مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

تفاصيل مأساة أسرة العويوي وعدم احتمال قلب الأم فراق طفلها

 نشرت صحيفة "الدستور" الاردنية اليوم الاحد متابعة موسعة تناولت فيها تفاصيل فاجعة وفاة الطفل عز الدين العويوي (3 سنوات) ووالدته سيرين شاور (28 عاما) قبل ايام تسمما بعد تناولها الطعام في احد الفنادق الاردنية على شواطئ البحر الميت.

فيما يلي تفاصيل الحادثة كما رواها والد عز الدين واقارب العائلة :

الآن، تبدو حياتهما كما القمر رغم جماله ونوره لكن له جانب مظلم، وهو الجانب الذي بات يسيطر على واقعهما (علاء العويوي وسيرين شاور) عاشا حياة يصفها كل من عرفهما بأنها نموذجية لأسرة يجمعها الحب والعطاء.. لتتغير معالمها بالكامل وتتبدل ملاح قمرهما المقمر المنير الى عتمة ووجع فراق!

قصة علاء وسيرين باتت الاكثر حضورا في الشأن المحلي بصورة عامة، ولم يخلُ حوار او نقاش من الحديث عنهما، وعن اسرتهما المكونة من اربعة اشخاص.. فإلى جانب الأم (28) عاما، والاب (33) عاما، ولدهما الاكبر عز الدِّين (3) اعوام، والطفلة غنا (8 أشهر)، لتقسم الاقدار هذه الاسرة الى النصف فيبقى الاب علاء والطفلة غنا، فيما تتوفى الأم سيرين والطفل عز الدين حيث ووري جثمانهما بعد صلاة ظهر أمس الجمعة.

هي فاجعة ايا كانت تفاصيلها ما ظهر منها وما بطن، لكنها تحمل من الحزن الكثير والوجع، حينما تتحول لحظات فرح اسرة الى تعاسة في دقائق ونتيجة لاسباب حتى الان لا تبدو واضحة يتوفى الابن الاكبر للعائلة وهو الطفل ابن السنوات الثلاث، وتلحقه والدته بعد ساعات وتبقى الطفلة ابنة الثمانية اشهر التي لم تفطم بعد عن الرضاعة، ووالدها علاء رب الاسرة الذي يجد نفسه امام حالة حتى اللحظة لا يصدقها ولا يستوعب ما حدث، مؤكدا ان لحظات السعادة غادرت حياته للأبد حتى انه يفكر جديا بعدم العودة الى مقر عمله في السعودية.

القضية اشبعت حديثا وتحليلا ومتابعة في كل وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، ولكن «الدستور» في متابعة خاصة بحثت وتابعت ما لم يعرفه احد ويتطرق له وهو الجانب الانساني والعائلي لأسرة علاء، وكيف عاشت الاسرة آخر لحظاتها، واخر ما قالته الزوجة قبل وفاتها، وتصرفات عز الدين وتعامله مع شقيقته وشعور القلق الذي كان يسيطر على علاء منذ اكثر من اسبوع على اسرته وتحديدا عزالدين، وكيف علمت – رحمها الله- بوفاة ابنها قبل وفاتها بساعات، الأمر الذي ادى لتراجع حالتها الصحية، والعطوة التي كانت سترسلها ادارة الفندق لأسرة علاء بعد وفاة الطفل عز الدين، وتحضيرات اسرة علاء لخطبة شقيقه التي كان من المفترض ان تكون يوم امس الجمعة، جميعها تفاصيل عاشتها «الدستور» مع الاسرة بشقيها من جهة الاب العويوي، ومن جهة الام شارو.

عند الدخول في التفاصيل الانسانية التي تكشف عن تفاصيلها «الدستور» في متابعة ميدانية خاصة، وضعتنا امام حقائق يمكنك ان ترى ان لكل ما حولك دموعا بما فيها «الاشياء» والممتلكات الخاصة ل سيرين وطفلها عزالدين، لتراهما بكل ما حولك سواء عند زيارة المستشفى الاستشاري حيث رقدت به الأم -رحمها الله-، وتوفي عند مدخله الطفل عزالدين، وصولا الى منزل اسرة علاء حيث تسمع اصواتا عالية يرفض اصحابها الصمت خوفا من سماع صوات اعماقهم الذي يحكي لهم قصة ألم اسرة عاشت سعادة يصفها كثيرون بأنها سينمائية اقرب للافلام، لتنتهي نهاية درامية لا تصدق، بأن تكون وجبة الغداء التي تناولتها الاسرة يوم الاحد الماضي هي آخر ما يجمعهم ببعضهم البعض!

الدخول بتفاصيل القضية في بعده الانساني بدأته «الدستور» يوم الخميس الماضي، حينما توفيت سيرين زوجة علاء فجرا، حيث توجهنا في خطوتنا الاولى الى المستشفى الاستشاري عند الساعة الحادية عشرة صباحا وبمجرد دخولنا سارع عدد من موظفي المستشفى لمنعنا من الدخول حيث تنبهوا الى «الكاميرا» التي يحملها زميلي المصور وطلبوا منا مغادرة المستشفى نظرا لعدم وجود اي معلومات يمكن التحدث بها بعد وفاة الأم.

في هذه الاثناء كانت اسرة سيرين بكافة افرادها من طرفها وطرف زوجها تغادر المستشفى متجهة الى مستشفى البشير، حيث ستخضع جثتها للتشريح في الطب الشرعي، وغادر معها عدد كبير من افراد الاسرتين وانسبائهم، في حالة ذهول رصدتها «الدستور» على وجوههم من خارج ابواب المستشفى وغادروا متجهين الى البشير حيث استمر التشريح وفحص الجثة لما يقارب الساعة الرابعة عصرا.

وبحسب والد علاء فإن العائلة كانت قد قررت دفن سيرين وطفلها عزالدين عصر الخميس، لكن نظرا للتأخر في التشريح والفحص، ولأننا طلبنا اعادة تشريح جثة الطفل عز الدين تم تأجيل الدفن ليكون بعد صلاة الظهر يوم الجمعة، وتم دفنهما في آن واحد.

فيما بقيت الطفلة «غنا» في المستشفى الاستشاري لتلقي العناية الصحية اللازمة، اضافة الى اجراء فحوصات جديدة لها تحديدا بعد وفاة والدتها للتأكد من سلامتها صحيا بشكل كامل ومؤكد، فيما بقيت ابنة عم علاء ترافقها حتى ساعات المساء، لتبادلها البقاء مع غنا بعد ذلك ابنة خالة علاء، وفي ساعات الليل المتأخرة تذهب لمجالستها جدتها ام علاء، في محاولات لعدم تركها بمفردها ولو لثواني.

وكانت «الدستور» على تواصل مع الاسرة في البشير من خلال الهاتف، ايضا نظرا لمنع الإعلام من الوصول الى منطقة التشريح، ليؤكدوا لنا ان الامور تسير وفق المطلوب فيما كان الزوج علاء يعيش حالة اقرب للذهول وعدم تصديق ما يحدث، فهي دقائق فصلت بين نور القمر مع اسرته الى ظلامه.

وخرجت العائلة من البشير متجهة الى منزل والد علاء في شارع المدينة المنورة، حيث كان الاقارب والاهل والاصدقاء يقفون امام المنزل بانتظار تقديم العزاء لهم بالزوجة والابن، فيما كانت تقف والدة سيرين وملامح وجهها لا يمكن تفسيرها الا بأنها اعلى درجات الشقاء والالم على ابنتها، وساعدها الحاضرون للدخول الى المنزل لتجلس في زاوية الغرفة تضع رأسها على كتف شقيقتها (خالة نسرين) وتحكي حالها فقط بدموعها، تشاطرها المشهد المؤلم ابنتها الثانية شقيقة سيرين(نيرمين) التي تسكن في الخليل وجاءت مع زوجها عبد الله الشعراوي يوم اصابة العائلة بالتسمم الغذائي الاثنين الماضي.

وصلنا منزل والد علاء ولم تكن بعد قد بدأت اجراءات تقبل العزاء، ومع هذا كان المنزل امتلأ بالناس من سيدات ورجال، من جميع مناطق عمان والمملكة، الكل جاء ليقف مع هذه الاسرة المكلومة، سعيا لتخفيف مصابها والمها وصدمتها بما حدث.

والدة علاء

بدأت والدة علاء حديثها معنا بقولها «كأن الحزن يصرُّ على ألا يفارقنا او حتى يمنحنا وقتا للفرح، فقبل سنوات توفيت حفيدتي ابنة بنتي (11) عاما، وقبل (12) عاما توفي ابن لي اسمه احمد في حادث سير حينما كان متجها لأداء امتحان التوجيهي، وها نحن اليوم نفجع بحادثة عائلة علاء التي انتهت بوفاة زوجته وابنه، هو حزن جديد يدخل المنزل ويزيد من ألمنا».

وتضيف ام علاء « لدي خمسة ابناء ذكور توفي احمد قبل 12 عاما، فبقي لي اربعة ابناء، وثلاث بنات، ونحن بالاساس كنا نعيش في السعودية حيث كان يعمل زوجي، وعدنا لنستقر بالوطن، والان ابنائي اثنان يعيشون في الاردن بينما الاثنان الاخران احدهما علاء فيعملان في السعودية، بالاضافة الى واحدة من بناتي متزوجة وزوجها يعمل في السعودية».

وتتابع» كان من المفترض ان تكون خطبة ابني شقيق علاء يوم الجمعة(امس)، لكنه صادف اليوم الذي ووري به جثمان حفيدي الصغير ووالدته».

وعن تفاصيل ما حدث لعائلة ابنها علاء، قالت عندما حضر ابني من السعودية حيث ننتظر زيارته طوال العام للاحتفال برؤيته ورؤية زوجته وطفليهما اللذين اعشقهما، مكث في عمان بضعة ايام ومن ثم غادر الى مدينة الخليل لتزور سيرين اسرتها التي يعيش معظم افرادها هناك، وبعد عودته الى عمان كانت ايام عيد الاضحى عشنا اياما سعيدة بشكل كبير.

وقالت ام علاء «اذكر في ثاني ايام العيد عدنا من جولة من الزيارات للاقارب وسألني علاء عن الغداء، فأجبته سيكون «همبرغر» فرفض تناوله وقال لي «الا تعلمين يا أمي أني لا أتناوله الا في استثناءات» وبالفعل كان لدي «ملوخية» وتناولها فيما تناولنا جميعا ساندويشات الهمبرغر، وكأن ولدي بذلك كان يشعر ان هذا النوع من الطعام سيكون سببا في تعاسته الى الابد».

وبعد انتهاء عطلة العيد اضافت ام علاء قرر علاء قضاء عدد من الايام في منطقة البحر الميت، وبالفعل حجز في الفندق وغادر اليه بسيارة سياحية استأجرها لغايات السياحة واستخدامها للتوجه للبحر الميت، وكأنه ايضا كان يعرف انها اخر مركبة ستجمعه بافراد اسرته.

وبعد ذلك بطبيعة الحال الجميع يعرف تفاصيل ما حدث، فقد اشبع الموضوع حديثا وبحثا ومتابعة، مشيرة الى انها لا تصدق حتى اللحظة ان سيرين توفيت، وكذلك حفيدها عز، فما حدث تجاوز وصفه بالمصيبة والكارثة، ف سيرين انسانة رائعة وبطبيعتها تنشر السعادة لكل من حولها».

وعن يوم وفاة عز الدين قالت ام علاء هو يوم لا يشبه الايام ولا يشبه الحياة، يوم لا اعرف كيف اصفه ليس حزنا ولا صدمة ولا مفاجأة، حالة تشتت ما زلنا وسنبقى نعيشها بين الوعي واللاوعي، لكنه قدر الله فهي امانته وردها اليه.

وعن وفاة نسرين، قالت ام علاء: سيرين كان وضعها جيدا عندما احضروها من البحر الميت وتحدثنا معا، وادخلت الطوارئ بينما كانت تسأل عن حال عز الدين وطفلتها، واحضروا لها غنا لتبقى لجوراها، لتنادي بين الحين والاخر على عز وتطلب رؤيته ونحن كنا نطمئنها ونقول لها ان وضعه جيد ويخضع للعلاج كما تخضع الاسرة كاملة.

ولكن كان لا بد بعدما بدأت سيرين باسترداد صحتها، تقول ام علاء، من اخبارها بوفاة طفلها عز، وهذا ما حدث، فقد اخبرناها بالأمر لتصاب بحالة هستيرية من الصراخ والبكاء، وكأننا تعجلنا بإعلامها وكان لا بد من الاطمئنان عليها بشكل اكثر، وللاسف كان لهذا النبأ اثرا سلبيا بشكل كبير عليها، اذ لا حظنا تراجع وضعها الصحي، وكانت كلما دخلت لرؤيتها في غرفة العناية الحثيثة حيث كانت ترقد تبكي وتقول لي «هل بالفعل عزالدين توفي» كنت اجيبها «توفي لكن انت عليك ان تقاومي المرض من اجل غنا وعلاء» وبالفعل قاومت كثيرا لكن للاسف وضعها ساء جدا فجر الخميس وتغيرت معالم وجهها ونظرة عينيها، وشكلهما وتوفيت رحمها الله الساعة الرابعة فجرا.

وعن وضع «غنا» قالت والدة علاء هي الان بحالة صحية جيدة وتحسنت بشكل كبير فهي لم تتناول سوى جزء بسيط من شريحة «بطاطا» وضعها بفمها عز حيث كان يحادثها ويصر ان تتناول الغداء معهم، فوضع البطاطا في فمها وكانت ان تناولت منها قضمة بسيطة وجدت في فمها وحلقها بعد ذلك فلم تكن قد بلعتها.

وبينت ان الاسرة تتناوب على البقاء معها في المسشتفى حيث قرر الطبيب ابقاءها لمزيد من التحاليل تحديدا بعد وفاة الوالدة، فتذهب ابنة عم علاء ومن ثم ابنة اختي، فيما اذهب انا في ساعات الليل المتأخر بعد خروج المعزين من المنزل.

وما اقوله هو «حسبنا الله وسيؤتينا من فضله»، فالمصيبة كبيرة وتحتاج الى قوة خارقة لمواجهة ما حدث وتصديقه، والتعامل مع تبعاته القادمة.

والدة نسرين

لعلها المهمة الاصعب ان تجد ما تقوله لوالدة نسرين، التي كانت تضع رأسها على كتف شقيقتها وكأنها ليست في المكان ولا حتى بالوجود، لم تتحدث لنا كثيرا لكنها كانت تبكي وتقول «راحت نسرين.. حرقت قلبي.. لا فرح بحياتي بعد اليوم.. حرموني منها توفيت نتيجة لخطأ احدهم والنتيجة ان ذهبت ابنتي لجوار ربها، وتركتني اعيش واسرتها وجع الفراق وحرقة قلب لا يمكن وصفها».

والد علاء

والد علاء كان الاكثر تماسكا واصرارا على ألا يضيع حق اسرة ابنه، اكد لنا ان حق عزالدين و سيرين يجب ألا يذهب هباء حتى لا تتكرر هذه المأساه مع اسرة ثانية، فما حدث مصيبة ونتج عن عدة اخطاء بدأت من الفندق ونوعية الطعام، مرورا بآلية التعامل مع حادثة التسمم وغياب الرقابة الادارية والغذائية، وعدم توافر خدمات طبية مناسبة في منطقة البحر الميت والفنادق.. فوجود طبيب بالفندق دون معدات لا يعني شيئا، وصولا الى ايصال ابني واسرته الى عمان بسيارته دون وجود اي تجهيزات لحماية افرار الاسرة، الامر الذي نتج عنه وصول الطفل عز متوفى.

وكشف والد علاء انه تلقى يوم الثلاثاء الماضي اتصالا هاتفيا من احد وجهاء العشائر لحل الاشكالية مع الفندق الذي تسممت به اسرة ابنه، من خلال عطوة عشائرية، وعندما سألته من وراء طلبه هذا، قال لي ادارة الفندق طلبت منه القيام بالترتيب للعطوة وكان عزالدين قد توفي قبل يوم من طلب العطوة، وبالفعل وافقنا ان تكون يوم الاربعاء الماضي الساعة الخامسة مساء.

وقال والد علاء يوم الاربعاء وعند الساعة الرابعة والنصف اي قبل موعد العطوة بنصف ساعة اتصل ذات الشخص واعتذر عن العطوة، وقال ان ادارة الفندق لم تعد ترغب في ترتيب العطوة العشائرية، مؤكدا ان طلب الفندق العطوة هو دليل ادانة له وتأكيد على خطأ ارتكبه بحق اسرة ابني.

ويحمل والد علاء بين يديه حزمة من الاوراق والتقارير الطبية، يقلب فيها بين الحين والاخر ليؤكد لكل من حوله ان حفيده وزوجة ابنه توفيا دون ذنب ونتيجة اخطاء متلاحقة سواء أكان في نوعية الطعام او الخدمات الطبية التي تلقوها او غيرها من تفاصيل في مجملها لا تحمل اي نوع من الايجابيات او العدل والانصاف.

واكد والد علاء انه سيقاضي كل من ثبت تقصيره وكان وراء تدمير اسرة ابنه. وقال» سأقوم برفع دعوى قضائية مع قناعتي بأن هذا لن يعوض ابني اسرته ولا يعوضنا حفيدنا وزوجة ابننا، لكن يجب ان يعاقب من اخطأ حتى لا يتم تكرار ما حدث مع اخرين من ابناء الوطن.. و سيرين وعز ليسوا ابناءنا وحدنا هم ابناء الاسرة الاردنية الكبيرة، وبالتالي يجب ان يأخذوا حقهم، الذي لن نسكت عنه ابدا».

واكد والد علاء ان الاساس الان هو حماية «غنا» والحفاظ على صحتها ومتابعتها، ومن ثم تحمل مسؤوليتها بعدما توفيت والدتها، فكم من الصعب التعامل مع طفل وقد فقد والدته التي ما تزال تتغذى منها.

ابنة عمِّ علاء

ابنة عم علاء التي كانت تشرف على متابعة الضيوف واستقبالهم في بيت العزاء، اكدت ان ما حدث كارثة ولا يمكن تصديقه، خصوصا ان الجميع يرى في اسرة علاء نموذجية حياتهم مليئة بالحب والتفاهم، والعطاء، وان تنتهي بهذه النهاية المأساوية والمفاجئة امر غاية في الصعوبة لكل من يعرفهم او حتى يسمع بقصتهم.

واشارت الى ان سيرين تحبها العائلة بأكملها، وهي انسانة بسيطة وقريبة من الجميع تحبهم وتساعدهم، وهي عمليا لا تزال حديثة الولادة ذلك ان طفلتها غنا ما تزال ابنة ثمانية اشهر، ووفاتها بالفعل كارثة لاسرتها ولكل من عرفها.

وبينت انها زارتها خلال اقامتها بالمستشفى ولم تكن تسأل الا عن ابنائها بعد اطمئنانها ان وضع زوجها الصحي جيد، وكانت الفاجعة عندما تم اخبارها بوفاة عز الدين، حيث شعرنا بعدها بأن وضعها النفسي بات يؤثر على وضعها الصحي ولا ادري قد تكون تخمينات لكن بالفعل شعرنا بأنها لم تعد قادرة على المقاومة وتوفيت رحمها الله، ومن الصعب علينا جميعا حتى هذه اللحظة ان نصدق انها توفيت بهذه الطريقة والسرعة.

جدة علاء

الحديث مع كبار السن بهذه المناسبات يحمل قصصا وتاريخا معطرا بالحب، جدة علاء قالت لنا «يصعب ان تجد الجدة نفسها تتقبل عزاء زوجة حفيدها.. فهي مسألة تتجاوز الحزن والفاجعة، لكن ..فالمؤمنون اشد بلوة وما يمكن قوله هو رحم الله سيرين وجعل عز طيرا من طيور الجنة.

واكدت الجدة ان علاء من الشباب الرائعين فكانت له سيرين الزوجة المناسبة، رافقته بالحب والعطاء والغربة لتكون الزوجة الصالحة والمعين الرائع، ولا اذكر يوما ان حدث بينهما اي اشكالية، ف سيرين انسانة رائعة، لم نتخيل للحظة ان تكون نهايتها بهذه الصورة، لكنه قدر الله، وعلينا التعايش معه والدعوة لها بالرحمة والمغفرة ونشدد على رعاية «غنا» فهي الوردة التي تركتها لنا والدتها لنراها بها.

رب الاسرة علاء

في الحديث مع الزوج علاء تفاصيل كثيرة متشعبة ومتعددة، لكن الموجع في الامر ان علاء الرجل القوي الذي عرفه الجميع بالصلابة لم تجف دمعته، رغم محاولاته اخفاءها لكنها كانت اقوى منه فكان طوال حديثه يبعد ناظريه عمن حوله اخفاء لدموعه.

علاء حدثنا عن اخر اسبوع لأسرته التي كانت بها اسرة كاملة، ليجد نفسه الان يعيش بمفرده حاملا مصير طفلة لا حول لها ولا قوة، فقال «بعد عودتي من الخليل حيث كنا نزور اسرة زوجتي التي تعيش هناك، قررت الذهاب الى البحر الميت للترفيه ولكن لا انكر ان شعورا بالخوف كان يلازمني قلقا على اسرتي وتحديدا عز، وحالة «انقباض» دائمة كانت تلازمني».

وتابع «فعندما ذهبنا للبحر الميت كنت الاحق عز كظله لم ابتعد عنه للحظة لان شعور الخوف لم يفارقني، حتى في البركة واثناء السباحة كنت امسك بيده طوال الوقت وكانت سيرين تضحك لكثرة ملاحقتي لعز حتى اثناء السباحة، لم اكن اعرف ان الموت سيصله وفي «حضني» وبين ذراعي رغم ان يدي لم تفارقه لاخر لحظات حياته».

وفي تفاصيل ما حدث، قال توجهنا للبحر الميت يوم الاحد الماضي وبعد السباحة ظهرا طلبنا وجبة غداء سندويشات وتناولناها عالبركة، انا لم اتناول الكثير من الطعام لأنني بالاساس لا احب هذا النوع من الاكل، ووالدتي تعرف واسرتي اني لا احب الهمبرغر، وكان في هذه الاثناء عز يتحدث ويلاعب غنا وحاول اطعامها واضعا قطعة بطاطا في فمها ولم تتناولها بل بقيت في حلقها الى حين الفحص، الساعة الواحدة ليلا بدأنا نشعر بهبوط واسهال وقيء، وطلبت من ادارة الفندق مساعدتنا وارسلوا طبيب الفندق وبعد فحصنا قدم لنا الدواء، لكن الامر لم يعط نتائج فتم نقلنا الى مستشفى الشونة وبعد العلاج عدنا للفندق لكن حالتنا ازدادت سوءا عندها اتصلت بوالدي.

بعد الاتصال بوالدي قال علاء طلبت منه ان يرسل لي أخي لأني لن اتمكن من القيادة والعودة الى عمان، حتى اننا لم نتمكن انا و سيرين من جمع حاجياتنا من الغرفة والقيام باجراءات الخروج، ولم اقو على انتظار وصول اخي قلقا على وضع اسرتي التي اخذت بالتدهور، وبالفعل وفر لي الفندق موظفين اثنين احدهما قاد السيارة والاخر كان يطمئن علينا بين الحين والاخر، حتى اني عند خروجي من الفندق وعلى البوابة الخارجية شاهدت اخي وقد وصل لكني لم اتوقف لرؤيته وطلبت منهم ايصالي للمستشفى على الفور مع اسرتي ليلحق بي بعد ذلك.

وفي لحظة واحدة انهار علاء بالبكاء وقال: عندما تحركت السيارة بنا ونظرا لتعبنا ذهبنا جميعا بنوم عميق، ولم نشعر بالطريق اطلاقا حتى ان السائق كان يسوق على سرعة عالية جدا، وقبل ان نصل الى المستشفى وعلى الجهة الثانية من شارعه استيقظت لاطمئن على عز الذي كان في «حضني» وبين ذراعي طوال الطريق وحسبته نائما لكن عندما اخذت احركه كان كما قطعة الخشب، ورأسه للخلف فنظر له السائق واوقف السياره، وحمل عز بين ذراعيه انطلق به راكضا للمستشفى قاطعا الشارع على قدميه وعند دخوله للمستشفى فوجئنا بأن عز متوفي ومنذ اكثر من ربع ساعة.

وقال علاء: لا ادري بين لحظات ضحكه ولعبه ومداعباته لاخته ووفاته قليلة زمنيا لكنها بالنسبة لي تحكي قصة فرح وحياة فهو عز الذي عشت حياتي لاسعاده ووالدته وغنا، يتوفى وبين ذراعي بهدوء دون ان يزعجني، او حتى اسعى لانقاذه، ذهب عز وذهبت معه فرحتي وضحكي.

ووجعي ب سيرين لا يقل عن «عز» ان لم يكن اكبر، لم يكن عز يغيب عن حديثها حتى اخر لحظات حياتها، وكلما شاهدتني تسألني هل حقا عزالدين توفي، وتجهش بالبكاء حتما عاشت اخر ساعات بحياتها بين الوجع والالم، فكانت اخر كلماتها «عز وغنا»، رغم مقاومتها لكنها لحقت بـ«عزالدين» الذي كان اخر كلماتها بالدنيا.

وقال علاء تدهورت حالة سيرين في اخر ساعتين قبل وفاتها، حيث كانت قد تحسنت ظهر الاربعاء، ولكن عند الساعة الثالثة من فجر الخميس تدهور وضعها بشكل كبير، لا سيما أنها كانت قد اصيبت بالتهاب رئوي حاد، ونتيجة لعدم تمكنها من التقيؤ واخراجه من فمها اصيبت بفشل رئوي ورغم اجراء اكثر من عشر صدمات كهرباء لها الا انهم لم يتمكنوا من انقاذها وتوفيت عند الساعة الرابعة من فجر الخميس الماضي، وكنا جميعا بالمستشفى اسرتي واسرتها، كنا بجوارها ورأتنا جميعا وتحدثت لنا، لم اشعر للحظة ان المرض سيتغلب عليها، لكنه قدر الله.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024