حراس المسجد الاقصى .. ضلوع الصدر هي المتراس
محمد أبو خضير - 130 حارسا للمسجد الأقصى يعملون على مدار الساعة لحماية المسجد الذي يتعرض لاعتداءات شبه يومية من قبل قطعان المستوطنين.
ويتعرض هؤلاء الحراس كما المرابطين للتنكيل والاعتداء والضرب عند محاولتهم التصدي لمحاولات اقتحام المسجد من قبل المستوطنين، غير انهم يحاولون قدر الإمكان افشال هذه المحاولات، لا سيما تلك التي يقوم بها مستوطنون يتنكرون بزي عربي.
ويقول رئيس قسم الحراسة في المسجد الأقصى عبد الله ابو طالب في حديث لـ القدس دوت كوم، اليوم السبت، إن الحراس يراقبون ما يجري في محيط المسجد وابوابه، لا سيما رصد محاولات المستوطنين التنكر بلباس عربي والتسلل ضمن المصلين في ساعات الازدحام الى ساحات المسجد.
واضاف :"قبل نحو ستة اشهر حاول احد المستوطنين اقتحام الاقصى من باب المجلس، إلا أن يقظة أحد حراسنا أحبطت مخططه، حيث تم اكتشافه وإبلاغ مسؤولي الاوقاف الإسلامية الذين قاموا بدورهم بابلاغ الشرطة التي أبعدت المستوطن عن المسجد الأقصى".
وفي حادث آخر، يروي أبو طالب "أن مستوطنا وصل قبة الصخرة المشرفة، حيث اكتشفه قسم الترجمة في المسجد قبل أن يتم إخراجه بعيدا عن المسجد".
وأشار إلى أن المستوطنين المتنكرين يستغلون السياحة غير المشروعة التي تسمح بها شرطة الاحتلال، كما أن بعض المستوطنين يستغلون أوقات الازدحام فيتسللون ضمن افواج المصلين، حيث لا يتمكن الحراس من مراقبة جميع الذين يدخلون الى المسجد.
ويقول أبو طالب إن حراس المسجد يطالبون شرطة الاحتلال بمنع المستوطنين من الصلاة في المسجد، لكن الشرطة لا تحرك ساكنا وتقوم بدلا من ذلك بالاعتداء على الحراس الذين يحتجون أو يحاولون منع المستوطنين من تدنيس المسجد.
واوضح:" ان الحراس يبلغون إدارة المسجد عن المحاولات التي يقوم بها قطعان المستوطنين والمتطرفين فتقوم الادارة على الفور بابلاغ شرطة الاحتلال التي تعمد الى طلب تعزيزات من القوات الخاصة التي يقوم عناصرها إما بالاعتداء على الحارس أو اعتقاله أو ابعاده عن المسجد، وهذا ما حدث مع الحارس مهند ادريس قبل ايام "، مشيرا الى ان ادريس حينما أبلغ الادارة بانتهاكات المستوطنين لحرمة المسجد اعتدى عليه عناصر شرطة الاحتلال بوحشية وقاموا باعتقالهعلى مرأى من المدير العام للأوقاف.
وقال ابو طالب أنه تم إبلاغ الأوقاف الأردنية والسفارة الأردنية في تل أبيب بتفاصيل هذه الحادثة، مشيرا الى ان تدخل السفارة الاردنية ادى الى الإفراج عن ادريس أمس الجمعة.
وأوضح رئيس الحراس أن هناك خمسة من حراس المسجد مبعدون عنه، حيث تنتهي مدة ثلاثة منهم الاسبوع المقبل، فيما تنتهي مدة الاثنين الاخرين خلال الشهر المقبل، في حين أن هناك 130 حارسا يواظبون على توفير الحراسة للمسجد الأقصى بكافة مصلياته وابوابه واسواره على مدار الساعة ، غير انه اكد الحاجة الى تعيين 50 حارساً جديداً لتعزيز عملية حراسة المسجد.
وأشار إلى أن المستوطنين الذين يحملون صورا للهيكل المزعوم يشتمون الحراس بكلمات نابية ويختلقون المشكلات مع الحراس والمرابطين، من اجل إيجاد ذريعة لاعتقالهم أو الاعتداء عليهم.
بدوره، قال الحارس أشرف الشرباتي (38 عاما) لـ القدس: "تعرضت خلال التسع سنوات الماضية في حراسة المسجد للعديد من الإعتداءات من قبل قوات الشرطة الاسرائيلية والمستوطنين الذين كانوا يحاولون اقتحام ساحات المسجد الاقصى"، مشيرا الى ان هذه الاعتداءات شملت الضرب والاعتقال والابعاد عن المسجد الاقصى مدة 15 يوم.
وقال الشرباتي "عندما حاولت ذات مرة تخليص إحدى المرابطات في المسجد من أيدي عناصر شرطة الاحتلال إنهالوا علي بالضرب المبرح، ما أدى الى كسر في أسناني الأمامية ورضوض في كافة أنحاء جسمي".
واضاف :" أقسى الاعتداءات كانت عام 2008 أثناء المشاركة في جنازة احد المواطنين، وفجأة سحبني عناصر من القوات الخاصة من وسط المشعيين وانهالوا عليّ بالضرب، ما أدى إلى إصابتي برضوض وكدمات في كافة أنحاء جسدي، وتطلب الأمر البقاء شهرا كاملا في المستشفى"، مشيرا الى ان ضباط شرطة الاحتلال توعدوه بالمزيد من الاعتداءات خلال الفترة المقبلة.
وكان آخر اعتداء تعرض له الشرباتي قبل نحو شهرين "حين حاولنا الدفاع عن زميلنا ادريس وتخليصه من بين ايدي شرطة الاحتلال، لكننا تعرضنا للضرب المبرح".