صعبة وظروف قاسية، نتمنى من الله أن يكون هذا الأسبوع أسبوع الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة وهو بعنوان (نحن في غزة بخير).

وأكدت أن 'معظم الطالبات في حي الشجاعية إما فقدن بيوتهن أو آباءهن وأمهاتهن أو إخوانهن وجميع الطلبة رحلوا من بيوتهم قسرا بسبب الاحتلال الغاشم، ونفسياتهم صعبة جداً، سنحاول بقدر الإمكان أن نتعامل مع الطالبات ببرنامج إرشادي بالتعاون مع المديرية ومع التربية لنخفف حدة هذه الانفعالات حتى يستطيعوا بدء العام الدراسي ويكون عاما دراسيا ناجحا'.

وأشارت الزعلان إلى أنه 'تم تدمير تسع شعب صفية وبقي تسع شعب أخرى، وتم تدمير مباني الإدارة المدرسية وغرف المعلمات والمرافق الصحية للطلبة والمعلمات، وتم نقل بعض الطالبات إلى مدارس مجاورة لا تتلاءم مع الطالبات بسبب الفارق في العمر والمرحلة التعليمية، كما تم استغلال بعض غرف المكتبة والمعامل ولا يوجد أي غرف للأنشطة داخل المدرسة وتم استغلالها للإدارة الصفية ولتوفير غرف صفية للطالبات، وتم دمج الفصول'.

من ناحيتها، قالت المعلمة ريما أبو ختلة من مدرسة الشجاعية (أ): 'بدأنا أول يوم في العام الدراسي  بالترفيه عن الطلبة ومحاولة تفريغ انفعالاتهم من خلال فعاليات وأنشطة مختلفة تشجعهم على الكلام واللعب والرسم وهكذا'.

ويشعر الكثير من الطلبة في اليوم الأول الدراسي، بحالة من الصدمة والخوف من هول الحرب والعدوان الإسرائيلي، الذي أتى على كل مناحي الحياة في غزة.

وأضافت أبو ختلة أنه 'في اليوم الأول رأيت نفسية الطالبات صعبة جداً، تعودنا عليهن مشاغبات لكن الآن هادئات ولا تشارك بعضهن في الألعاب'.

ويشاهد داخل أروقة المدرسة حجم الدمار، إذ أصبحت بعض الغرف الصفية أثرا بعد عين بعيد القصف الإسرائيلي بالمقاتلات الحربية من نوع إف16 بشكل مباشر لمدرسة الشجاعية وسط الحي، فيما طالبات وطلبة يرفعون صوراً لزميلاتهم وزملائهم  الذين استشهدوا في الحرب، وآخرون أصيبوا وبعضهم يتلقى العلاج في مستشفيات خارج قطاع غزة.

ورفعت طفلتين صورة لزميلتهن الطفلة مروة سليمان السرساوي (10 أعوام) وزميلتهن مدلين أبو طويلة الجريحة، التي تعالج في تركيا.

وعلقت على أسوار المدرسة لافتات وبوسترات كتب عليها: 'سنتعلم رغم الدمار، المدارس مدمرة أطفالنا بلا مأوى...كل ذلك لن يمنعنا من الدراسة، سنبدأ عامنا الدراسي رغم الجراح والآلام'.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024