فيديو- النبتة الخبيثة تمتد- عميد شحادة
يجلس أنس ناصر وسط محصول الخيار، يراقب بصمت في سهل عرّابة الشاسع قرب قريته بئر الباشا جنوب جنين؛ كيف يتغلغل التبغ في أراضي الخيار والبامية والكوسا واليقطين.
'سيطروا على الأرض. آلاف الدونمات هنا في سهل عرابة مزروعة بأشتال الدخان. تقريبا اختفت زراعة القمح والشعير، والكوسا واليقطين، انهم يزحفون بطريقة مخيفة نحونا'.
يضرب ناصر كفا بكف، قبل أن يتابع حديثه: 'لا استطيع فعل شيء. إذا استمر هذا الوضع لن استطيع زراعة الخضروات في السنوات المقبلة، لأن مزارعي التبغ رفعوا ثمن استئجار الأراضي. إنهم يدفعون ما بين 150 و 200 دينار أردني ثمن استئجار دونم الأرض الواحد الذي نستأجره نحن ب 20_40 دينار'.
يتفق مع ناصر، مديرُ مديرية زراعة جنين المهندس وجدي بشارات، الذي دعا إلى تنظيم زراعة التبغ، لأن استمرارها بهذه الوتيرة يهدد المحاصيل الأخرى.
يقول بشارات: 'السهول تصنف ضمن الأراضي ذات القيمة العالية، ومن المفترض عُرفا تحييدها عن زراعة التبغ، لأن التوسع فيها يكون على حساب القمح، والشعير، والبامية، والسمسم، والحمص، والمحاصيل العلفية مثل البيقة والبرسيم'.
مزارعو التبغ يدافعون عن زراعتهم التي لا تحتاج لكثير من الماء النادر أصلاً في منطقة جنين، وبالتالي لا يوجد بديل عن هذا المحصول.
'لو كان أمامنا بديل لما زرعنا الدخان. أذكر عندما كنت صغيرا كيف كنا نزرع هنا 200 دونم بالقطن والشمندر، ونصدر المحصول إلى مصانع بالعفولة. كنا نأخذ درجة أولى في هذه الزراعة، وما اضطرنا اليوم لزراعة الدخان هو عدم توفر المياه في المنطقة التي نعيش فيها'، قال وائل طاهر ذلك وسط أرض تدور فيها ماكينات زراعة التبغ على مد البصر.
يصيح ناصر عندما يسمع أن 'زراعة القمح لم تعد مجدية': 'التبغ نبتة خبيثة، تدمر المحاصيل الزراعية، وتهدد المزارعين، وتمتص كل خيرات الأرض. سأقف بكل قوة ضد الاستمرار في زراعتها، وأطالب الجهات المسؤولة بعمل ما يلزم للحيلولة دون انتشارها'.