فيديو ... قلقيلية.. أرض من ذهب
يامن نوباني
يستقبلك بحبة مانجا شهية، يمشي معك ويزيح عن وجهك أغصان الشجر المتراص، بينما عيناه تلتقط ما نضج منها ليخبرك حلمه بتصدير المانجا الفلسطينية إلى كل العالم، يوسف ظاهر، من بلدة فلامية بمحافظة قلقيلية.
يقول ظاهر: بدأت رحلتي كمزارع في العام 1992، بقطعة أرضٍ لا تتعدى الـ4 دونمات، ملأتها من كافة أنواع الخضرة والفاكهة، وتعبت كثيراً حتى أثبت لنفسي ومن حولي أن الأرض من ذهب، أزرع وأقطف وأبيع، رغم مللي من أمراض الشجر التي كثيراً ما كادت تضر بالموسم.
ويضيف: 'ازددت خبرة بكيفية الاعتناء بالمزروعات، تعلمت الكثير فأصبحت أرضي مصدر رزقي'.
في العام 2002 قرر ظاهر زراعة 'المانجا' فواجهته صعوبات كثيرة كالري وكيفية التعامل مع شتلة المانجا والاعتناء بها، وما يصيبها من أمراض.
ويتابع ظاهر: ساندني مشروع تعزيز قدرات القطاع الخاص بفلسطين ' 'cmpete الممول من قبل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في استصلاح 8 دونمات جديدة وتوفير (350) شجرة مانجا بعمر 3 سنوات، وتم توجيهي بكيفية الاعتناء بالمانجا وحمايتها من الأمراض، ما زاد من الإنتاج وحسن من جودة المنتج الفلسطيني.
غير بعيد عن أرض يوسف، تقع أرض شريف خالد، من قرية جيوس، في بيت متواضع يجلس شريف (72عاما)، مع زوجته، يرقبان شجر الزيتون والجوافة والليمون المترامي بكثرة في الطريق الوعرة إليهما.
يقول شريف: تزوج كل أولادي ولم يبقى لي سوى أرضي ورفيقة دربي، أملك (62) دونما، زرعت معظمها زيتون، لأني احب الزيتون كثيراً، وخصصت منها لزراعة الرمان واللوز والتين والصبر والعنب والجوافة والأفوكادو. أغلف المنتج وأرسله إلى حسبة بيتا وحسبة نابلس.
وجود الاحتلال هو أكبر مشكلة أوجهها كمزارع فلسطيني، لأن نصف ارضي تقع خلف جدار الفصل العنصري، وأحتاج لتصريح لدخولها يقول شريف.
ويضف 'كل ثلاثة شهور أجدد تصريحي وأدخل ارضي، وفي كثير من الأحيان يتعامل معنا حراس البوابة بحسب مزاجهم فيمنعوننا أو يدخلون نصف المزارعين الى أراضيهم.
وعزل الجدار العنصري الذي اقامته سلطات الاحتلال في عمق الضفة الغربية 800 دونم من أراضي جيوس وعزون المجاورة، تمكن الاهالي من استرجاع 300 منها فيما بقي 500 دونم معزولة خلف الجدار ولا يمكن دخولها الا بتصاريح خاصة يصدرها الاحتلال.
ويقول شريف: عانينا ايضا من مشكلة الري قبل انشاء خزان ماء لري مزروعاتنا.
وبعيدا عن الجوافة والمانجا والأفوكادو، إلى الزعتر الفلسطيني. أحمد توبة، من بلدة كفر جمال المجاورة وصاحب مطاحن مؤته، يحكي تجربته في تصدير الزعتر محلياً ودولياً: بالقول 'نتعامل مع أكثر من 40 مزارعا مختصون بزراعة الزعتر، يأتون به الى مصنع التعبئة والتغليف، نقوم بغربلته وتغليفه، ثم توزيعه على أنحاء الوطن، وتصدير كميات كبيرة منه إلى الأردن، الذي بدوره يصدره الى اماكن عدة في الخليج والعالم.
يُتابع توبة: الزعتر الفلسطيني ذو جوده عالية ولا يوجد منافس اسرائيلي له، لكنه استدرك 'مشكلتنا تكمن في تصديره بأنفسنا للعالم وليس عن طريق الأردن مما سيزيد أرباحنا ويشغل كثيرا من الأيدي العاملة، لأننا بصدد الانتقال الى مبنى تعبئة جديد وأكثر تطوراً، تكفلت 'cmpete' ببنائه وتجهيزه.
ويضيف 'نصدر يومياً طنا من الزعتر، تصل عائداته المالية الى مليون و200 ألف دينار شهرياً.
ويقول المهندس الزراعي ومنسق الأنشطة في ''cmpete عصام ابو خيزران: إن الهدف الأساس من وراء مشاريع الدعم وخلق مشاهد أو توسعة مشاهد قديمة كأنموذج يحتذى به من قبل المزارعين الآخرين، هو تقوية المنتج الفلسطيني، وإيجاد سوق واسع له، وحث المزارعين على الإيمان بأرضهم وبما تنتجه، مما يؤدي إلى خلق قوة زراعية إنتاجية فلسطينية قادرة على النمو بنفسها حين تُمد لها يد العون.
ويضف: 'عالجنا الكثير من أمراض الشجر ونقلنا تجربتنا وخبرتنا إلى المزارعين وأصبحوا يقومون بذلك بأنفسهم، ونتابع إنتاجهم بين فترة واخرى في جولات تفقدية للمشاهد التي أوجدناها أو التي قمنا بتوسعتها'.
وينفذ مشروع تعزيز قدرات القطاع الخاص بفلسطين 'cmpete'العديد من الأنشطة في قطاعات عدة: التعليم، الصحة، الزراعة، وتدعم تعزيز المنتج الوطني الفلسطيني، بواسطة تزويد المزارعين بالآلات والماكنات الملائمة والمحسنة لظروفهم، وتوفير مبنى للتعبئة والتبريد والتغليف، و300 ألف صندوق للتعبئة بمواصفات دقيقة بما يضمن خروج المنتج الفلسطيني الى الخارج سليما وعالي الجودة.