جمعية الشابات المسيحية تفتتح فعاليات مؤتمرها الدولي في بيت لحم
افتتحت في مدينة بيت لحم، اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر الدولي 'الحرية، والسلام، والكرامة للمرأة في فلسطين: قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1325 للمساءلة' والذي تنظمه جمعية الشابات المسيحية.
وشارك في فعاليات هذا المؤتمر، أكثر من 300 شخص من خارج فلسطين وداخلها، يمثلون مؤسسات وفعاليات دولية ومحلية.
وأعلنت جمعية الشابات المسيحية عن انطلاق حملة 'أوقفوا الفقر' محملة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني، نتيجة سياساته، وسيطرته على مقدرات وخيرات وموارد شعبنا.
ونقل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، تحيات الرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنتين المركزية التنفيذية للمشاركين في المؤتمر، مؤكدا أهمية حماية المرأة وتعزيز دورها، وهذا حق أساسي لتحقيق العدالة والحرية وهذا ما نريده من هذا المؤتمر، الذي يجب أن يساهم في إعادة التفكير بالمرأة وقضاياها.
وأوضح أهمية تحقيق المصالحة لضمان مشروعنا الوطني، وعلاقة ذلك بإعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا، حيث لا يوجد ما نختلف حوله، وأنه في حال حدوث أخطاء علينا الاعتراف بها ومعالجتها.
وبين عريقات أن القانون الدولي يجب أن يترجم والنصوص يجب أن تمارس، وهذه هي نقطة الارتكاز الرئيسة، لهذا بدأت القيادة سلسلة من المشاورات لطرح قرار وتبنيه من مجلس الأمن يضع سقفا زمنيا محددا لإنهاء الاحتلال خلال نوفمبر 2017 ومن المتوقع أن تنتهي المشاورات خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وأشار إلى أن فلسطين أكملت الاستعدادات للانضمام إلى 522 منظمة ومؤسسة دولية بما فيها ميثاق محكمة روما، وهذا حق للشعب الفلسطيني، والسلطة الوطنية يجب أن تقود شعبنا إلى التحرير، وهي وليست سلطة وظيفية تدفع رواتب الموظفين فقط كما يريدها نتنياهو، الذي يريد أيضا بقاء الانقسام وتعزيزه.
وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وعلى رأسه إرهاب الدولة الذي يعتبر أعلى أنواع الإرهاب، ولا فرق بين شخص يرّكع ويقتل، وبين شخص يسكب عليه البنزين ويقتل كما حدث في جريمة الطفل محمد أبو خضير، وأن محاربة الإرهاب في المنطقة يجب أن تبدأ بمحاسبة إسرائيل على جرائمها، وأن مفتاح الأمن والسلام في المنطقة يكمن بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال.
بدورها، قالت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير: 'إن المرأة في فلسطين هي أكثر نساء العالم التي تحتاج إلى حماية وقوانين تصون كرامتها، فهي اللاجئة التي شردت عام 1948 وتعيش حاليا ظروفا قاسية في المهجر، ولا ننسى المرأة المقدسية التي تتعرض لمضايقات ضمن مخطط لتهويد المدينة من قبل الاحتلال وتعاني من هذه الضغوط لترك مدينة القدس، وهي ذاتها التي تعاني إرهاب المستوطنين.
وأضافت، 'عملنا على الاستفادة من الائتلاف النسوي الذي يمثل كل المؤسسات بما طرحه من أفكار تطالب بتوفير حماية دولية للمرأة الفلسطيني، وأن أهمية القرار إيمانه بدور النساء الهام في التغيير على أسس المساواة، والعدالة الإنسانية، وتدعو للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية'.
ودعت وزيرة شؤون المرأة هيفاء الأغا التي شاركت عبر السكايب، نتيجة منعها من الحضور من قبل الاحتلال، إلى تعزيز شبكات المناصرة والتعاون على مستوى دولي، مبينة أن تطورا كبيرا حصل على دور المرأة خلال الفترة الماضية، بالانتقال من الدور الإنجابي والتربوي ليصبح لدى المرأة انخراط في العمل السياسي، ولكن هذا الدور ينبغي تطويره، وتطوير النظرة للمرأة الفلسطينية، حيث ما زالت الدراسات تشير إلى أن حوالي 32% من النساء تعرضن للعنف الجسدي و70% إلى العنف النفسي، إضافة إلى العنف الناتج عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يخلق عدم استقرار لديهن، وهذا تهديد صارخ للنساء ينبغي أن يعالج بقوانين رادعة.
بدورها، أوضحت السكرتيرة العامة لاتحاد جمعيات الشابات المسيحية في فلسطين ميرا رزق، أن المؤتمر يعبر عن طموحات المرأة الفلسطينية، ويستجيب لجميع الأطراف المشاركة، وفي مقدمتها اللجنة الوطنية لقرار 1325 برئاسة وزارة شؤون المرأة، واللجنة الوطنية لتفعيل قرار 1325 الذي يرأسها الاتحاد العام للمرأة الذي يضم ما يقرب من 90 مؤسسة نسوية.
وأشارت إلى بعض التحديات التي واكبت انعقاد المؤتمر، وفي مقدمتها العدوان الغاشم على قطاع غزة، الذي لم يحل دون استكمال الاستعدادات، وعقد المؤتمر، والمشاركة اللافتة من خارج فلسطين.
وتمنت رزق أن يسهم المؤتمر في تعميق المفاهيم حول الاحتلال وممارساته وآثاره على المرأة الفلسطينية، وفي إنشاء وتعزيز شبكات المناصرة والتضامن لإنهاء الاحتلال الصهيوني، ليتسنى للمرأة الفلسطينية والمجتمع بأكمله أن يعيش بحرية، وسلام، وكرامة، أسوة بباقي شعوب العالم، وتعزيز الجهود لبلورة دور ريادي للمجتمعين المدني والدولي لدعم إعداد خطة وطنية لقرار مجلس الأمن 1325.
من جهتها، أكدت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون، أن هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات للمرأة التي تشارك في صنع القرار وفي المقاومة، لافتة إلى أهمية القرار 1325 الذي يكمن في أن الصراع في تصاعد، بينما دور المرأة العالمي ما زال يقف في منطقة لا تحسد عليها، حيث تشارك المرأة وتعاني نتيجة الإغلاق والاحتلال إلى جانب الرجل، كما يعاني الرجل ومع ذلك ما زالت نسبة مشاركة المرأة الفلسطينية في مواقع صنع القرار محدودة حيث لا تتعدى النسبة 9%.
وهنأت ماري كلود من جمعية الشابات المسيحية العالمية، الجمعيات النسوية على عقد هذا المؤتمر في فلسطين، موضحة أن وجود الجميع هنا اليوم هو عمل تجاه الأمل ولصالح المرأة والرجل والطفل في فلسطين.
واستعرضت كلود بعض الأمثلة لإنتصارات المرأة في العالم، وقدرتها على تحقيق السلام، وأن القرار 1325 خلق حوارا حول العالم حول دوار المرأة، ووضعها على كافة الأصعدة ومختلف السياقات.
من جهته، شدد المدير الدولي لجمعية الشباب والشابات المسيحية في النرويج فريدريك غلاد جيرنس، على أن الاحتلال غير قانوني ويجب إنهاءه فورا، ولا يوجد نية واضحة وسليمة للسلام لدى الإسرائيليين الذين يواصلون بناء المستوطنات، ولهذا على الأسرة الدولية أن توقع عقوبات على إسرائيل لردعها، وإلزامها بوقف اعتداءاتها، وعدم إفساح المجال لها للإفلات من العقاب.
ودعا إلى بناء حركة سلام دولية مبادرة ضمن المجتمع المدني بحيث تشعر إسرائيل بخطورة ذلك على اقتصادها من خلال حملات المقاطعة التي يجب أن تكون واسعة على غرار إعلان الاتحاد الأوروبي قبل عدة أيام بأنه داعم لحملة المقاطعة والاحتلال، والعديد من الحركات والحكومات.
واستعرض جيرنس عشرات الصور التي توضح الجهود التي تقوم بها الجمعية في النرويج لتعزيز المقاطعة، وتنفيذ أنشطة داعمة للقضية الفلسطينية.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر، تحدث المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق المواطن ممدوح العكر، وجوناثان كتاب أحد مؤسس الحق حول (فلسطين الدولة: المسار، الالتزام، والاستحقاق السياسي، والقانوني، والإنساني ' حاضرا ومستقبلا)
وتحدث كتاب عن واقع فلسطين القانوني اليوم حول معاهدات السلام، موضحا أن إنهاء الاحتلال ينبغي أن يطرح من الناحية القانونية، وتستخدم إسرائيل القانون كوسيلة استراتيجية في البحث والتبرير، وهي تحاول التنصل من مسؤولياتها وواجباتها، لكن هذا لا يلغي أن الأراضي الفلسطينية لعام 1967 هي أراض محتلة بموجب القانون الدولي.
وبين كتاب أن اتفاقيات أوسلو ساعدت إسرائيل في تجاوز معضلة القانون الدولي، لهذا اعتبرتها إسرائيل المرجعية الوحيدة، دون العودة للقانون الدولي، وبالتالي قسمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة أجزاء، ومع هذا كله لم تلتزم إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة وخرقتها في عشرات المناسبات.
ودعا إلى عدم اختزال المقاومة في الكفاح المسلح فقط، وإنما يجب زيادة الوعي بأشكال الاشتباك الأخرى، وهذا كفيل بإحياء الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
أما العكر فتحدث عن مستقبل دولة فلسطين في ظل المؤسسات المحلية والدولية، وقال: إن إنهاء الصراع وصل إلى طريق مسدود بسبب السياسات الإسرائيلية الممارسة ضد الشعب الفلسطيني، والدولة الفلسطينية التي غدت دون معالم، ودون حدود متفق عليها، ودون مرجعية لذلك، إضافة إلى عدم وجود وسيط نزيه وعادل.
ودعا العكر إلى سرعة الانضمام لميثاق روما، وملاحقة قادة إسرائيل للجرائم التي ترتكبونها بحق الفلسطينيين، لإنصاف الضحايا، جنبا إلى جنب مع خلق مناطق اشتباك متعددة ودائمة، لمقاومة الاحتلال سياسيا، واقتصاديا وإعلاميا.