فيديو- إيناس دار خليل: حقيبة ودمية اخر ما تبقى في الذاكرة الدامعة!
محمد ابو الريش- من بين أشياء قليلة تركتها الطفلة إيناس شوكت وراء الموت؛ لتذكير والديها بأن ثمة وردة كانت في العائلة ذات زمن، لكنها دهست بعجلات سيارة مستوطن إسرائيلي "كان يسابق الريح" أثناء كانت عائدة من روضتها إلى المنزل – من بين تلك الاشياء، حقيبة صغيرة كانت تضم أقلاما و دمية؛ كأنما لكي تبقى أبداً، في الذاكرة و المخيلة، طفلة تفيض بألف وعد و وعد ...
بالنسبة لوالدة الطفلة إيناس شوكت دار خليل من قرية سنجل شمال رام الله، لا شيء يمكن أن يطفىء الحريق الذي أضرمه موتها في القلب، سيما وأن "حادثة" الدهس التي اختطفت حياة طفلتها و صدمت بالتزامن رفيقتها في روضة الاطفال تولين عصفور ( أثناء كانت الطفلتان تقطعان الشارع الرئيس بين رام الله و نابلس ) وقعت أمام عينيها؛ على مسافة خطوات قليلة من ذراعيها اللذين كانا مفتوحين لاحتضانها إلى أقرب مسافة من القلب .
قالت والدة "إيناس" التي فارقت الحياة متأثرة بإصابتها الخطيرة جراء حادثة الدهس ( في "مجمع فلسطين الطبي" برام الله ) – قالت، على نحو ما، أن فجيعتها بموت ابنتها ( 5 سنوات ) عرّفتها على ثقل الالم الذي تنوء به قلوب الامهات حين يموت الابناء قصفا في أول أعمارهم؛ كما عرّفتها، أيضا، على معنى أن تنتاب الامهات الثكالى "أمنيات مستحيلة"؛ من نوع "لو تعود إيناس إلى الحياة قليلا، ولو لبرهة؛ لكي أعتذر لها عن إجبارها على الصحو مبكرا، ثم إكراهها على الذهاب إلى الروضة"، موضحة أن طفلتها ذهبت إلى روضتها متكدرة و دون أن تتناول أي من الطعام، لأنها كانت ترغب في إكمال نومها، ولو لدقائق أخرى .
وهي تشرح فجيعتها بين موجة نحيب و أخرى، أشارت والدة الطفلة إيناس دار خليل أنها لن تنسى ما بقيت على قيد الحياة ملامح طفلتها وهي ترجوها لكي تبقيها نائمة؛ ذلك أن لغفوات الصباحات الباردة متعة لا تقاوم، لافتة إلى أن ابنتها التي حملت معها إلى "يوم الروضة الأخير" حقيبتها و بداخلها دمية أرادت ان تهديها لمعلمتها، اختطفتها عجلات سيارة المستوطن الإسرائيلي التي كانت تجتاح الشارع بسرعة جنونية؛ رغم الصراخ على سائق السيارة ( من نوع "اكتافيا" و رمادية اللون ) الذي لم يعبأ بوجود طفلتين تقطعان الشارع إلى أميهما الواقفتين في الانتظار .
وهي تشرح بين نوبة بكاء و أخرى، قالت والدة "إيناس"، أيضا، أنها شاهدت ابنتها وهي تحاول النهوض قبل أن تعاود السقوط على الإسفلت فاقدة الوعي؛ إلى أن وصلتها و احتضنتها مرّة أخيرة وللأبد، فيما أشار شهود عيان كانوا يتواجدون على مقربة من مسرح الفجيعة، بخلاف رواية الشرطة الإسرائيلية عن أن ما حدث لإيناس و تولين "مجرد حادثة سير عادية" – اشاروا إلى أن السيارة الإسرائيلية التي صدمتهما طوحت جسديهما، بسبب من السرعة الزائدة، مسافة لا تقل عن 10 أمتار، بينما لاذ المستوطن الذي كان يقودها بالفرار .
شيع المواطنون جثمان الطفلة ايناس دار خليل الى مثواها الاخير في قرية سنجل، فيما لا تزال زميلتها تولين عصفور ترقد على سرير الشفاء في قسم العناية المركزة بمجمع فلسطين الطبي؛ لكنها لا تعلم أن رفيقتها داهمها الموت في عجلات سيارة إسرائيلية لم يعبأ سائقها لرؤية وردتين تخطوان إلى ضفة الشارع الأخرى .