أحرام على بلابله الدوح؟
بدوية السامري
في الأغوار يحرم الاحتلال أهالي المنطقة البناء على أرضهم، يعيشون في خيام أو بركسات، ومع ذلك ستخضع للهدم عاجلاً أم آجلاً، ففي كل أسبوع يستلمون إخطارات جديدة لهدم مساكنهم وحظائرهم.
في المقابل، وعلى بعد عشرات الأمتار تشيد وحدات سكنية ومبان، على مرأى عيون السكان الأصليين، لكنها ليست لهم إنما لمستوطنين اغتصبوا أرضهم.
رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة، علق على واقع الحال مقتبسا بيت شعر للشاعر أحمد شوقي: 'أحرام على بلابله الدوح، حلال للطير من كل جنس؟'
وقال: هنا على بعد 100 متر فقط من بعض المساكن في منطقة المالح، تحط مستوطنة 'مسكيوت' شمال شرق الأغوار، هي تتوسع بشكل سريع في الفترة الأخيرة أمام عيون مواطني المنطقة، وسط صمت دولي.
وأوضح أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بني في المستوطنة 20 وحدة سكنية، بينما تم بناء 8 في مستوطنة 'ميخولا'، و7 وحدات في مستوطنة 'روتم' في منطقة الأغوار.
وأشار إلى أن المستوطنة التي بدأت كمعسكر تدريبي في العام 1979، تتوسع الآن بشكل سريع، فهي تحوي 400 مستوطن غالبيتهم ممن كانوا في مستوطنات غزة المخلاة، والباقي من جيل الشباب الذي يتعاملون بالمخدرات.
وأضاف أن المستوطنين يقومون بشكل مستمر بسرقة الأغنام والاعتداء على السكان في المنطقة، محذراً من ممارساتهم وهجماتهم المستمرة بحق المواطنين.
وشكا دراغمة أيضا من التدريبات المستمرة والمناورات التي يجريها جيش الاحتلال في الأغوار، حيث يغلق الأراضي ويشكل خطراً على السكان في المنطقة.
وكانت منطقة الأغوار هدفاً للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، فقد تم بناء مجموعة كبيرة من المستوطنات ومعسكرات تدريب الجيش. ويندرج ذلك تحت سياسة ممنهجة للاحتلال لإفراغ هذه المنطقة من سكانها، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، مقدمة لمخطط ضم الأغوار، باعتبارها خط الدفاع الشرقي للاحتلال الإسرائيلي، كونها تقع بمحاذاة نهر الأردن والسفوح الشرقية للضفة الغربية، بالإضافة إلى اعتبارها الاحتياطي الإستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني. وتتعرض المنطقة إلى تهويدها من خلال المشاريع الاستيطانية، التي بدأت مع احتلال الضفة الغربية.
وكان تم تأسيس أول مستوطنتين في منطقة الأغوار خلال العام 1969م وهما 'ميخولا' و'مسواه'، وجميع المستوطنات التي تقع على أراضي طوباس والأغوار ذات طابع عسكري وزراعي، وهي: (أرجمان، وبترنوت شيلا، وميخولا، وروعي، وبقعوت، حمدات، وشدموت ميخولا، وروتم، وتومر، وبلاس، ومسجوت)
وقال رئيس هيئة الجدار والاستيطان الوزير زياد أبو عين، إن ما يمارسه الاحتلال هجمة استيطانية مسعورة في منطقة الأغوار المستهدفة، وهي حرب إسرائيلية تشن على الأغوار الفلسطينية بهدف تهويدها.
وأكد أبو عين لـ'وفا' أن الجانب الإسرائيلي يريد اختطاف القاعدة الجغرافية والطبيعية للمنطقة، وتقطيع أوصال الضفة شمالها عن جنوبها، وإغلاق محيط القدس من خلال التوسع الاستيطاني المستمر.
وحذر من المخاطر الحقيقية في استهداف 14 ألف دونم تم تجفيفها في منطقة البحر الميت، جميعها تتبع لقرى فلسطينية، والاستيلاء على 4 آلاف دونم شمال الخليل وجنوبي بيت لحم.
ووصف أبو عيون الاستيطان بالإرهاب في محاولته القضاء على حلم الشعب الفلسطيني في بناء دولته، وتحويل الأرض الفلسطينية إلى إسرائيلية.
وأضاف أن الهيئة بصدد إطلاق حملة واسعة لمقاومة الجدار والاستيطان، والتوجه إلى المؤسسات والمنظمات الدولية لوقف مثل هذه التوسعات الاستيطانية، وملاحقة الجرائم الاحتلالية.
وكان العام 2013 شهد هجمة شرسة قامت بها دولة الاحتلال على الأراضي والأشجار والمزروعات في فلسطين، لتبتلع نحو ثمانية آلاف دونم بطرق الاستيلاء أو التجريف، وتحرق وتقتلع وتدمر أكثر من 15 ألف شجرة مثمرة؛ الأمر الذي يعني خسائر اقتصادية متواصلة للشعب الفلسطيني؛ فضلًا عن تدمير البيئة.
ووصل عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية نهاية العام 2013م إلى 482 موقعا؛ وبلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس 580 ألف مستوطن.
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية خططت كذلك لبناء 4640 وحدة استيطانية جديدة، شملت كافة محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس منذ بداية 2014.