البرنامج الجماهيري "المواطن والمسئول " يناقش هجرة الشباب الفلسطيني
طالب مشاركين وناشطين مجتمعيين وحقوقيين بضرورة تحمل الرئاسة والحكومة والفصائل والمجلس التشريعي ،مسئولياتهم الكاملة تجاه الشاب ودمجهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في المجتمع وإعطائهم المساحة الكافية لممارسة دورهم في قيادة مجتمعهم ، واعتماد صندوق فلسطيني عاجل للشباب ودعم مشاريعهم وتوفير فرص عمل لهم ، مؤكدين ان تهميش الشباب وانسداد الأفق أمامهم دفعهم للتفكير بالهجرة والبحث عن حياة أفضل حتى لوكانت محفوفة بالمخاطر والموت .
جاء ذلك خلال البرنامج الجماهيري" المواطن والمسئول "، الذي ينظمه مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر ، بحضور ممثلي عن المؤسسات الأهلية والحقوقية ،وشخصيات قيادية وحزبية في المحافظة وناشطين مجتمعيين ووجهاء ومخاتير محافظة خانيونس ،وجمهور غفير .
واستضاف البرنامج الذي أدراه الأستاذ على ابو الكاشف مدير مدرسة ذكور خانيونس الاعدادية (أ)، كلا من ادهم او سلمية مدير التعاون الدولي بوزارة الداخلية ،وجبر وشاح نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ،وعرفات الحاج مدير مركز معارف للأبحاث ،وكامل المصري الناطق باسم اهالى المفقودين في سفينة 6-9.
وافتتح البرنامج بعرض فيلم " قوارب الموت " من إنتاج مركز نوار وإخراج عصام الشوربجى ،استعرض بعض الشهادات الحية لاهالى المفقودين وضحايا سفينة الهجرة التي غرقت بالقرب من السواحل الايطالية فى السادس من سبتمبر الماضى ،وتفاعل الجمهور مع الفيلم حيث مس مشاعرهم الإنسانية .
المشاركون فى البرنامج اختلفوا في الآراء حول فكرة الهجرة ، لكنهم اتفقوا أن احد الأسباب الرئيسية وراء تنامي تلك الظاهرة حالة الجمود السياسي وتضاءل فرص انجاز حل سياسي مع الاحتلال ،وعدم وضوح الرؤية بخصوص إنهاء الانقسام ،وتأثير ذلك على تردى الأوضاع الاقتصادية وتضاءل فرص العمل للشباب ،إضافة إلى عزل الشباب وإقصاؤهم عن المشاركة السياسية والمجتمعية .
واكد المشاركين الى ان التفكير بالهجرة من قبل الشباب أمر طبيعي بعد أن حول الاحتلال قطاع غزة إلى سجن مغلق خال من مقومات الحياة الأساسية للمواطن ،معتبرين ان زيادة وتيرة الهجرة ردة فعل طبيعية لتردى الأوضاع الاقتصادية في غزة ،وليس تعبيرا عن رفض المكان أو التخلي عن الهوية .
وبدورها أوضحت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت ،خلال افتتاحها للبرنامج ،ان نقاش قضية الهجرة جاء وعيا من جمعية الثقافة والفكر الحر ومركزها نوار بمخاطر الهجرة السرية أو الغير قانونية وتأثيراتها على المجتمع، وإيمانا منها بأهمية الشباب في لعب دور فعال في التوعية ،وانطلاقا من أهدافها المتمثلة في الإسهام في بث وعي ثقافي واجتماعي انطلاقا من أصالتنا الفلسطينية الممتدة بجذورها في الحضارة العربية الإسلامية .
وقالت زقوت إن حالة الهجرة ليست عابرة، إنما كانت ظاهرة منذ وقت بعيد من قبل مؤسسات وقوى أجنبية بإيعاز من الاحتلال لتفريغ غزة من أهلها تحت مسميات مختلفة، مبينة أن الأوضاع المعيشية بغزة صعبة بعد الحصار المفروض عليه منذ 8 سنوات.