'شركاء في التنمية المستدامة' تطلق مشروعا لرفع قدرات الشباب في مجال البرمجة
أطلق مركز التعليم والتنمية المجتمعية في نابلس، التابع لمؤسسة شركاء في التنمية المستدامة، أول نادٍ مختص بالبرمجة لطلبة المدارس في فلسطين، ويؤسس لمرحلة هامة في مجال نشر ثقافة البرمجيات الممنهجة بين الشباب والطلاب.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة 'شركاء في التنمية المستدامة' جواد أبو عون، إن فكرة المشروع تهدف إلى تعليم الطلبة على كيفية التفكير المنطقي والإبداعي، بالإضافة إلى حل المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية ليصبحوا مبدعين ومميزين، وذلك من خلال البرمجة والعمل الجماعي، بالإضافة إلى ذلك يهدف المشروع إلى إكساب المتدربين الأدوات الريادية التي تعلمهم على كيفية أن يصبحوا ريادين في المستقبل من خلال تفاعلهم مع قضايا المجتمع وتفاعلهم مع البرمجيات، في ظل إقبال المجتمع الدولي بأكمله على تقنيات البرمجة، ما يجعل الحياة تعتمد وبشكل أساسي على البرمجة.
وأضاف أبو عون، إنه تم تطوير البرنامح بحيث يستفيد منه الطلبة والمتدربون، وذلك من خلال إكسابهم مهارات مختلفة تؤهلهم أن يكونوا ريادين في المستقبل، منوها إلى أنه يستهدف في مرحلته الأولى أكثر من 40 طالبا وطالبة، من السادس وحتى الثامن من مختلف المدارس من محافظة نابلس.
وأكد أن الدول المتقدمة في البرمجة، خاصة في أميركا، يتوقعون بالعشر السنوات المقبلة أن يكون هناك مئات الألوف من الوظائف في مجال البرمجة، بالإضافة إلى ذلك نتوقع من المشاركين سواء كانوا طلابا أو متدربين بأن يمتلكوا مهارات جديدة ومميزة.
وأكد أن المشروع لا يشمل الطلاب المختصين في البرمجة فقط، إنما أيضا يشمل كافة الفئات العمرية المختلفة وكافة التخصصات، وقال إن 'البرمجة اليوم أصبحت شيئا أساسيا ولا غنى عنها، ويحتاجها المدرس والطبيب والمحاسب والمهندس، فمن خلال البرمجة قد تكون قادرا على إيجاد العديد من الحلول لكافة مشاكل الحياة التي تواجهها'.
وأضاف: هناك العديد من القصص الناجحة التي خرجت من المؤسسة، منهم الشاب أيمن عرندي حيث طور شاشة تفاعلية، والآن أصبح له رصيد كبير في المجتمع، أيضا الطالبة آلاء شاهين حيث عملت على تصميم موقع برمجة، بالإضافة إلى ذلك هناك طلبة ابتكروا حلا لمشكلة الغاز المتسرب، بحيث تأتي رسالة على جوال ربة البيت بوجود غاز متسرب في البيت، وهناك غيرها الكثير.
وأكد أن البرنامج تم تطويره لاستيعاب 160 مدربا و800 طالب وطالبة، وبداية المشروع سيكون بتمويل ذاتي، كما تم توفير برامج تعليمية باللغتين العربية والإنجليزية للطلبة ليتمكنوا من خلالها تعلم أساليب وطرق البرمجة، بالإضافة إلى ذلك يستطيع أي طالب أن يشاهد المحاضرات 'أون لاين' ويتعلم من خلالها وبمتابعة الأهل. ويطمح أبو عون بأن تصبح البرمجة موجودة في كل مدرسة ولكافة الصفوف والأعمار.
وقال كميل الخالدي منسق الشمال في مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة، إن الهدف من المشروع هو تلبية احتياجات السوق المستقبلية، لأن الحاجة للبرمجة ستزداد مع التقدم التكنولوجي، ويهدف أيضا إلى استخدام لغات البرمجة المختلفة لإنتاج برامج وتطبيقات إلكترونية، وتطوير التفكير الإبداعي، كما أنه نوع من الإرشاد المهني، بالإضافة إلى ذلك مساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم ومهاراتهم.
وأضاف: نعمل حاليا مع فئة عمرية محددة من الصف السادس وحتى الثامن، ولكن مستقبلا سيشمل كافة الفئات العمرية، ويتم اختيار الطلبة برغبة وإرادة موجودة لديهم.
وأشاد مدير مكتب نابلس في مؤسسة شركاء في التنمية المستدامة نمر أبو حنيش بنجاح المرحلة الأولى من الفكرة، وهي تدريب الشريحة الأولى من المبرمجين، وشروعهم بتدريب شريحة أولى من الطلاب والتحضير لتوسيع المستفيدين، لتكون محافظة نابلس السباقة في ذلك، ثم تعميم الفكرة على باقي المحافظات.
وقالت المدربة في المشروع حنين سلامة، وهي طالبة في جامعة النجاح تخصص تكنولوجيا المعلومات، إن التعليم ابتدأ في إكساب الطلبة كيفية التعليم المنطقي، فهذا المشروع هو الأول من نوعه في الضفة، من خلال تدريب الطلبة على البرمجة التي تساعدهم في تطوير مهاراتهم وحل المشاكل التي تواجههم، بداية تعليمهم كيفية التفكير المنطقي، لأنها تساعدهم في الحياة اليومية وهو المشروع الأول في الضفة الغربية. وأضافت، مستوى الطلبة المشاركين في النادي عالٍ جدا، هناك العديد من الطلبة قد تفاجأنا بهم، فقدراتهم تفوق سنهم.
وقال المدرب ماهر نحلة، طالب سنة رابعة تخصص هندسة حاسوب، إن البرنامج يهدف إلى تعليم الأطفال على أساسيات البرمجة لكافة الفئات العمرية حتى يمتلكوا مهارات تمكنهم من التفكير المنطقي، وتعليمهم على مختلف لغات البرمجة التي قد يحتاجونها في المستقبل، ولكي يستخدموها في حياتهم العملية.
من جهتها، قالت نور الصايغ، وهي إحدى الطالبات المشاركات في المشروع، إن 'بداية المشاركة كانت عن طريق تقسيم المشاركين إلى مجموعات، ومن ثم تم تعليمنا على أمور بسيطة عن أساليب البرمجة، فقمنا بتصميم لعبة خاصة لكل فريق تختص بالموضوع، ومن محاولة استدعاء الأصدقاء إلى المشاركة بهدف تشجيعهم'.
ويرى أحمد مقبول، فكرة اشتراكه في النادي نابعة من وجود موهبة لديه بأن يصبح مبرمجا، مشيرا إلى اكتسابه، خلال مشاركته في النادي، مهارات كثيرة منها: كيفية تكوين صداقات وعلاقات مع الآخرين، والتطوير في مجال البرمجة لمحاولة تحقيق هدفه بأن يصبح مبرمجا.