ورشة في بيت لحم حول تغيير النظرة تجاه ذوي الإعاقة
افتتحت جمعية بيت لحم العربية للتأهيل، اليوم الاثنين، ورشة عمل خاصة لمجموعة من الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية، بهدف السعي لتغيير النظرة والثقافة المجتمعية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال وسائل الإعلام التي تلعب دورا هاما في إحداث هذا التغيير.
وافتتحت الدورة بحضور مجموعة من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ومديرة تطوير البرامج بالجمعية العربية للتأهيل ريما قنواتي.
وقدم منسق مشاريع الجمعية عبد الله جبر شرحا عن الورشة والهدف منها، مشيرا إلى أنها تتضمن فقرتين أساسيتين الأولى تتعلق بالمصطلحات والقوانين حول الأشخاص ذوي العاقة ونظرة المجتمع إليهم، والثانية تتعلق بمشروع التمكين الاقتصادي لهم ودور وسائل الإعلام في التأثير بشكل ايجابي لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشار جبر إلى أنه يأمل بأن تساهم الجمعية من خلال عملها وبالتعاون مع الإعلام على إيجاد أشخاص ذوي إعاقة قادرين على أن يتفاعلوا مع المجتمع وقضاياه، موضحا أن الهدف هو تفعيل جيد للقضية التي تعتبر قضية مهمة في المجتمع الفلسطيني، سيما وأن أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في تزايد مستمر.
وبين أن لغة الإعاقة هي لغة متطورة، ويأمل أن تهتم وسائل الإعلام بالمادة التدريبية الخاصة بلغة الإعاقة وقضاياها، وكيف نستخدمها بفكرة وهدف التأكيد علي أن هؤلاء الأشخاص لهم حقوق وليس من منطلق شفقة وحزن عليهم، لأنهم وفق كل المواثيق الدولية أشخاص لهم حقوق وواجبات بالمجتمعات.
بدورها، لفتت مديرة تطوير البرامج في الجمعية ريما قنواتي إلى الجهود التي تبذلها الجمعية من خلال خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة للمساهمة في حصولهم على حقوقهم وتغيير نظرة المجتمع لهم، حيث تعتمد الجمعية آليات لتطوير وبناء قدراتهم ومؤسساتهم من خلال برنامج التعليم الجامع وبرنامج التمكين الاقتصادي، مشددة على أن الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع لا يأخذون فرصا متكافئة بالعمل والتعليم اللائق.
وأشارت إلى أن البرنامج الذي نركز عليه حاليا يتكون من عدة عناصر تقييم مهني للأشخاص وتوضيح حقوقهم وتوعيتهم هم وأسرهم، ومن ثم إجراء تقييم وبعد ذلك يجري تقديم برامج توجيه ضمن احتياجات سوق العمل من خلال هذا التوجيه نسهل وصولهم لمراكز التدريب المهني عامة من أجل دمجهم بالمجتمع وليس ضمن مراكز خاصة، لأن الفكرة تقوم بالأساس على دمجهم بالمجتمع.
ونوهت إلى أن البرنامج يسعى لتوفير فرص عمل لهم، من خلال تشبيكهم بمؤسسات مختلفة، إلى جانب السعي إلى ربطهم بمؤسسات للإقراض بدون أي فوائد، من أجل أن يكون لديهم عمل ليكونوا نماذج لإدارة مشاريعهم، كما أن البرنامج يقوم بمتابعتهم لضمان نجاح هذه المشاريع.
وقالت: إن الجمعية بصدد عقد مؤتمر وطني في شهر تشرين ثاني القادم، بالتعاون مع نقابة الصحفيين ووزارة الإعلام، بحيث يتضمن المؤتمر البحث بالآليات التي يجب أن تتخذ من أجل ضمان تفعيل قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع للمساهمة في أخذ حقوقهم.
وأشارت إلى جملة من القضايا التي يجب التركيز عليها، كموضوع المواءمة ونسبة العاملين بالمؤسسات الرسمية أو الأهلية ومدى تطبيق هذه القوانين، معربة عن ثقتها وأملها بأن يكون للإعلام دور ايجابي في الترويج لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع.
وقدم الباحث عطا لله أبو شيخة محاضرة حول التعريف الصحيح للأشخاص ذوي الإعاقة من منطلق طبي، معربا عن أمله بأن تساهم وسائل الإعلام في تعميم هذه الحقوق، الذي يشتمل على أن الإعاقة عبارة عن تنوع طبيعي بشري يتعلق ببني البشر، وأن هذا التعريف يقر بالمساواة، ولهم حقوق وعليهم واجبات .
وشدد على ضرورة وجود اقتناع ومعرفة لدى الإعلاميين بهذه التعريفات والمصطلحات من أجل إيصالها للمجتمع الفلسطيني، وحال وصول الناس لهذه القناعة لن نكون بحاجة إلى ورشات عمل وندوات، وكذلك أهمية تغيير النظرة والصورة النمطية التي تنظر بشفقة وحزن للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتطرق إلى الأوصاف التي يطلقها المجتمع علي الأشخاص ذوي الإعاقة، وضرورة التعريف بها وعدم استخدامها، كما تطرق إلى أنواع الإعاقة وهي: حركية وذهنية وسمعية ونطقية وبصرية ومركبة.
وعرضت أفلام و'سبوتات' تلفزيونية عن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة بشقيها الايجابي والسلبي، بعدها تم عرض فيلم تناول بعض سلبيات وإحصائيات المجتمعات العربية التي لا تعطي الأشخاص ذوي الإعاقة حقوقهم.
وفي ختام الورشة تم فتح باب النقاش بين الإعلاميين وإدارة الورشة، حيث ركز النقاش على العديد من الأمور أهمها: العمل بمنهجية وإستراتيجية من أجل التعريف بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وعدم الإبقاء على تناولها في المناسبات، إلى جانب أهمية وجود دليل إرشادي صحيح يوزع على إدارات التحرير في وسائل الإعلام من أجل السعي لتغيير الواقع للأشخاص ذوي الإعاقة مع التشديد على أهمية القناعات.