الغزيون يأملون بسرعة الإعمار قبل حلول الشتاء
(زكريا المدهون)
ينتظر سامي الزعانين من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بفارغ الصبر المشوب بالقلق إعادة بناء منزله الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الذي استمر 50 يوما.
وزاد قلق الثلاثيني بعد توارد أنباء عن حدوث انخفاض على درجات الحرارة وهطول الأمطار بداية الأسبوع المقبل.
وما زالت أسرة الزعانين الممتدة تقيم في 'مدرسة هايل عبد الحميد الحكومية للبنين' شمال البلدة الحدودية بصحبة عائلات فقدت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي.
وقال لـ'وفا': 'دمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها البري منزلنا المكون من طابقين بشكل كامل وسوته في الأرض وشردت أكثر من 15 فردا كانوا يقطنونه، ومعظمهم من الأطفال والنساء'.
وأعرب الزعانين وهو يقف على أنقاض منزله المدمر عن أمله ببدء عجلة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي، خاصة المنازل المدمرة بشكل كامل، ولا يجد أصحابها أي مأوى لهم'.
ورفضت عائلات بيت حانون المشردة في بداية العام الدراسي الجديد الذي انطلق في الرابع عشر من الجاري إخلاء مدارس لجأت إليها.
وقبل أيام جرى تجميع 'المشردين' في مدرستين تابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا'، وآخرين في مدرسة ثالثة تابعة للحكومة.
ونبه الزعانين من تدهور أوضاعهم الإنسانية خلال فصل الشتاء، مطالبا بالضغط على سلطات الاحتلال لرفع الحصار وإدخال مواد البناء.
وقالت 'أونروا': 'إنها تعمل جاهدة على توفير مساكن بالإيجار لمن دمرت منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير'.
وتقول تقارير: إن قوات الاحتلال دمرت خلال عدوانها الجوي والبري والبحري حوالي 60 ألف منزل ما بين تدمير كلي وجزئي'.
وقال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد محمد الحساينة: إن الحكومة تتواصل مع كافة الجهات الدولية والمحلية من أجل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
ودعا الوزير في تصريحات صحفية سابقة، إلى فتح المعابر بصورة عاجلة أمام مواد ومستلزمات الإعمار، مشيرا إلى أن نحو 20 ألف أسرة بمعدل 130 ألف نسمة تواجه مصيرها الآن في العراء، وهي بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل إغاثتها وتوفير المأوى لها.
وقدّر الوزير الحساينة حجم الخسائر التي لحقت بقطاع الإسكان والعمران حوالي مليار ونصف المليار دولار أميركي.
وشدد على ضرورة الإسراع والبدء بإعادة الإعمار وتوفير كافة المقومات اللازمة للإعمار في كافة القطاعات، وعلى رأسها إعادة إعمار المنازل المدمرة وإيواء المشردين.
بدوره، أعرب عبد الكريم بلاطة من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، عن أمله بسرعة إعمار ما دمره الاحتلال، خاصة قبل بدء فصل الشتاء.
واستشهد 11 فردا من أسرة عبد الكريم وأخيه نعيم، فيما دمر منزله بشكل بالغ بعد استهدافه من مدفعية وطائرات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بلاطة لـ'وفا': 'نقيم حاليا وابن أخي الناجي الوحيد من أسرته في مدرسة قريبة، وفي ظروف إنسانية صعبة'.
وأضاف أنه غير قادر على استئجار منزل لأسرته لارتفاع أسعارها، مطالبا بإعادة بناء بيت أسرته الذي شيده بعرق جبينه ولم يسدد ثمنه بعد.