شباب يتحدون الإعاقة في جنين
وفا- رنا خلوف
"شباب يتحدون الإعاقة" هو عنوان للقاء الذي نظمه الاتحاد الفلسطيني لذوي الإعاقة في جنين، اليوم الأربعاء، بهدف بحث آليات تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيق سبل العيش الكريم والمستدام لهم، وصولا إلى عقد أيام للتوظيف بإشراف الجهات المختصة.
ريم عواد (27) عاما من قرية دير أبو ضعيف طالبة في جامعة القدس المفتوحة تدرس تخصص الخدمة الاجتماعية وهي نائب رئيس الاتحاد، تعاني من إعاقة حركية في قدميها التي لا تمنعها من ممارسة عملها والعمل بنشاط كما أوضحت لـ"وفا": "اعمل متطوعة في الاتحاد وبرنامج التأهيل المجتمعي الذي يضم الإغاثة الطبية وجمعية أصدقاء المريض، وأقوم بزيارات ميدانية للمدارس والروضات والمخيمات الصيفية رغم صعوبة السير لمسافات بعيدة أو صعود الدرج، وكله بهدف متابعة الأشخاص ذوي الإعاقة ومعرفة احتياجاتهم ومطالبهم، كما قالت ريم.
وأوضحت أنها تعمل كمتطوعة ولا تتقاضى أجرا إلا على مشاريع لفترات قصيرة، مطالبة المجتمع النظر بجدية إلى الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، ومراعاتهم في الجامعات من حيث توفير عدد أكبر من المنح الدراسية، وتوفير مواد تعليمية خاصة بالمكفوفين على نظام النقاط البارزة "بريل".
محمود اعمور ( 30) عاما من قرية رمانة هو شاب آخر يتحدى الإعاقة، ويعمل كمدير مكتب للاتحاد رغم عدم قدرته على إكمال تعليمه بسبب ظروف إعاقته ورحلة علاج طويلة خاضها، يعاني من تكلسات في المفاصل، أدت إلى إعاقة حركية كما قال لـ "وفا".
وتابع عمور ثابرت وانخرطت في مؤسسات المجتمع المدني من خلال الدورات والخبرات، وأعمل بجد من أجل مساندة ذوي الإعاقة في مطالبهم بتطبيق جميع حقوقهم في التعليم والعمل والصحة وجميع مجالات الحياة.
من جهته قال رئيس الاتحاد في جنين رفيق أبو سيفين ويعاني أيضا من إعاقة حركية ناتجة عن شلل أطفال، أن الهدف من اللقاء هو وضع آليات تشغيل ذوي الإعاقة وتحقيق سبل العيش المستدام لهم، تمهيدا لعقد أيام توظيف لهم في نهاية العام الحالي.. مطلبنا هو تطبيق القانون رقم 4 لسنة 1999 الذي نص في المادة رقم 10 على تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة بنسبة لا تقل عن 5% من عدد العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة بما يتناسب مع طبيعة الإعاقة وجعل أماكن العمل مناسبة لهم.
وأضاف لـ"وفا" أن محافظة جنين تحوي أعلى نسبة من الأشخاص ذوي الإعاقة، وأن هناك 129 شخصا من ذوي الإعاقة متعلمين ومؤهلين، وأن قانون عام 1999 نص على "بطاقة المعاق" وهي رزمة من الخدمات تشمل حقه في التعليم والعمل والصحة وجميع مجالات الحياة، مطالبا بتطبيقها.
واردف أبو سيفين" نرفض التعامل مع المعاق كنموذج خيري، نحن نريد دمجه في المجتمع والتخلص من نظرة الناس السلبية تجاهه فهو إنسان عادي يحق له توفير جميع ما يحتاجه، وهم جزء من بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعليهم نفس الواجبات والحقوق.
وأوضح أبو سيفين أنه شارك مؤخرا في مؤتمر في مالطا، لكسب دعم الدول العالمية لذوي الإعاقة، موضحا أن فلسطين حصلت على دعم 25 دولة من خلال مؤسسات تعنى بهم، لمساعدتهم ودمجهم في المجتمع وتحسين أوضاعهم.
بدوره قال ممثل الهيئة الاستشارية لتطوير المؤسسات غير الحكومية عبد الحكيم شيباني، إن الإعاقة هي شيء خلقي أو بسبب حادث معين، وليس لصاحبها ذنب بها، ويجب على جميع المؤسسات أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الشيء، مضيفا أن الهدف من اللقاء الاجتماع مع تلك المؤسسات من أجل توفير وظائف لهم.
أما ممثل المحافظ محمد حبش فقال "نأمل بعد هذه اللقاءات الوصول إلى يوم توظيف للمعاقين يكون واسع النطاق بحضور المؤسسات ورئيس ديون الموظفين، لتأمين وظائف لهم هي من حقهم كأي مواطن في الدولة".