صيادو غزة.. مضايقات رغم تفاهمات وقف النار
زكريا المدهون - لا يكاد يمر يوم إلا وتخرق قوات الاحتلال تفاهمات وقف إطلاق النار التي تنص على السماح للصيادين في قطاع غزة بالإبحار لمسافة ستة أميال بحرية.
يقول الصياد محمد بكر لـ'وفا'، 'منذ بدء وقف إطلاق النار ونحن نتعرض لمضايقات وملاحقات شبه يومية من قبل قوات الاحتلال التي تطلق النار على الصيادين وتعتقل بعضهم'.
وتنص تفاهمات وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على السماح للصيادين بالصيد لمسافة ستة أميال بحرية بدلا من ثلاثة.
وأشار بكر (45 عاما)، إلى 'أن الصيادين ملتزمون بحدود الستة أميال ولا يتجاوزونها، لكن البحرية الإسرائيلية غرضها التضييق عليهم وحرمانهم من قوت أطفالهم'.
وتمكن الصيادون بعد وقف النار من صيد كميات وفيرة من مختلف أنواع الأسماك، بعد سنوات من شحها وقلتها بسبب ضيق مسافة الصيد المسموح بها.
وقال بكر: 'إنهم يتعرضون لانتهاكات واعتداءات أبرزها إطلاق النار، والاعتقال، وتخريب وإتلاف القوارب والشباك'.
وكان مسموحا للصيادين الإبحار لمسافة 20 ميلا بحريا وفقا لاتفاق أوسلو الموقع عام 1993، وكذلك لمسافة ستة أميال بعد عدوان 2012 إلا أن قوات الاحتلال لم تلتزم بأي شيء.
بدوره، قال الصياد عبد الباري السلطان من شمال غزة، الذي اعتقلت قوات الاحتلال قبل أسبوعين ولديه في عرض البحر: 'اعتقلت قوات الاحتلال صدام وطارق عندما ذهبا لإحضار شباك الصيد التي كانا قد نصباها في عرض البحر، حيث حاصرتهما الزوارق واعتقلتهما'.
وأضاف، 'استولت تلك القوات على الحسكة (قارب صغير) التي يشترك بها مع أخيه ومعدات الصيد'.
وتابع السلطان، 'منذ وقف إطلاق النار ونحن نتعرض بشكل شبه يومي لمطاردات واعتداءات من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية لإجبارنا على الصيد لمسافة أقل من ستة أميال'، مؤكدا أن الصيادين لم يتجاوزوا أبدا تلك المسافة، لكن قوات الاحتلال هي التي تنتهك ما تم التوصل إليه.
وعدّت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين أنها إمعان في نهج العدوان وانتهاك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما يعمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتفاقمها على مختلف المستويات، خاصة الأمن الغذائي.
وشدد رئيس الشبكة في غزة أمجد الشوا، 'يعيش الصياد الفلسطيني ظروفا بالغة الصعوبة جرّاء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، بالإضافة إلى حرمانه من مصدر دخله فهو أيضا حرمان لقطاعات واسعة من أبناء شعبنا من مصدر رئيس للغذاء'.
وطالب الشوا في تصريح لـ'وفا'، بتوفير كل الدعم للصيادين وبخاصة تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم جراء العدوان الإسرائيلي وتوفير مقومات الصمود، إضافة إلى ذلك فضح الانتهاكات على كل المستويات.
وتعرض الصيادون خلال العدوان الأخير والذي استمر 51 يوما لخسائر فادحة تقدر بحوالي ستة ملايين دولار أميركي.
وقالت نقابة الصيادين: 'إن هذه الخسائر المباشرة شملت غرف الصيادين بمحتوياتها من ماكينات ومولدات كهرباء وحبال وشباك صيد'، مقدرة كذلك الخسائر غير المباشرة بحوالي ثلاثة ملايين دولار، نتيجة عدم نزولهم للبحر لمدة شهرين.
يشار إلى أن عدد الصيادين في قطاع غزة يبلغ حوالي خمسة آلاف صياد يعيلون أكثر من 50 ألف فرد.