الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

الحاج محمود حرب.. وجع "النكسة" لم يبارح الذاكرة

الحاج محمود حرب

وفا- أمل حرب

يروي الحاج محمود موسى خليل حرب (70 عاما) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وقع "النكسة" على أهالي  الخليل، كبرى محافظات الوطن وأقصاها جنوبا"، بالم وحسرة لم يبارحاه منذ 44 عاما.
لم ينسه الزمن هول الصدمة والفجيعة التي ألمت بالمواطنين، في صباح السادس من حزيران عندما التفت النساء في حلقات من "النواح" وعنما غرق الرجال في البكاء لدى مشاهدتهم ارتال دبابات العدو، وسماعهم أوامر الجنود عبر مكبرات الصوت بأن يلتزموا في منازلهم.
"لقد ركضنا بادئ الأمر صوب الدبابات ظنا منا أنها دبابات الجيش العراقي، مرحبين ومهللين : مرحى بـ مدرعاتنا.. مرحى برمز النصر والعزة، وقبل أن نقترب منها قال لنا الجنود بلكنة غريبة "كلو بروخ البيت"، ممنوع التجول بأمر من جيش الدفاع، وأمرونا برفع الأعلام البيضاء على بيوتنا، وتسليم أسلحتنا النارية". هذا ما قاله حرب "ابو عماد" في وصف مشهد النكوص والهزيمة.
وأضاف "لم يعرف الناس كيف حصل هذا، ولم يريدوا أن يصدقوا، وفتحوا حدقات عيونهم على أوسع مدى، وتمنى بعضهم الموت، فيما تلبس آخرين هلع وذعر من إقدام الغزاة الإسرائيليين على تنفيذ مجازر مماثله كالتي استهدفت قرى وبلدات أراضي 48.
وأشار "أبو عماد" الذي كان قبل الحرب جنديا برتبة عريف في الجيش الأردني، إلى أن سنوات طويلة بعد النكسة آو الهزيمة مضت، ، لم تشف الجرح وحالة الانكسار حتى يومنا هذا.
وقال: قبل "النكسة" كنت في كتيبة "الـ48" أو صلاح الدين، تم توزيعنا على مناطق جنوب الخليل، السرية الأولى في بلدة ترقوميا غرب الخليل، والثانية في بلدة الظاهرية جنوبا، والثالثة في منطقة زيف قرب السموع جنوب شرق الخليل، وفي عام 66 أصبحت البلاد في حالة طوارئ وتعبئة عامة، حيث تم  تشكيل قوات مشتركة بين الأردن ومصر بقيادة علي عامر، الذي قام بزيارة إلى مراكز المراقبة، حيث دار بينه وبين قادة إحدى النقاط نقاشا حول الأسلحة التي بحوزة الجنود والأسلحة المساندة، واستعداداتهم، ولكن قائد النقطة لم يجب على ذلك، وفيما بعد وعلى اثر هذا النقاش تم ترميج "طرد" عشرات القادة العسكريين.
ويستعيد الحاج حرب بذاكرته الخصبة الأيام الجميلة قبل "النكسة" مشيرا إلى اشتباكات متفرقة وقعت بين الجيش الأردني والإسرائيلي في عدة مناطق جنوب الخليل عام 66، منها معركة في قرية  بيت مرسم  جنوب غربي المحافظة والتي تكبد  فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة، وأخرى في قرية السموع ومحيطها سقط فيها عشرات الشهداء في صفوف الجيش الأردني، حيث دخل جيش الاحتلال القرية وعاث فيها فسادا قبل أن ينسحب منها.
وبالعودة إلى أيام الحرب الستة، قال حرب: "في يوم الخامس من حزيران كنت في الأردن أعمل في مدينة العقبة بعد أن تم "ترميجي" من الجيش الأردني أنا ومجموعة من الشباب، وعندما  سمعنا من الناس والإذاعات أن هنالك غارات على الأردن ومصر، تركنا ما بأيدينا ورجعنا إلى البلاد لنطمئن على عائلاتنا ونكون بجانبهم، وفي اليوم التالي ونحن على الجسر شاهدنا الكثير من الناس ينزحون نحو الأردن، حيث كانت الحركة ميسرة للخارجين من فلسطين، ولكن العائدين إليها كانت تلاحقهم الغارات الإسرائيلية".
وأضاف " على طريق الخان الأحمر الرابطة أريحا بالقدس شاهدنا أشلاء الشهداء على قارعة الطريق، وفي العيزرية شاهدنا آثار القصف على القوات العراقية، وركام المنازل، وبعض المباني التي حولها لهيب القذائف إلى أطلال".
وتابع "سألنا أحد القادة بعد أن اقتربنا من الخليل عن ما شاهدناه في الطريق، فقلنا له أننا رأينا جنود كثر في الخان الأحمر، ولكن  مسلحين بالعصي،  وطلبنا منه تسليحنا للمشاركة في الحرب، فبكى القائد وقال يا بني روح إلى أولادك، البلاد انباعت.!"
واعتبر الحاج حرب في معرض لقاءه مع "وفا" ان العتب على السلاح العسكري في تلك الأيام، حيث لم يملك المقاتلون إلا بارودة "ستين" كندية، ومع كل واحد منهم  50 رصاصة، وكان مسؤول عن كل رصاصة يضيعها بغرامة قدرها 12 قرش، أي حسم يوم من راتب لم يتجاوز الخمسة دنانير، بالإضافة  إلى أن السلاح الذي كان بين أيديهم منتهي الصلاحية ولا مفعول له، وهو عبارة عن صوت  ودخان..، وهكذا سقطت فلسطين، واحتلت الجولان، وسيناء، وأجزاء من لبنان. غير أن الأمل، والحديث لحرب، سيظل باق فينا وفي أبنائنا إلى أن يأتي يوم سننتصر فيه، ويكون لنا موعد دولتنا التي ستخلصنا من وجع الهزيمة والانتكاسات.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024