عمان: انطلاق المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للنقابات بمشاركة فلسطين
شاركت فلسطين، اليوم الخميس، في أعمال المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للنقابات الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركه مختلف الاتحادات النقابية العمالية في المنطقة العربية.
وناقش المؤتمر عددا من القضايا في مقدمتها التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة في قطاع غزة .
وأشار الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، إلى أن تأسيس الاتحاد العربي للنقابات يأتي في إطار الحاجة الملحة لبناء حركة نقابية عربية ديمقراطية مستقلة تخدم مصالح العمال العرب، وتعزز من التصدي العربي المشترك لمشكلات وآفات العصر الحديث، وفي مقدمتها مشاكل الفقر والبطالة والدكتاتورية، والإسهام في بناء مجتمع عربي تقدمي يعزز مفهومي الكرامة والعدل، وصولاً للعدالة الاجتماعية المنشودة .
وحول آثار العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أوضح أن خسائر العمال خلال الحرب وصلت إلى أكثر من 50 مليون دولار، وهي جزء من الخسائر الكلية التي خلفها العدوان والتي تصل إلى حدود 8 مليار دولار.
وأضاف أن سياسة الحصار والعقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني رفعت نسبة البطالة، حيث وصلت إلى (29.3%) أي أن هناك (310.000) عامل وعاملة عاطلين عن العمل، علماً بأن عدد القوى العاملة في فلسطين بلغ(1.110.000)، أما نسبة الفقر فبلغت أكثر من (43%) بين صفوف العمال؛ وبين العاملات بلغت (51%).
ودعا سعد كل الاتحادات النقابية ودولها للتصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التصفوية للقضية الوطنية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ليتمكن من إقامة دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس تطبيقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وعن الدور الذي يلعبه الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين: قال: 'الاتحاد عمل ولا يزال على تعزيز العمل النقابي وتمكين الطبقة العاملة، من خلال مجموعة من البرامج والخطط النقابية والعمالية ذات المردود التراكمي الفعال للتصدي لقوى العولمة والظلم والغلاء الفاحش، وتمكن من إقرار الحد الأدنى للأجور بعد تنظيم العديد من المظاهرات والاعتصامات العمالية والفعاليات النقابية المطلبية، وبمشاركة واسعة من النساء والشباب حيث كانوا سبباً أساسياً في إنجاح حملة الاتحاد لإقرار الحد الأدنى للأجور.
وأوضح سعد أن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين تمكن من تحصيل حقوق العديد من العمال العاملين في سوق العمل الإسرائيلي، من خلال تشكيل مجموعة عمل قانونية مختصة بقانون العمل الإسرائيلي، كما تم تحصيل حقوق العديد من العمال العاملين في سوق العمل الفلسطيني، وتم التوقيع على العديد من اتفاقيات العمل الجماعية بعد نضال نقابي طويل ومرير يخص قطاعات عمل مهمة منها قطاع موظفي وكالة الغوث الدولية، وموظفي شركة الاتصالات الفلسطينية وموظفي البلديات، وعمال البناء والمحاجر والزراعة إلى جانب اتفاقيه العمل والتعاون الموقعة مع اتحاد الغرف التجارية والصناعية لمتابعة تنفيذ الحد الأدنى للأجور.
بدوره، قال رئيس الاتحاد التونسي للشغل، رئيس الهيئة المؤقتة للاتحاد العربي للنقابات، حسين العباسي، إن تأسيس الاتحاد العربي اليوم في لحظه فارقه مشحونة بالكثير من ثقة وأمل النقابيين العرب، وهو إعلان عن بداية عهد جديد في تاريخ الحركة النقابية العربية على طريق الديمقراطية والنضال العمالي النقابي العربي واستقلالية قراره .
وحول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، قال: 'الوقت قد حان للتحرّك، من أجل إنهاء هذه المظلمة الإنسانية'، داعيا باسم النقابات العربية المجموعة الدولية لتكثيف جهودها وممارسة ما يلزم من الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي والحزم بقصد الوصول إلى التطبيق الكامل والشامل لقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية وتمكين الشعب العربي الفلسطيني من حقّه الكامل في استرجاع أراضيه وتقرير مصيره وبناء دولته المستقلة الديمقراطية وعاصمتها القدس الشريف.
بدوره، أكد نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقابات، ياب ينن، مواصلة الاتحاد الدولي دعمه للاتحاد العربي للنقابات بما يخدم مصالح العمال العرب وحركتهم النقابية ، مدينا باسم الاتحاد الدولي واتحاداته الـ 153 الأعضاء من مختلف قارات العالم، استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.
ودعا ينن إلى ممارسة الضغط لإحلال السلام العادل والدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وفقا لقرارات الشرعية الدولية .
من جهته، دعا المدير العام لمنظمة العمل الدولية حيا جاي رايدر، في كلمة مسجلة، مؤتمر الاتحاد العربي للنقابات، للتعاون مع المنظمة ومؤسساتها لتوفير العمل اللائق للعمال والعاملات في المنطقة العربية، ومواجهة تحديات البطالة التي وصلت إلى 28% وأعلى معدلاتها في العالم، ومواجهة التحديات الاقتصادية القائمة والناشئة بتعزيز الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج ومن اجل توفير الحماية للعمال واسرهم.
كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والبحث عن إجابات ملائمة لتوفير الاحتياجات الانسانية والحلول العاجلة والعادلة لتعويض الدمار الذي خلفه العدوان على قطاع غزه .
من جانبها، أعربت مساعدة مديرة إدارة دعم الانشطة العمالية في منظمة العمل الدولية، اَنا بيوندي، عن تقديرها لنضالات العمال والعاملات العرب وحركتهم النقابية، مشيرة إلى رسالة مؤتمر الاتحاد العربي للنقابات والمستندة لجذورها في النضال، من أجل التحرر والاستقرار وبما يعيد ثقة العمال بنقاباتهم الديمقراطية والمستقلة ويعزز من حضورها وتصديها للانتهاكات التي يواجهها العمال والعاملات يومياً في المنطقة العربية .
وقالت الأمينة العامة للاتحاد الأوربي للنقابات العمالية بيرنديت سيجول، إن تأسيس الاتحاد العربي للنقابات مشروع طموح يأتي في ظل الإضرابات في المنطقة وما تواجهه الشعوب العربية من ظلم.
من جهته، شدد الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل في العالم ستيف كوتن، على أن الأهداف التي أعلنها الاتحاد العربي للنقابات والمتمثلة في النضال من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، تستدعي العمل معا لتعزيز قوة التنظيم النقابي في المنطقة العربية.
واستعرض أنشطة وفعاليات اتحاد النقل في المنطقة العربية خلال الفترة الماضية وخططه وبرامجه في الوقت الراهن.
بدوره قال البشير الحسيني في كلمة الاتحاد المغربي للشغل، إن اتحادهم ربط دوما مصير الطبقة العاملة بمصالح الشعب المغربي ولم يكن في يوم من الأيام انعزاليا في مواقفه وقراراته وعلاقاته.
وحول القضايا القومية والوطنية، وخاصة القضية الفلسطينية، قال: 'اهتم اتحاد الشغل المغربي بالقضايا القومية والوطنية العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب العربي الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي'.
وشددت كلمات الوفود المشاركة على ضرورة العمل الجاد من اجل انجاح وتفعيل الدور النقابي والاجتماعي للاتحاد العربي للنقابات ونقاباته الاعضاء بما يخدم كافة قضايا العمال والعاملات العرب.
وعبروا عن تضامنهم المطلق وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني، لإنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس، والضغط لضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا وطردوا منها لترسيخ السلام العادل والدائم في المنطقة.